اودري هيل قبل الحادث
اودري هيل قبل الحادث


بعد حادث ناشفيل| ميلشيات المتحولين جنسيًا تهدد بحرق أمريكا من الداخل

دينا جلال

الأربعاء، 05 أبريل 2023 - 09:33 م

أن تمنح حرية مخالفة للطبيعة البشرية وتفرضها سياسيًا واجتماعيًا على المجتمع لتخلق مجتمعًا وهميًا يفرض آراءه المخالفة على الجميع للاعتراف به دون جدوى، ثم يتحول الامر إلى حوادث انتقامية وإرهابيين جدد يتوعدون بالمزيد من الانتقام للتخلص من المجتمع الرافض للمتحولين جنسيًا وغيرهم من تلك الفئات، هذا هو ما تدفع امريكا ثمنه الآن بعد وقوع حادث ناشفيل وما بعده من تلقى المزيد من التهديدات والعمليات المسلحة لمناصرة مرتكبة الحادث التي قررت الانتقام من كل من حولها لرفض مسارها الخاطئ.

حادث صادم صار حديث الولايات المتحدة الأمريكية على مدار الايام الماضية، الحادث يحمل أبعادًا عديدة ويوصف كواقعة إرهاب داخلى جديدة من امرأة أمريكية متحولة تعاني من حالة اضطراب نفسي أخلت بهويتها وقادتها إلى هذا المصير، الحادث شهدته مدرسة العهد الدينية في ناشفيل بولاية تينيسي بجنوب الولايات المتحدة؛ حيث وقع هجوم مسلح أدى إلى مقتل ستة أشخاص من بينهم ثلاثة أطفال في التاسعة من العمر وثلاثة اشخاص بالغين منهم مديرة المدرسة كاثرين كونسي ومدرس وحارس المدرسة؛ حددت الشرطة سريعًا هوية مرتكبة الحادث أودري هيل البالغة من العمر 28 عامًا التي تحولت إلى رجل قبل عدة اشهر إلا أن الشرطة الأمريكية لم تعترف بهذا الامر وظلت تشير لها كامرأة في بياناتها وليس رجلا كما تدعي مرتكبة الحادث التي رفض سلوكها كل من حولها، واكدت سلطات إنفاذ القانون أنها كانت طالبة في المدرسة الابتدائية، وتخرجت في كلية للفنون والتصميم في ناشفيل في عام 2022، وعملت كرسامة ومصممة جرافيك.

ميليشيات مسلحة
أثارت قصة منفذة الهجوم اودري هيل اهتماما اعلاميًا مكثفًا بمجرد كشف متحدث باسم الشرطة؛ ان هيل مسجلة عند الولادة على انها انثى، إلا أنها على حساباتها في وسائل التواصل تشير إلى نفسها طوال الوقت كذكر وتتحدث بضمير «هو» وليس «هي» كما تشير إلى نفسها باسم آيدن، وكشف الحادث عن إرهاب داخلي من نوع جديد تواجهه امريكا واشارت وسائل إعلام أمريكية عن الاستعداد له قبل وقوع حادث ناشفيل عبر تجمعات لنشطاء متحولين جمعوا أموالا للتدريب على استخدام الأسلحة النارية ليتحولوا إلى ميليشيات، وبعد مقتل مرتكبة الحادث في المدرسة بدأ هؤلاء المتحولون في نشر صور لهم بالأسلحة عبر رسائل غاضبة اشاروا خلالها إلى دفاعهم المستمر عن انفسهم ضد المجتمع وكل من حولهم، وخططوا ليوم الانتقام ليجمعوا بعضهم البعض وهو الامر الذي دفع تويتر إلى حذف أكثر من 5 آلاف منشور تداولوها حول هذا الامر الذي سبب المزيد من المخاوف نحو تلك الفئة التي كانت تبحث عن الحرية بدعم سياسي مخالف لغالبية المجتمع الامريكي ثم تسعى الآن للانتقام بالسلاح والقتل.

بلاغ انتحار
نعود إلى كواليس حادث ناشفيل وواحدة من هؤلاء النشطاء ووراء الحادث كواليس؛ لخلافات مستمرة لهيل مع والديها ممن يوصفا بين اهالى المدينة بالتدين الشديد وصلتهما الدائمة مع الكنيسة التي تدخلت في ازمة هيل مع والديها بعد شكوى والديها المستمرة من سلوكها الغريب، وحاول رجال الكنيسة نصح هيل لتصحيح مسارها، وامتد الامر لباقي المجتمع المحيط بالعائلة ممن رفضوا التعامل مع هيل؛ لتقرر الانتقام من كل من حولها، وقبل الحادث مباشرة ارسلت هيل إلى صديقتها المقربة افيرينا باتون آخر رسائلها عبر انستجرام، ولم تتوقع افرينا أن تلك الرسالة ستقع احداثها بتلك السرعة لتصبح امرًا واقعًا، كشفت هيل في رسالتها انها تخطط للانتحار ولكن لن يتم الامر بهدوء بل ستشاهده صديقتها وغيرها فى نشرات الاخبار وأشارت إلى عدم رغبتها في العيش والحاجة إلى الموت، واستكملت هيل رسالتها: «في يوم من الأيام سيكون هذا أكثر منطقية، لقد تركت ورائي أدلة كافية، وهناك شيء سيئ على وشك الحدوث»، ولم تلتفت هيل إلى رد صديقتها حين حاولت مواساتها، لتتصل صديقتها بالخط الساخن لمنع الانتحار في العاشرة صباحا دون استجابة؛ لتشير افرينا أن استجابة الخط الساخن لشكواها كانت ستنقذ ارواح ضحايا الحادث ولكن لم يتم النظر إلى بلاغها بجدية.

اقرأ أيضًا | الكويت تستبعد آلاف المتحولين جنسيا والمتشبهين بالنساء خلال 2022

نهاية دموية
لم تمر فترة طويلة على الرسالة الاخيرة حتى اصطحبت هيل ثلاث أسلحة إلى مدرستها القديمة، اخفت بندقيتين ومسدس في حقيبة حمراء يوم الحادث وسألتها والدتها عن محتويات الحقيبة إلا أنها ردت بإيجاز وسارعت بالخروج، ظهر المشهد التالي عبر كاميرات المراقبة في المدرسة، ظهرت هيل تخفي وجهها وترتدي ملابس عسكرية اثناء اقتحام المدرسة في العاشرة والنصف صباحا، اقتحمت المدرسة بإطلاق الرصاص على باب مغلق ثم دخلت القاعات وهي تصوب بندقيتها على من تقابله، وبالفعل قتلت ثلاثة اطفال وثلاثة بالغين إلى ان سقطت قتيلة بالرصاص من قبل ضابطى شرطة اطلقا النار عليها من كنيسة مجاورة بعد 14 دقيقة من الاقتحام، وكشفت شرطة ناشفيل عن هوية وصور الضابطين ريكس إنجيلبارت، ومايكل كولازو اللذين أطلقا النار على هيل لإنهاء المجزرة.

حوادث جماعية
تسبب الحادث في انتقادات عديدة بسبب حالة الإهمال الأمني المستمرة في المدارس التي تسهل عمليات الاقتحام وإطلاق النار على الطلبة والمدرسين، كما يرتبط حادث مدرسة ناشفيل بشكل مباشر بقضية السلاح التي اصبحت اكثر ازعاجًا وغضبًا في امريكا بسبب سهولة حيازة الاسلحة لدرجة توافر اسلحة في كل بيت امريكي بالرغم من  طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن في يناير من الكونجرس بالتحرك سريعًا لحظر الأسلحة الهجومية واتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على المجتمعات والمدارس والمنازل والمباني الأمريكية دون جدوى، لكن الاحصائيات تشير إلى وقوع أكثر من 70 حادث إطلاق نار جماعي في جميع أنحاء الولايات المتحدة هذا العام في يناير وفبراير فقط، وكشفت الصحف العالمية تفاصيل مخجلة امنيًا؛ لتشير إلى أن مرتكبة الحادث أودري هيل تمكنت من شراء سبعة أسلحة بشكل قانوني من خمسة متاجر مختلفة على الرغم من مرضها النفسي وعلاجها المستمر من الاضطرابات العاطفية بالاضافة إلى تشخيصها بدرجة عالية من التوحد، وأكد رجال الشرطة أن والديها، نورما ورونالد هيل، لم يكن لديهما أي فكرة عن احتفاظها بالسلاح في المنزل وكانا يعتقدان أن لديها سلاحا واحدا فقط.

عنف جماعي
بعد وقوع الحادث كشف والدا هيل عن طلبهما الدائم لها ببيع سلاحها الوحيد لعدم اتزانها وخضوعها لجلسات علاج نفسية تحت اشراف اطباء إلا أنها لم تستجب، وأخفت عنهما حيازتها سبعة اسلحة اغلبها نصف آلية وكانت تسعى لشراء المزيد وظلت تخطط لإطلاق النار على اقاربها لانتقادها ورفض قراراتها في الآونة الأخيرة، وهو ما كشف عنه عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي وضباط شرطة ناشفيل متروبوليتان ممن قاموا بسحب الاسلحة والبنادق الآلية من منزل هيل بعد الحادث، وكشفت الشرطة ترك هيل بيان تفصيلي لخطة لإطلاق النار في منزلها وآخر في سيارتها مليئ بكلمات الغضب والاستياء من كل من حولها.

وفي الوقت الذي تطالب فيه الام بالحفاظ على خصوصية الاسرة اثناء التعامل مع الحادث خوفًا من التعرض لعمليات انتقامية إلا أنها نشرت منشورات على فيسبوك تطالب بالسيطرة على السلاح وتندد بالعنف الجماعي الذي ارتكبته ابنتها في حملة ضخمة للحد من استخدام السلاح، والغريب في الامر أن والدة مرتكبة الحادث نورما، دائمة الفخر بابنها طالب القانون الذي يدرس في بروكلين، تعد من النشطاء المطالبين بتقنين حيازة السلاح والسيطرة على الأسلحة على وسائل التواصل الاجتماعي بعد تكرار حوادث اطلاق النار بشكل مخيف في السنوات الاخيرة، وفي 21 فبراير 2018 نشرت نورما التماسا مررت توقيعه على الأمريكيين لمنع متاجر الأسلحة الكبيرة من بيع السلاح بسهولة ولجعلها غير قانونية على صفحتها بالسوشيال ميديا لعدم تكرار حوادث مثل مذبحة مدرسة ساندي هوك الابتدائية في عام 2012، ونشرت التماس لتشديد حراسة المدارس ومنع دخول الاسلحة اليها.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة