كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

أولويات المشروعات

كرم جبر

الأربعاء، 05 أبريل 2023 - 07:08 م

أذكركم فقط بأنه بعد بناء سوق العبور فى التسعينات، تعطل نقل التجار من روض الفرج سنوات طويلة، بحجة أن مكانه بعيد وإهدار للمال العام ولا ضرورة له، والآن أصبح السوق نقلة حضارية واحتل الصدارة على مستوى الشرق الأوسط.

وتكررت اعتراضات البعض أيام المهندس حسب الله الكفراوى، على بناء مدن 15 مايو وأكتوبر والعاشر، واتهموه بأنه يبدد أموال الدولة فى الصحراء، ولو أذعن لهم لكان التكدس السكانى قد انفجر ولم تر تلك المدن المليونية النور.

وتحول البعض إلى خبراء لتقييم المشروعات الكبرى وجدواها، ويضع كل واحد أجندة أولويات حسب ميوله وأهوائه، ويزعم أنه من المفروض أن نبدأ بكذا، ولو أحصينا المقترحات لاستغرق الأمر سنوات فى الجدل، دون أن يجد أى مشروع طريقة إلى التنفيذ.

النغمة التى أصبحت سائدة الآن هى الخوف من المستقبل.. وهؤلاء الذين يزعمون الخوف هم الذين يفرشون طريق المستقبل بالقلق، وإذا سألتهم: لماذا هم خائفون؟ فلا تجد إجابات شافية ولا كلمات مقنعة.

يقولون: لماذا نبنى المساجد والكنائس رغم أنها أماكن العبادة التى تنير الكون؟ وتتحول فى المستقبل إلى أماكن جذب حضارية، وأماكن مثل الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة وغيرها، أضفت على المنطقة الموجودة بها رواجاً وحيوية.

ومصر لا تبنى المساجد والكنائس فقط ولا تختزل مشروعاتها فى الطرق والكبارى، رغم أهمية وحيوية تلك المشروعات، ولكنها شيدت عشرات الآلاف من المساكن وأنهت أسطورة خيام الإزالة التى سخرت منها بعض الأفلام، وكذلك المستشفيات والأراضى الزراعية والمصانع والمشروعات الحيوية مثل الصرف الصحى والكهرباء.

مصر تتبنى مشروعاً غير مسبوق على مستوى العالم، لتحويل الريف إلى أماكن جديرة بحياة المصريين، ويشعر الناس بالتغيير الكبير مع تنفيذ مراحل "حياة كريمة".

النقاش الموضوعى حول أولوية المشروعات ظاهرة صحية، بشرط أن يكون النقد مبنياً على الحقائق والمعلومات الصحيحة، وليس بهدف التشكيك والمغالطة والتشويه، وإصابة الناس بالإحباط.

الحمد لله أننا نشتبك فى مصر حول أولويات المشروعات، ودول كثيرة تشتبك بالهدم والفتن والصراعات، وتهدر الزمن والمستقبل فى دوامات لا تنتهى من التناحر والاختلاف، وتحلم شعوبها بالوصول إلى شاطئ الاستقرار.

الأزمات فى طريقها إلى الانفراج، وبشيء من الصبر والأمل والتفاؤل يمكن أن تواصل البلاد طريقها إلى المستقبل، الذى يحفظ فرص الحياة الكريمة.. ولكن لن يكون الطريق ممهداً بينما يفرشه المحبطون واليائسون والمهيجون بالشائعات والأكاذيب والافتراءات.

نحتاج جرعة تفاؤل، فالوطن الذى كان على وشك الانهيار، حقق ما يشبه المعجزة فى الصمود والتحدى، ولو اغمضنا أعيننا ورجعنا إلى الوراء عام 2014 وما قبله بسنوات وما بعده بقبيل، لأدركنا أن المولى عز وجل أنقذ مصر من مؤامرات الشياطين.

الثقة هى التى تشع روح الطمأنينة والشعور بالعدالة، وتجعل الناس يقبلون على الحياة بمنتهى العزم والإصرار، وليس فى نفسه حقد يجعله يعيش فى بلد لا يحبه، ولم يكن المصريون فى أى يوم من الأيام من ذلك الصنف.
نحتاج جرعة تفاؤل، حتى تزداد مناعة هذا الوطن وقدرته على مقاومة مختلف العلل والأمراض، فى عصر تنتشر فيه تلك الفيروسات فى الهواء.. وإذا هاجمت وطناً فهى لا تفرق بين هذا وذاك.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة