البشرية على بعد خطوة واحدة من إنشاء «آلة الزمن»
البشرية على بعد خطوة واحدة من إنشاء «آلة الزمن»


البشرية على بعد خطوة واحدة من إنشاء «آلة الزمن»

أمنية شاكر

الجمعة، 07 أبريل 2023 - 12:48 م

 قام مجموعه من العلماء والباحثين بتكثيف الأبحاث، لإنشاء أله الزمن، والآن نستطيع التأكد على أن البشرية على بعد خطوة واحدة من إنشاء «آلة الزمن». 

أجرى توماس جونج عام 1803 ما يسمى بحق أقوى تجربة في تاريخ الفيزياء، وأصبحت المركبات الفضائية والهواتف الذكية والمفاعلات النووية كلها تكمن في هذه التجربة، لكن جونج نفسه، بالطبع، لم يخطط لأي شيء من هذا القبيل، وأخذ  ثغرتين (فجوتيْن) رفيعتيْن وجعل ضوء الشمس يمر عبرهما، ورأي جونج على الشاشة، بدلا من الصور ذات الثغرتين، نمطا معقدا من الخطوط الداكنة والفاتحة. فأدرك أن الضوء عبارة عن موجة، والخطوط هي قمم وقيعان الموجة.

ولم يتمكن علماء الفيزياء في القرن الـ20 من تمرير تيار من الضوء عبر الثغرتين ، فحسب بل وتمرير فوتون واحد، وقد يبدو أن الفوتون سيمر إما من خلال ثغرة واحدة أو من خلال ثغرة أخرى، وإنه واحد، ورأى الفوتون أن هناك ثغرتيْن أمامه، فتحول على الفور إلى موجة وصار يتفاعل مع نفسه، أي أنه "فهم" ما كان المجربون يُعدون له، وإنه منطقي للغاية: «مثل إله أفلاطون، الذي ينظر إلى العالم خارج الزمن، والفوتون بالطبع، "يعرف" مسبقا أنه ستكون هناك تجربة. وأنه ستُعرض عليه ثغرتان، وكان عليه أن يتخطى كلتيهما، لكن هذا يعني أن الفوتون ... يفكّر؟ هذه هي الطريقة التي ولدت بها ميكانيكا الكم الحديثة كعلم غريب، ولولاه لما كان لدينا لا الإنترنت ولا الهواتف الذكية. ونحن لا نفهم جوهر ميكانيكا الكم، لكننا نستخدم ثمارها بقوة وعزيمة».

اقرأ أيضا|فيديوجراف| أطول مصري بالتاريخ.. ضحية لمرض «العملقة»

ويستعد الفوتون للمرور عبرهما، ولكن بمجرد أن يطير، تختفي الفجوة الأولى، ثم الثانية. وغني عن القول، ما مدى صعوبة القيام بذلك، فلا توجد هناك حتى أجزاء من الثانية، ولا توجد كلمات لوصف مثل هذه الفترات الزمنية. لكنهم أصبحوا قادرين على تحقيق ذلك.

وانطلق الفوتون ليرى أولا فجوتيْن، ووضع خطة عمل لنفسه، ثم وجد نفسه بمفرده، والفوتون لا يتلاشى هنا أيضا وإنه يغيّر الخطة أثناء المسرحية، لكن تظهر مشكلة أخرى وليست هناك حتى فجوة واحدة! فماذا حدث؟.

كل شيء انتهى بالضبط كما تقول ميكانيكا الكم، وحاول الفوتون المرور عبر الفجوتيْن، كما لو لم تتم إزالتهما، ورأى الفجوتين واستعد، لكن لم يكن لديه الوقت لإعادة التنظيم، أي أنه ضغط من خلال الفجوتيْن فلم تعودا موجودتيْن، والأمر مشابه عندما كان هناك ثقب في السياج  وصعد إليه الجميع، وساروا في الممر. ثم تم ترقيع الثغرة، لكن الناس ما زالوا يسيرون على طول الطريق إلى الثقب غير الموجود.

واتضح أن الفوتون كان بطيئا في الذكاء، كان رد فعله تجاه الابتكارات أبطأ مما تنبأت به النظرية، وهكذا، وأخرجنا الوحش (الفوتون) من كهف الأبدية حيث لا يوجد وقت، وجعلناه يفهم أن الوقت هنا، وإنه موجود. وهذا مكافئ كامل للوضع، كما لو أننا، نعيش في تدفق الوقت، ثم نوقفه أونجعله يسير للوراء، أي أن علماء الفيزياء قاموا بتصميم آلة زمن للفوتون!

ولأول مرة، دمر العلماء النسيجا الموحدا للزمكان، وهذه هي الحقيقة، والمثير للدهشة أنهم فعلوا ذلك بمساعدة تجربة ظهرت فكرتها عام 1803، وبالطبع، لا يمكن المقارنة بين التكنولوجيات، لكن الفكرة واحدة.

وسيتم استخدام طريقة إزالة الفجوات بسرعة البرق في أجهزة الكمبيوتر الكمومية. وإن سرعة هذه الآلات هائلة بالفعل، ولكن هنا يفتح نوع من الفضاء، قد نتمكن أخيرا من التنبؤ بدقة في الطقس، بينما لا تستطيع أجهزة الكمبيوتر إلى حد الآن التعامل مع هذه المهمة، لأن هناك الكثير من البيانات، والآلات لا تزال بطيئة.

وسيحاول العلم إعادة الزمن إلى الوراء أو إيقافه ليس من أجل الفوتونات، ولكن من أجلنا. وفي عام 2019، فعل العلماء الروس من معهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا الشيء نفسه بطريقة مختلفة حيث  أجبروا جهاز الكمبيوتر الكمومي على إنشاء نظام يعيش "بترتيب عكسي"، أي من الموت إلى الولادة، وتشير الحقائق إلى أن العلم يقترب من إنشاء آلة الزمن من زوايا مختلفة، لكن إنشاءها سيتم مستقبلا بالتأكيد.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة