الرئيس الصينى شى جين بينج
الرئيس الصينى شى جين بينج


الصين تسعى إلى لعب دور صانع السلام فى أوكرانيا

مروي حسن حسين

الأحد، 02 أبريل 2023 - 10:59 م

عرض الرئيس الصينى شى جين بينج للتفاوض على السلام بين روسيا وأوكرانيا وهى مهمة عالية الخطورة، تتطلع إلى منح بكين الجائزة الأكثر قيمة ومكانة، كما أن لها تأثيرا كبيرا على جهودها لتحدى الولايات المتحدة كقائدة عالمية، وقد يأتى هذا العرض فى أعقاب تحقيق بكين اختراقة دبلوماسية وليدة بين السعودية وإيران، لكن ذلك يُنظر إليه فى الغرب على أنه ستار بالنسبة للصين لتعميق علاقتها مع روسيا. وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج وين العلاقات بين بكين وموسكو بأنها مهمة للغاية «للمشهد العالمى ومستقبل البشرية».

وفى حين أن الفوز بجائزة نوبل للسلام حلم بعيد المنال بالنسبة للزعيم الصينى، فإن الاقتراح العام لمفاوضات السلام يوضح كيف تركز بكين على قلب النظام العالمى بعيدًا عن الولايات المتحدة والدول الديمقراطية الأخرى.

ورغم ان الخبراء الغربيين يقولون إنها لفتة فارغة وخطوة تكتيكية تهدف فى جزء منها إلى حفظ ماء وجه الصين فى علاقتها مع أوروبا التى تنحاز للولايات المتحدة فى وصف الصين الصاعدة كقوة شريرة الا انها تمسكت بعرض بكين، فقد قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الخميس الماضى، إن مستقبل العلاقات بين الاتحاد الأوروبى والصين رهن، بجزء كبير منها، بموقف بكين حيال حرب بوتين فى أوكرانيا.

وأكدت فون دير لاين التى تتوجه هذا الأسبوع إلى بكين برفقة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون: «علينا أن نكون صريحين: الطريقة التى ستستمر فيها الصين بالتصرف حيال حرب بوتين ستشكل عاملاً حاسماً فى مستقبل العلاقات بين الاتحاد الأوروبى والصين.

وأنه يتعين على الصين أن تلعب دوراً فى الضغط من أجل تحقيق سلام عادل فى أوكرانيا، مضيفة أن دورها فى الصراع سيكون حيوياً فى تشكيل العلاقات مع الاتحاد الأوروبي. وأن الصين، تتحمل بصفتها عضواً دائماً فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مسئولية لعب دور بناء فى تحقيق السلام على أساس وحدة أراضى أوكرانيا وانسحاب القوات الروسية.

وففى الوقت الذى يعمل فيه الرئيس الصينى شى على تعزيز علاقات الصين مع روسيا، فإن الصينيين بحاجة إلى القيام بشيء ما لتجنب المزيد من الضرر لعلاقاتهم مع أوروبا. فهناك مخاطر أكثر من الفوائد فى التوسط لإنهاء الحرب طالما أنه لا بوتين ولا زيلينسكى يبحثان عن حلول.

وقلة هم الذين يتوقعون أن تؤدى دبلوماسية الرئيس الصينى إلى اختراقات فى حرب أوكرانيا، لكن فى واشنطن هناك مخاوف من أن تنجح بكين فى مكان آخر فى كسب المصداقية على المسرح العالمي.

وتم الترحيب بحذر بتعزيز الصين لاختراق مفاجئ بين المملكة العربية السعودية وإيران، والذى تم الإعلان عنه فى 10 مارس ويشكك محللون امريكيون فى إمكانية قيام السعودية وإيران بإعادة العلاقات لأن الالتزامات الواردة فى البيان المشترك غامضة ولا تتناول على وجه التحديد حل بعض القضايا الشائكة، مثل دعم الرياض وطهران للقوى المعارضة فى الحرب الأهلية اليمنية.

وقد وصف المحللون مخاطر انهيار تلك الصفقة بأنها مخاطر منخفضة للصين، فليست هناك تكلفة على الصين فى ذلك، وهذا فى حد ذاته فوز لهم، حيث كان عليهم موازنة هاتين القوتين من قبل، والآن ليس عليهم القيام بذلك.. لكن الفوز فى روسيا وأوكرانيا مهم جدًا بالنسبة للصين، ولذا فهم سيستمرون فى دعمه.

وكانت زيارة الدولة الأخيرة التى قام بها شى إلى روسيا واستمرت ثلاثة أيام ذات أهمية رمزية واستراتيجية. كانت هذه أول رحلة يقوم بها الرئيس الصينى خارج البلاد منذ حصوله على فترة ولاية ثالثة غير مسبوقة كزعيم. يرى المحللون أن بوتين هو أهم شريك خارجى للصين، لأن شى يواجه الآن قوة مهمة مقاومة فى الغرب لم يواجهها من قبل.

وقال محللون صينيون إن الأزمة الأوكرانية التى بدأت عام 2022 غيرت الكثير من الأشياء، لا سيما العلاقات بين روسيا والغرب. وهذا يجعل موسكو تعلق أهمية كبيرة على تطوير العلاقات مع الدول غير الغربية، وبينما يتم فرض عقوبات على روسيا ومنعها من قبل الغرب، فإنها أصبحت أكثر انفتاحًا على الدول التى ترفض اتباع السياسة الغربية المعادية لروسيا. بناءً على ذلك، سيشهد التعاون الصينى الروسى المزيد من الإمكانات والفرص فى المستقبل.

ويراقب المسئولون الأمريكيون عن كثب ما إذا كانت العلاقات العميقة بين الصين وروسيا تتجاوز الخط الأحمر المتمثل فى التزام بكين بتقديم دعم عسكرى مميت لموسكو، مع تحذير إدارة بايدن علنًا، وفى السر للمسئولين الصينيين، من عواقب وخيمة إذا تم تنفيذ مثل هذه الخطوة.

ولكن من غير الواضح ما إذا كان بإمكان مؤيدى أوكرانيا العمل بالتنسيق مع الولايات المتحدة لفرض تكاليف يُنظر إليها -على الأرجح- على أنها عقوبات على الصين إذا كانت ستواصل تقديم المساعدة العسكرية لروسيا.

كانت الصين من الدول التى امتنعت عن التصويت على قرار يدين الغزو الروسى فى مجلس الأمم المتحدة، وبينما لم تؤيد موسكو صراحة، عارضت العقوبات ضد روسيا لأنها لا تحل المشاكل.

اقرأ ايضاً| ماكرون يتحدث للفرنسيين غدا وسط أزمة «إصلاحات التقاعد»

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة