أسامة عجاج
أسامة عجاج


فواصل

العودة السورية

أسامة عجاج

الثلاثاء، 04 أبريل 2023 - 06:52 م

«لا تشبه الليلة البارحة» خلال خمسة أشهر فقط، اختلفت الأمور بشكل درامى. 
فى نوفمبر من العام الماضى، لم تنجح جهود الجزائر مستضيفة القمة العربية، فى تتويج جهودها فى عودة سوريا إلى الجامعة العربية، مما دفع وزير خارجيتها فيصل المقداد لرفع الحرج، بطلب عدم طرح القضية، وها نحن فى أول شهر أبريل، حيث تغيرت صيغة السؤال، من (متى تعود سوريا إلى الجامعة؟) إلى (كيف تعود؟) لاحتلال مقعدها بعد غياب استمر ١٢ عاماً، فى ظل معلومات شبه مؤكدة بأن السعودية ستوجه دعوة إلى الرئيس بشار، لحضور قمة الرياض فى مايو القادم، ونتوقف عن ما حدث خلال الفترة الماضية، وكان وراء ذلك التغيير، لقد (جرت مياه كثيرة فى النهر) حيث شهدنا تطورات مهمة، بعد زلزال فبراير الماضى، وقيام عدد من وزراء الخارجية العرب بزيارة دمشق، سامح شكرى (مصر)، و(أيمن الصفدى) الأردن، (عبد الله بن زايد) الإمارات، كما أن تونس ستعلن قريبا اسم سفيرها الجديد هناك، الرئيس بشار الأسد نفسه زار عاصمتين فى الخليج مسقط وأبو ظبى، السعودية أعلنت على لسان وزير خارجيتها الأمير فيصل بن فرحان، فى الثامن من مارس الماضى، على أن (زيادة التواصل مع سوريا قد يمهد الطريق للجامعة العربية، كما زار الوزير السورى فيصل المقداد القاهرة، فى أول اتصال رسمى منذ ١٢ عاماً، أما عن كيفية العودة، فالأمر يستلزم اجتماعاً طارئاً واستثنائياً لوزراء الخارجية العرب خلال الفترة القادمة، قد يكون خلال الأسابيع القادمة، فى إطار الاستعداد لتجهيز ملفات القمة، لاتخاذ قرار العودة بنفس طريقة تجميدها عضويتها فى نوفمبر عام ٢٠١١، مع العمل المكثف لإنهاء تحفظ قطر والكويت، وتخفيف الضغوط الأمريكية الرافضة لتطبيع العلاقات مع دمشق، السؤال الأصعب من الذى تغير سوريا أم الدول العربية المقاطعة؟، فلعلى أقول إن كليهما لم يتغير، ولكن الأمر يتعلق بقدرة الحكومة السورية فى تجاوز أزمتها، والتعويل منهما معاً، على أن المستقبل كفيل بتغيير بعض السياسات السورية، التى مثلت هواجس لدى عواصم عربية عديدة، ونحن فى الانتظار!

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة