رحلة فوق مياه قناة السويس
رحلة فوق مياه قناة السويس


في ذكرى تأميم قناة السويس.. إنجاز مذهل فى زمن قياسي

حماده لملوم

الأحد، 09 أبريل 2023 - 11:23 ص

ليلة تاريخية ورحلة فوق مياه قناة السويس، ستة عشرة ساعة هى متوسط زمن عبور السفينة لقناة السويس فى مسافة تزيد على 162 كليو مترا تقطعها سيارة عادية في ساعتين حيث أن أساس عبور القناة هو سلامة المجرى الملاحي، وأمان السفن واجسادها الضخمة، وهذا ما ينفذه باقتدار وعلي درجة عالية من الكفاءة مع خبرة في البحر وفي عملية تستهلك مجهوداً عضلياً كبيراً من المرشدين المسئولين عن عملية مرور السفن في قناة السويس.

أقرأ أيضا :- جمانة هاشم: هل استوعبت بريطانيا درس تأميم قناة السويس؟


ليلة تاريخية في قناة السويس 

في تاريخ الشعوب لحظات لا تنسى تتجسد فيها هم الرجال وبطولات الأبطال لتتحول علي مر الأيام الي نقاط مضيئة علي الطريق.

فمن أعظم اللحظات في تاريخ مصر وشعبها تلك المعركة التي خاضتها مجموعة من أبناء شعبها العريق وذلك يوم انسحاب المرشدين الاجانب وتوقفهم عن العمل في قناة السويس مهددين بوقف الملاحة نهائياً داخل القناة.

وكان ذلك يومي 14 و15 سبتمبر عام 1956 حيث كان صراعاً عنيفاً بين الإدارة المصرية التي تريد تحقيق الذات وبين رغبة الأجانب في إعلان فشل مصر أمام العالم في تشغيل قناة السويس ولذلك تحولت المعركة إلي ملحمة للبطولة والإصرار من قبل المصريين .

كيفية مواجهة مؤامرة الانسحاب

شارك في الإستعداد لمواجهة موقف الإنسحاب الربان علي نصر حيث قال انه شارك في المواجهة وتم تدريب مجموعة قليلة من المرشدين المصريين وقد قسمت الي اربعة أقسام بطول القناة حتى يمكن ان تستوعب عملية الأرشاد باسرع وقت ممكن في كل قطاع من القطاعات وفى ليلة الرابع عشر من سبتمبر بالتحديد كان القرار بانسحاب المرشدين الأجانب وفى نفس اللحظة كان القرار بالمواجهة المصرية، حيث أنهم روجوا بأن مصر قد فشلت في وقد قالوا بأن المصريين ليس لديهم غير تلاميذ المدارس فقط ليديروا القناة وذلك قد يؤدى الي اخطار جسيمة.


وحيث ان الأمر تقريباً قد واجه كافة الصعوبات من المرشدين الشبان الذين قاموا بالعمل خلال تلك الليلة وكانت النتيجة مذهلة حيث ادوا المهمه علي أكمل وجه , ودخلت القافلة بالكامل دون تاخير مركب واحد وهو الذى ادهش كافة قباطنة السفن وأعلنوا شكرهم للمرشدين المصريين علي التعلم بسرعة وادارة الموقف بجداره.


إنجاز مذهل فى زمن قياسي

هذا الموقف تم تنفيذه بمجموعة قليلة جداً لا تتجاوز الثمانين من الشبان المصريين ومعهم سبعة يونانيين , في حين ان هذا العمل الرائع قد يحتاج الي أكثر من مائتين وأربعون للقيام بذلك بالنسبة للحالات العادية وحيث استمرت هذه المجموعة بالعمل بنفس الكفاءة لمدة خمسين يوماً بلا توقف.


ممارسة ضغوط لإفشال مصر

وصرح وقت ذاك حسن رفعت مدير العلاقات بهئة قناة السويس ان المسألة لم تكن في انسحاب المرشدين وكل العاملين من القناة رغم خطورة الأمر في حد ذاته بل أن المسألة كانت ابعد من ذلك بكثير حيث كانت تهدف الي إعلان فشل مصر في ادارة القناة.

وأضاف رفعت قائلاً ان الإدارة المصرية توافرت لها دلائل قوية بنية الأجانب في ممارسة الضغوط المختلفة ومنها إنسحاب العاملين فجأة.

وأكد أن مجموعة من الشباب المصريين قاموا بمعجزة بكل المقاييس وحيث أنهم قاموا بعمل أكثر من 250 مرشد وهم عددهم كان لا يتجاوز التسعين مرشداً.

فرحة العمال بالتأميم

قال العمال الذين كانوا يعملون داخل قناة السويس عندما عرفوا بالتأميم انهم لم يناموا ليلة إعلان خبر التأميم من فرحتهم وقد تجمعوا صباح اليوم التاني من تأميم القناة وأقاموا حفلة كبيرة وكان لا يزال المدير الفرنسي متواجد بالقناة ولم يخافوا منه رغم انه كان فى غاية التذمر وقد شعر العمال ببداية التحدي وقتها ولابد ان يملأ كل عامل مكانه ويتحمل المسئولية وبالفعل بدأ كل واحد فى مكانه وكانت عمليات الإصلاح تتم فى أي وقت وطوال الليل.


البطولة الحقيقية للمرشدين المصريين


وقال أحد العمال أننا لم نقم ببطولات ولكن البطولة الحقيقية كانت للمرشدين فهم من قاموا بالعمل الجاد وقت تأميم القناة لان عددهم كان قليلاً والعمل عليهم كثير.


المصدر مركز معلومات أخبار اليوم 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة