صورة من داخل مراكز الإصلاح والتأهيل
صورة من داخل مراكز الإصلاح والتأهيل


مراكز الإصلاح والتأهيل.. فلسفة عقابية حديثة

أخبار الحوادث

السبت، 01 أبريل 2023 - 12:31 م

 

محمد هاشم

 كعادتها وزارة الداخلية بالاهتمام بالمواكبات العالمية التى تحدث ووفق ما تم من معايير لحقوق الإنسان قامت وزارة الداخلية بتنظيم احتفالية للإعلان عن بدء التشغيل التجريبى لعدد 3 مراكز إصلاح وتأهيل جديدة (العاشر من رمضان «الشرقية» - 15مايو «القاهرة» - أخميم الجديدة «سوهاج») التى تم تشييدها وفقًا لأعلى المقاييس والمواصفات الدولية المعتمدة خلال فترة زمنية قياسية. بحضور اللواء محمود توفيق وزير الداخلية وعدد من المسئولين وممثلى البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية والإقليمية والمجالس القومية المتخصصة ومنظمات المجتمع المدنى ورموز الفكر وعدد من الفنانين ووسائل الإعلام الوطنية والأجنبية وذلك  للإطلاع على ملامح التجربة المصرية الرائدة فى مجال تطوير منظومة التنفيذ العقابي من خلال مراكز الإصلاح والتأهيل.

اللواء طارق مرزوق  مساعد وزير الداخلية لقطاع الحماية المجتمعية، أكد  أنه تم إنجاز مراكز إصلاح وتأهيل العاشر من رمضان و15مايو وأخميم بسوهاج، عبر جهود مخلصة وفى فترة زمنية قياسية، إنفاذًا لثوابت الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، واستكمالا للخطة الطموحة التى أعدتها وزارة الداخلية، باستبدال أماكن الاحتجاز التقليدية، بتشييد مراكز للإصلاح، تعد نموذجًا تأهيليًا وإنتاجيًا متكاملاً، وفقًا للمواصفات والمقاييس العالمية، الأمر الذى كان موضع اهتمام وإشادة منظمات دولية وإقليمية معتمدة.
وأضاف؛ أن أولى مراحل المنظومة المستحدثة بدأت نهاية عام 2021، بافتتاح مركزي وادى النطرون وبدر، واللذان حققا طفرة كبيرة فى تحول مفاهيم وأساليب السياسة العقابية فى مصر، إلى ما يعرف بمصطلح العدالة الإصلاحية؛ حيث ارتكزت خطط إعادة التأهيل على برامج متكاملة.. تعتمد على إنشاء سجل لكل نزيل يتضمن بحثًا شاملاً عن حالته من النواحى الاجتماعية والنفسية وما يطرأ عليها من متغيرات، مع مراعاة الاحتفاظ بالسرية التامة لتلك الأبحاث، فى إطار حماية سرية البيانات، فضلاً عن دراسة شخصية النزيل دراسة شاملة لمعرفة ميوله واتجاهاته، تمهيدًا لتحديد الأسلوب الملائم لتقويم سلوكه ومفاهيمه، بالاستعانة بخبراء علم النفس والاجتماع وعلماء الدين، بما يؤهله للتآلف مع المجتمع بصورة إيجابية عقب الإفراج عنه.

وأكد أن الإرادة القوية للسياسة الأمنية المعاصرة، تبلورت فى إعلاء قيم حقوق الإنسان، من خلال تطوير منظومة العمل بالمؤسسات العقابية وإدارتها بشكل علمى يحقق أهدافها فى رعاية وتأهيل النزيل وصون كرامته الإنسانية، دون الإخلال بالثوابت الأمنية داخلها..حيث تتضمن أبرز برامج إعادة التأهيل والإصلاح التعليم وتصحيح المفاهيم والأفكار وضبط السلوكيات وتعميق القيم والأخلاقيات وتوظيف الطاقات فى المهن والحرف المتوافرة داخل المراكز فضلاً عن ممارسة الأنشطة الرياضية المتنوعة.
وأشار إلى أنه فى إطار إعادة صياغة شخصية المحكوم عليهم وتأهيلهم لإعادة الاندماج بصورة إيجابية مع المجتمع، عقب انقضاء مدة العقوبة، تم استحداث برامج علمية مدروسة لتنمية المواهب وتنوعها ورفع المستوى الثقافى وإتاحة الفرصة للنزلاء لإطلاق طاقاتهم الإبداعية فى مجالات الفنون المختلفة، ومنها الرسم والنحت والموسيقى، بما أسهم بشكل ملحوظ فى الارتقاء بالمستوى السلوكى والأخلاقى للنزلاء وتعزيز القيم الإيجابية لديهم.

وتابع أنه على جانب آخر، يحرص قطاع الحماية المجتمعية على تقديم أوجه الرعاية الطبية للنزلاء بمستوى متميز، عبر إجراء مسح طبى شامل لهم، للتأكد من خلوهم من الأمراض المزمنة، فضلاً عن تقديم كافة سبل الرعاية الصحية لذوى الإعاقة، وتزويد المرافق والمنشآت بأحدث الأجهزة المناسبة للتعامل مع إعاقتهم.

وقال إنه فى مجال تطوير منظومة الرعاية الصحية المقدمة للنزلاء، فقد أسهمت المراكز الطبية المتكاملة والمجهزة بأحدث التجهيزات الطبية بمركزى إصلاح وتأهيل (وادى النطرون وبدر)، فى تقديم العديد من الخدمات الطبية سواء الوقائية أو التشخيصية أو العلاجية؛ حيث تم إجراء عدد (1270) عملية جراحية خلال عام 2022، منها عمليات ذات مهارة خاصة تم إجراؤها بمعرفة أطباء قطاع الحماية المجتمعية، مع الاستعانة بإستشاريين فى التخصصات الطبية الدقيقة، بالإضافة لإجراء عدد (27088) تحليل وأشعة مختلفة خلال ذات الفترة، كما روعى إنشاء وحدات طبية مركزية متخصصة فى تلك المراكز، منها وحدة جراحة المخ والأعصاب وجراحة القلب والصدر بالمركز الطبى بوادى النطرون، ووحدة صحة المرأة بالمركز الطبى ببدر، ووحدة للعناية بالحروق بالمركز الطبى بــ 15مايو، ووحدة الأورام وتجهيز العلاج الكيماوى بأخميم بسوهاج، وكذا وحدة للأمراض المعدية والمتوطنة بطاقة استيعابية 13 سريرا بالمركز الطبى بالعاشر من رمضان؛ وذلك بهدف توفير أفضل خدمة طبية متكاملة للنزلاء.
وتابع أنه تم استحداث مشروعات إنتاجية جديدة صناعية وحيوانية وداجنة وزراعية بمراكز الإصلاح الجديدة، لتحقيق منظومة إنتاجية متكاملة، تسهم فى تلبية إحتياجات مراكز الإصلاح وتوفير مصدر دخل للنزيل ومنحه حرية التصرف فيه، فضلاً عن طرح تلك المنتجات عبر منافذ قطاع الحماية المجتمعية بأسعار مخفضة، إسهامًا فى تخفيف الأعباء عن كاهل الأهالي من محدودى الدخل ودعمًا للدخل المادى للنزيل.

التجربة المصرية
وبدوره، أشاد رئيس البرلمان العربي رئيس مجلس أمناء المرصد العربي لحقوق الانسان عادل العصومي بمراكز الاصلاح والتأهيل الجديدة التي شيدتها وزارة الداخلية، مؤكدًا أنها ترسخ وتجسد مفاهيم احترام حقوق الانسان وصون كرامته، التي أرسى دعائمها الرئيس عبدالفتاح السيسي في اطار بناء الجمهورية الجديدة، والتي تتفق مع الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي أطلقها سيادته في ديسمبر 2021.
وأضاف العصومي - في كلمة له - أن المراكز الجديدة تضم منشآت وبنى تحتية وفقا لأحدث المواصفات العالمية في المؤسسات العقابية، بالإضافة إلى برامج تدريبية أحدثت تغيرًا جذريًا في مجال إعادة دمج النزلاء وتعديل سلوكهم.
وكشف عن قيام البرلمان العربي حاليًا، بإعداد دليل عربي لتطوير منظومة السجون في الدول العربية، مؤكدا أن التجربة المصرية ستمثل الأيقونة الرئيسية لذلك الدليل.

ثقافة حقوق الإنسان
ومن جانبها، أكدت رئيس المجلس القومي لحقوق الانسان السفيرة مشيرة خطاب، أن افتتاح مراكز الاصلاح والتأهيل، يتفق مع المعايير العالمية في مجال حقوق الانسان، وتأتي انعكاسًا لرؤية الرئيس عبدالفتاح السيسي، بأن من يحرم من حريته لقضاء عقوبة، يجب ألا يعاقب على جرمه مرتين، لكن لابد أن يتمتع بكافة حقوقه داخل المؤسسات العقابية، وفقًا لما كفله له الدستور والقانون.
وأشادت خطاب بحرص وزارة الداخلية على تشييد مثل تلك المراكز، وهو الحرص الذي يأتي متسقًا مع إرادة القيادة السياسية في تعزيز ثقافة حقوق الانسان، والتي كان آخرها عدم مد حالة الطوارىء، والدعوة إلى حوار مجتمعي دون استثناء أحد، أو تمييز، مشيدة في الوقت نفسه بشروع مجلس النواب في إعداد قانون عصري للإجراءات الجنائية، بدلا من القانون الحالي الذي تم صياغته منذ أكثر من 100 عام.

نموذج رائع
وبدورها، ثمنت نائب الممثل الاقليمي لمكتب الأمم المتحدة المعني بمكافحة المخدرات والجريمة المنظمة ميرنا بوحبيب، التعاون القائم بين المكتب ووزارة الداخلية.وأضافت أن مراكز الاصلاح والتأهيل التي تم تشييدها مؤخرًا، تعد نموذجًا رائعًا لتأهيل السجناء، وتعكس رؤية واضحة من الدولة في مجال الاهتمام بحقوق الانسان.
تجدر الإشارة الى أنه تم خلال الاحتفالية، عرض فيلم تسجيلي عن تطور المؤسسات العقابية في مصر من السجون التقليدية، إلى مراكز الاصلاح والتأهيل، بما ضمته من منشآت متطورة وحديثة تلبي كافة الاحتياجات المعيشية للنزلاء.

نقلا من عدد أخبار الحوادث بتاريخ 30/3/2023

أقرأ أيضأ : «الداخلية»: بدء التشغيل التجريبي لـ3 مراكز إصلاح وتأهيل جديدة| صور

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة