آمال عثمان
آمال عثمان


أوراق شخصية

رمضان فى مصر حاجة تانية

آمال عثمان

الجمعة، 31 مارس 2023 - 07:34 م

 

 تتولد لدى، مشاعر إنسانية صادقة، وحنين جارف للماضى، كلما أمعنت فى كلمات الشاعر المبدع أمير طعيمة، «رمضان فى مصر حاجة تانية»، بصوت المطرب حسين الجاسمى، ولمستمدى دقة وبساطة تصويره للطقوس الرمضانية البديعة، وعمق وصفه لتفاصيل الحياة والبشر بأرض الكنانة فى الشهر الفضيل، وإظهار سمات شعبها وصفاته، ورغم بساطة تلك الطقوس وأشكالها، وسلاسة تفاصيلها، إلا أن رمضان فى مصر بالفعل غير الدنيا كلها، له مذاق مختلف، طعمه بطعم النيل، وطيبة أهله وناسه.

فى مصر تجد الضحكة وسط الهموم، والخير جوه القلوب، ورغم الغلاء وصعوبة المعيشة، تلقى الناس بسيطة وفرحانة، والبيوت «عمرانة» بأصحابها ولمّتهم، الفوانيس والزينة والأنوار فى كل شارع وزقاق وحارة، وصوت الأذان يتسلل لقلبك، ويؤنس روحك، وصلاة التراويح فى الجوامع، ورجال ونساء وأطفال متجمعون خاشعون لرب العالمين، وحلاوة القعدة مع الطاولة والدومينو والكوتشينة بالليل، كلها سمات وطبائع لا تجدها إلا عند أهل مصر، صفات وخصائص تميز المصريين عن كل الشعوب الأخرى.

وهنا يحضرنى ما جاء فى «مقدمة» ابن خلدون، مؤسس علم الاجتماع، وأوَّل من وضع أسسه الحديثة، تلك «المقدمة» الشهيرة التى سطرها لمؤلفه الضخم «كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر»، ويجمع المفكر والمؤرخ العربى الأندلسى الأصل فى مقدمته، كل ميادين العلوم وأحوال الأمم واختلافات طبائع البشر، ويتناول فيه تأثير البيئة على الإنسان، ويشير إلى أن كل الشعوب تمتلك سمات وطبائع، تميز شخصيتها وسط الشعوب الأخرى، وتأثير المناخ والبيئة والغذاء على الأفراد والمجتمعات، وطبائع وألوان البشر وأبدانهم، وكيف أن المجتمعات البشرية تمضى وفق قوانين محددة، تسمح بقدر من التنبؤ بالمستقبل، وأن علم العمران- الاجتماع حالياً- لا يتأثر بالحوادث الفردية، وإنما بالمجتمع ككل.

 وتحدث ابن خلدون عن أحوال الناس الاقتصادية، وذكر أن الإنسان لا يستطيع أن يعيش حياة سليمة، دون العلم والعمل والاطلاع، ولأن النفس البشرية تطمح دائماً للكمال وتبحث عنه، يسعى المغلوب دائماً لتقليد الغالب، لذا مثلما كان الأوروبيون يقلدون المسلمين فى الأندلس، يحاكى العرب والمسلمون الآن الغرب، وأضحى حلم العربى العيش فى دولة أجنبية.

ويظل السؤال: هل تلك الطبائع والصفات مستقرة ومستمرة مدى الحياة؟! وهل تغيرت صفات وطبائع المصريين فى العقود الأخيرة؟ وإذا حاولنا إصلاح أخلاق شعب ماذا نفعل؟ ومن أين نبدأ؟!
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة