كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

القرآن الكريم

كرم جبر

الأربعاء، 29 مارس 2023 - 08:34 م

 

يقول العلامة ابن القيم رحمه الله: لا شىء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر ، فإنه جامع لجميع منازل السائرين وأحوال الغافلين ومقامات العارفين، وهو الذى يُورث المحبة والشوق والخوف والرجاء والإنابة والتوكل والرضا والتفويض والشكر والصبر، وسائر الأحوال التى بها حياة القلب وكماله .
وقال الإمام الآجرى : القليل من الدرس للقرآن مع الفكر فيه وتدبره أحبُّ إليَّ من قراءة الكثير من القرآن بغير تدبر ولا تفكر فيه ، وظاهر القرآن يدل على ذلك والسنة النبوية وقول أئمة المسلمين .

قال ابن الجوزى فى زاد المسير : لما كان القرآن العزيز أشرف العلوم كان الفهم لمعانيه أوفى العلوم ، لأن شرف العلم بشرف المعلوم .

يقول أهل التقوى: دعنا نرى الدين فى سلوككم وأخلاقكم، ولا تزايدوا وتكذبوا وترمون غيركم بما فيكم، فالإسلام دين الأخلاق ورسولنا الكريم يقول: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" ويقول الله عز وجل "وإنك لعلى خلق عظيم"، الأخلاق هى رسالة الإسلام الكبرى وبدونها تنهار القيم وتنحدر السلوكيات.

الإصلاح الحقيقى هو الصدق مع النفس، وأن نرفع أيدينا مخلصين بالدعاء: "اللهم إنا نسألك أن تطهر قلوبنا، وتكشف كرْبنا، وتغفر ذنبنا، وتصلح أمرنا وتغنى فقرنا وتكشف همنا وغمنا، واجعل لنا من كل خير نصيباً، وإلى كل خير سبيلاً، برحمتك يا أرحم الراحمين".

ما أحوج بلادنا إلى استنهاض روح الأمة والعودة إلى جوهر ديننا الحنيف، فلا دنيا لمن لم يحيى ديناً، ولا صلاح إلا باستنهاض الأخلاق، فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بعث ليتمم مكارم الأخلاق.

وعندما تتعانق في السماء أصوات الأذان وترانيم الدعاء وتلاوة القرآن، فهذا معناه لمن يتقى الله أن تتوحد القلوب وتتطهر المشاعر، ليس لتوظيف الدين لصالح الأغراض السياسية، أو أن تزعم جماعة بأنها صاحبة وكالة السماء، وأن أتباعها فقط هم المسلمون، فكل الكوارث والنكبات التى حلت بالعرب والمسلمين جاءت من حملة السيوف وليس من تعاليم الأديان.

ما أحوجنا إلى سلام النفس والقلب والضمير، وأن يلتئم الشمل وتهدأ حدة المكائد والصراعات، وتمتد الأيدى للبناء وليس للهدم والتخريب، وأن نزرع الأرض خيراً وليس ألغاماً ومتفجرات، فنشر الخوف والذعر ليس من شرع الله، وتعاليم الإسلام تفيض كالنهر العظيم سلاماً ومحبة وتسامحاً، وتنشر الأمن والطمأنينة بين العالمين.

العودة إلى الإسلام الوسطى بمعانيه التي تسعد الناس هي الطريق إلى النجاة .

فليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده، وأقرب إلى نجاته من تدبر القرآن، وإطالة التأمل فيه وجمع الفكر على معاني آياته، فإنها تُطْلِعُ العبد على معالم الخير والشر بحذافيرهما، وعلى طرقاتهما وأسبابهما وغاياتهما وثمراتهما .
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة