الخميس، 06 أبريل 2023 - 01:42 ص

أدان السفير دياب اللوح سفير فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية ، الاقتحامات الإسرائيلية المستمرة فى باحات المسجد الأقصى ، مؤكداً أنها جريمة بشعة ونكراء ، رافضاً الاعتداء على المصلين فى محاولة لحرمان الشعب الفلسطينى فى ممارسة شعائره وحقوقه الدينية الكاملة.

ورفض، خلال تصريحات خاصة لـ"بوابة أخبار اليوم"، على هامش انعقاد الاجتماع الطارئ الذى عقده مجلس جامعة الدول العربية برئاسة مصر على مستوى المندوبين الدائمين دورة غير عادية ، التقسيم الزمانى والمكانى للمسجد الأقصى المبارك أو فرض سياسة الأمر الواقع.

وقال السفير دياب اللوح ، نحن من جانبنا ، فقد طالبنا بضرورة وقف كافة الإجراءات الإسرائيلية غير القانونية والهمجية والأحادية الجانب وكذلك طالبنا بتدخل دولي عاجل وتوفير الحماية الدولية العاجلة لشعبنا الفلسطينى الأعزل ومواجهة هذه الهجمة الشرسة وألة الحرب الإسرائيلية التى تقتل وتسفك الدم الفلسطينى بشكل يومى فى القدس وأنحاء الأراضى الفلسطينية المحتلة

وأكد سفير دولة فلسطين ، أن ما قامت به إسرائيل ليلة أمس فى المسجد الأقصى المبارك وما تقوم به على مدار الساعة فى أنحاء الأراضى الفلسطينية ، يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولى ولاتفاقيات جنيف الرابعة وأيضاً يعد تنصلاً وضرباً بعرض الحائط لكل التفاهمات والمساعى المحمودة من الدول الشقيقة من أجل تهدئة الأوضاع ونزع فتيل الأزمة ووضع المنطقة على حافة الهاوية ، بدلاً من الهدوء والاستقرار لانطلاق عملية سياسية جادة تفضى إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية المحتلة.

وأكد أن الحكومة الإسرائيلية الحالية حكومة متطرفة تهدم كافة الجهود والتفاهمات الرامية إلى إحلال السلام لتفرض سياسة الأمر الواقع ، وذلك فى ظل غياب المسئولية الدولية والصمت الدولى حيث أصبح هناك تشجيع لتشكيل قوة إسرائيلية جديدة والتى تسمى بالحرس الوطنى والتى شكلها الوزير المتطرف بن غفير من عدة ألاف من المستوطنين والمتطرفين الإسرائيليين لتبطش بالشعب الفلسطينى
وحزر سفير فلسطين ، من مغبة ما يحدث فى القدس والأراضى الفلسطينية المحتلة ، لأنه سيجر المنطقة إلى مرحلة من التوتر والتصعيد غير المسبوق والذى لا نرغب فيه ونطالب بوقفه بشكل فورى
ووجه السفير دياب اللوح ، التحية للمصلين والمقدسيين الذين يتصدون للمعتديين والمتطرفين الإسرائيليين بصدور عارية ليحموا المسجد الأقصى المبارك من خطط المتطرفين الإسرائيلين والجرائم البشعة التى ترتكب بشكل يومي ضد المصلين والمعتكفين فى المسجد الأقصى المبارك.

وقال سفير فلسطين: "نحن جئنا إلى الجامعة العربية بطلب من الأردن ورئاسة مصر وحضور مندوبى الأشقاء العرب ، ليس من أجل الإدانة . متابعاً ، فقد أصدرت وزارات الخارجية العرب بيانات إدانة قبل أن نأتى إلى الجلسة الطارئة ، مستطرداً ، لكن نحن جئنا إلى هذه الجلسة العاجلة الطارئة من أجل بلورة ألية عمل وألية تحرك عربى مشترك على المستوى الدولى لدعم صمود الشعب الفلسطينى ووقف ما تقوم به إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى ، مضيفاً ، وهذا هو المطلوب بالتنسيق والتعاون مع الدول الصديقة والمؤثرة فى العالم".

وأشار سفير فلسطين إلى أن بيان الجلسة الطارئة هام ويعكس الفكرة والمهم هو ألية التحرك فيما بعد ، مشيراً إلى أن هناك لجان انبثقت عن القمة العربية الأخيرة بالجزائر وعن القمم العربية الأخرى وخاصة اللجنة العربية الوزارية الخاصة بالقدس والتى تهدف إلى وقف الإجراءات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى ، مؤكداً أن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالتنسيق مع رئاسة الدورة الحالية مصر ودولة فلسطين والدول الأعضاء فى مجلس الأمن وكل الدول العربية ذات الصلة بهذه اللجنة سوف يكون لها تحرك عربى عاجل على المستوى الدولى من أجل كبح جماح هذا التصعيد الإسرائيلى
وأكد سفير فلسطين ، أن مصر لم تتأخر يوماً عن نصرة الشعب الفلسطينى ووقف الاعتداءات الإسرائيلية ووقف هذه الانتهاكات من أجل وقف التصعيد وإحلال التهدئة والاستقرار . مؤكداً ، مصر كانت من الدول السباقة لإصدار بيان بإدانة هذه الجريمة البشعة وتحميل إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال المسئولية الكاملة عما حدث للمسجد الأقصى المبارك.

وقال السفير دياب اللوح ، أن القضية الفلسطينية كانت ولازالت على رأس أجندات القمم العربية المتعاقبة ، مؤكداً أن القمة العربية القادمة التى ستعقد فى المملكة العربية السعودية الشقيقة ، تكتسب أهمية قصوى ، خاصة أننا نمر بمرحلة تاريخية سياسية صعبة خطرة ، تستهدف ليس الأرض الفلسطينية فقط ، وإنما تستهدف وجود الشعب الفلسطينى ، على الأرض الفلسطينية ، فقد أنكر أحد وزراء الاحتلال الإسرائيلى وجود الشعب الفلسطينى ، فهذا الوزير المتطرف ينكر وجود الشعب الفلسطينى ، لذلك نحن فى معركة مصيرية وحرب مصيرية ومرحلة مفصلية ، والقمة العربية القادمة سوف تكون كلمتها الفصل والكلمة الحاسمة لدعم صمود الشعب الفلسطينى.

وأوضح سفير فلسطين أن مجلس جامعة الدول العربية ، أدان الاعتداءات الإسرائيلية على حرمة المسجد الأقصى المبارك والتي تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ، ورفض المجلس المحاولات الرامية الى تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى  المبارك وتقسيمه زمانيا ومكانيا، وتقويض صلاة المسلمين فيه وابعادهم عنه، وكذلك محاولة  السيطرة على إدارة الأوقاف الإسلامية الأردنية في القدس المحتلة ومحاولات فرض القانون الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك و الحرم القدسي الشريف.

وأكد المجلس على حق المسلمين والمسيحيين في الوصول الآمن وغير المقيد لأماكن عبادتهم لأداء واجباتهم الدينية بحرية في المسجد الأقصى المبارك وكنائس القدس المحتلة، وتحميل إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، مسؤولية ما ينتج عن تلك الجرائم والإجراءات التي تقوض حرية العبادة في المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس والتحذير من أن هذه الاعتداءات والجرائم تعتبر استفزازا صارخا لمشاعر المؤمنين في كل مكان، وتنذر بإشعال دوامة من العنف تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

وأكد المجلس على أهمية الوصاية الهاشمية الأردنية التاريخية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، ودورها في حماية هذه المقدسات والحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها .

وطالب الأمم المتحدة بما في ذلك مجلس الامن بتحمل المسؤوليات القانونية والأخلاقية والإنسانية بهدف الوقف الفوري لهذا العدوان الإسرائيلي وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني والحفاظ على حقه في حرية العبادة. والمطالبة بتنفيذ القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية الصادرة عن المجلس التنفيذي  لليونسكو، ولجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو والتي أكدت على أن المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف بكامل مساحته البالغة 144 دونم هو مكان عبادة خالص للمسلمين فقط، وجزء لا يتجزأ من مواقع التراث العالمي الثقافي.

وأكد مجلس جامعة الدول العربية ،  على عزم الدول الأعضاء اتخاذ الخطوات والإجراءات اللازمة على جميع الصعد والمستويات بما في ذلك إطلاق تحرك دبلوماسي مكثف، من خلال الرسائل والاتصالات واللقاءات الثنائية، من أجل حماية مدينة القدس والدفاع عن مقدساتها الإسلامية والمسيحية .

ودعا إلى تنسيق التحرك بين جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لحماية مدينة القدس المحتلة من السياسات والاعتداءات الإسرائيلية الممنهجة.

كما دعا إلى تحرك مجالس السفراء العرب وبعثات جامعة الدول العربية من أجل إطلاق جهد دبلوماسي مكثف لنقل مضامين هذا البيان إلى عواصم الدول المؤثرة حول العالم، وكذلك المجموعات العربية في الأمم المتحدة ومجلس حقوق الانسان واليونسكو بمباشرة المشاورات والإجراءات اللازمة لمواجهة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية الممنهجة في مدينة القدس المحتلة.
كما قرر المجلس إبقاءه في حالة انعقاد دائم لمتابعة تطورات المخططات العدوانية الإسرائيلية.