السبت، 01 أبريل 2023 - 03:19 م

سيمثل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للمحاكمة، يوم الثلاثاء المقبل، ليصبح أول رئيس أمريكي تتم محاكمته في تاريخ الولايات المتحدة، حيث يواجه تهم دفع "رشوة" للممثلة الإباحية ستورمي دانيلز من أجل التستر على العلاقة بينهما قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016.

وقالت دانيلز مؤخرًا إن ترامب دفع لها 130 ألف دولار كي تتكتم على العلاقة بينهما، وذلك قبيل انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016، والتي انتصر فيها ترامب على المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.

ويصرّ ترامب على إنكار أي علاقة بقضية الرشوة التي أقيمت ضده في أثناء حملته للانتخابات الرئاسية عام 2016، كما أنه يعتبر التحقيات ضده بمثابة "انتقام سياسي".

مصائب ترامب ستكون فؤائد عند آخرين تحديدًا أبرز خصومه السياسيين، خاصةً أن قضية ملاحقته قضائيًا تأتي قبل نحو عام وسبعة أشهر فقط على إجراء الانتخابات الرئاسية.

بايدن أبرز المستفيدين

أبرز المستفيدين من قضية محاكمة ترامب، والتي من المرجح أن تنال من شعبية ترامب، هو الرئيس الديمقراطي الحالي جو بايدن، الذي من المتوقع أن يسعى نحو الظفر بولاية ثانية في حكم الولايات المتحدة.

ولعبت مسألة التعاطي السيء من قبل إدارة ترامب مع جائحة كورونا، ما أدى إلى تفشي الوباء بصورة مهولة في الولايات المتحدة، كسبب رئيسي في ترجيح كفة بايدن على ترامب في الانتخابات الرئاسية الماضية، التي جرت في نوفمبر عام 2020.

وبالتأكيد فإن الاتهامات التي ستُلاحق ترامب، فإن لم تدينه بشكل تامٍ فإنها ستؤثر على سمعته لدى الناخبين الأمريكيين، فيما ستكون إدانة ترامب في القضية ضربة قاصمة ستحول دون تمكنه من الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة من الأساس.

وانتصر بايدن على ترامب في انتخابات 2020، بعدما حصد 306 أصوات في المجمع الانتخابي الأمريكي، مقابل 232 صوتًا لترامب في تلك الانتخابات.

ثاني المستفيدين من محاكمة ترامب

ثاني أبرز المستفيدين سيكون رون دي دي سانتيس، حاكم ولاية فلوريدا، وهو من الحزب الجمهوري، وهو يعتبر المرشح الأبرز لمنافسة ترامب على ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة في نوفمبر 2024.

ورون دي سانتيس، البالغ من العمر 44 عامًا، هو سياسي من الحزب الجمهوري وحاكم ولاية فلوريدا وعضو سابق في مجلس النواب، فاز بولاية جديدة على رأس ولاية فلوريدا، في انتخابات حكام الولايات التي أجريت بالتزامن مع انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في 8 نوفمبر 2022.

وأعيد انتخابه بنسبة كبيرة من الأصوات، مما عزز موقعه نجما صاعدا في الحزب الجمهوري ومنافسًا محتملا للرئيس السابق دونالد ترامب على الفوز ببطاقة ترشيح الحزب للانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024.

وتوترت العلاقة في الفترة الأخيرة بين حاكم فلوريدا والرئيس الجمهوري السابق ترامب، وقد أطلق دي سانتيس عدة تصريحات ضد ترامب في الآونة الأخيرة، بما في ذلك المتعلقة بمسألة التحقيقات ضد الرئيس الأمريكي السابق، التي تُنظر حاليًا، وذلك رغم انتقاده ألفين براج، المدعي العام لمنطقة مانهاتن بنيويورك، الذي يتولى الإشراف على التحقيقات.

ووجه دي سانتيس انتقادات لترامب بسبب قيامه بدفع الأموال إلى نجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز التي هي محل النزاع الحالي حول ترامب.

وشكك دي سانتيس، المنتمي للحزب الجمهوري، في أسلوب حكم ترامب وكيفية تعامله مع وباء كورونا.

وفي المقابل، أطلق ترامب الأسماء المستعارة والإساءات والتلميحات حول سلوك دي سانتيس حول سلوكه بين النساء عندما عمل كمدرس بعد تخرجه وحتى أنه قد يكون مثليًا.

ويسعى ترامب جاهدًا للعودة إلى سدة الحكم في البيت الأبيض، بعد أن خرج منه مرغمًا في يناير 2021، بعد أن خسر الانتخابات الرئاسية لصالح منافسه الديمقراطي جو بايدن.

وفي التاريخ الأمريكي، لم يعد رئيس خسر الولاية الثانية في حكمه لسدة الحكم في الولايات المتحدة، سوى الرئيس الثاني والعشرين جروفر كليفلاند، الذي تولى حكم الولايات المتحدة لفترتين متقطعتين بين عامي (1885-1889) و(1893-1897).