الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الصيني شي جين بينج
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الصيني شي جين بينج


ماكرون يخرج عن عباءة «العم سام» ويدعو لإنشاء قطب أوروبي مستقل عن الولايات المتحدة

سامح فواز

الإثنين، 10 أبريل 2023 - 09:39 م

حث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أوروبا على عدم "الدخول في منطق الكتلة ضد الكتلة" ، مشددًا على ضرورة تجنبها "الخضوع" للولايات المتحدة أو الصين فيما يتعلق بأزمة جزيرة تايوان.

وصرح ماكرون في مقابلة مع صحيفة الأعمال الفرنسية "ليزيكو" أن "أسوأ شيء هو الاعتقاد بأننا - نحن الأوروبيين - يجب أن نكون أتباعًا" بشأن قضية تايوان و "نتكيف مع الإيقاع الأمريكي ورد الفعل الصيني المبالغ فيه".

وحث الرئيس الفرنسي أوروبا على "الاستيقاظ" ، مشيرًا إلى أنه ليس من "أولوياتنا" استيعاب أجندات الآخرين في أجزاء مختلفة من العالم. ".

تابع ماكرون: في مرحلة ما، يجب أن نسأل أنفسنا السؤال أين تكمن اهتماماتنا .. لماذا علينا أن نتبع الإيقاع الذي اختاره الآخرون؟، مدركين أننا لا نرغب في الانخراط في منطق الكتلة مقابل الكتلة.

كان الوضع في تايوان موضوع نقاش بين ماكرون وشي جين بينج يوم الجمعة، إذ انه تزامنا مع لقاء الرئيسين في بكين، عُقد اجتماع بين رئيسة تايوان ورئيس مجلس النواب الأمريكي كيفن مكارثي، الأربعاء الماضي في كاليفورنيا، وبدأت الصين في إجراء مناورات عسكرية ، ووعدت بكين بالرد بإجراءات "حازمة وقوية".

اجتماع مكثف وصريح

ووفقًا للإليزيه، فإن اجتماع ماكرون وشي يوم الجمعة كان "مكثفًا وصريحًا"، مما يدل على اهتمام ماكرون الشديد بـ "تصاعد التوترات في المنطقة"، حيث دعا الرئيس الفرنسي الى "الاستقلال الاستراتيجي" على أن يكون "المعركة من أجل أوروبا" في مقابلة مع صحيفة ليزيكو ، لكنه حذر أيضًا من أن تسريع "الاحتكار الثنائي" الصيني الأمريكي قد يؤدي إلى ضياع "الوقت والوسائل".

وزعم أنه إذا كان لدينا بضع سنوات لتأسيسه ، "سنصبح تابعين ، بينما يمكننا أن نكون القطب الثالث".

وتابع أن "التناقض يكمن في إرساء عناصر لاستقلال استراتيجي أوروبي حقيقي ".

ولفت إلى أنه "فاز في المعركة الأيديولوجية" في الاتحاد الأوروبي، إذ "قبل 5 أعوام، كنا نقول إن السيادة الأوروبية غير موجودة".

ودعا ماكرون إلى "تعزيز الصناعة الدفاعية" وإلى "تسريع المعركة من أجل الطاقة النووية والطاقات المتجددة" في القارة الأوروبية.

ماكرون أزل أوروبا

انتقدت صحيفة التليجراف الزيارة المشتركة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إلى الصين، مشيرة بأنها تظهر مدى "انبطاحهما" أمام زعيمها "القوي" شي جين بينج، وتوضح بشكل أفضل عدم الأهمية المتزايدة بالشؤون العالمية لبعض أبرز قادة أوروبا.

وأشارت الصحيفة إنه في الوقت الذي تواجه فيه الديمقراطية الغربية تهديدا وجوديا من القوة المتزايدة للأنظمة الاستبدادية، يجب على قادتها تجميع جهودهم للدفاع عن أنفسهم، وليس الانغماس في سلوك "خسيس" تجاه الدول المعادية.

ولفت الصحيفة البريطانية إلى أن الصين في عهد شي لا تخفي طموحها لتصبح القوة المهيمنة في العالم، من محاولاتها لاستبدال الدولار كعملة رائدة إلى استثماراتها الضخمة في الجيش الصيني بهدف صريح، كما أعلن الزعيم الصيني نفسه العام الماضي، وهو "القتال وكسب الحروب" بحلول منتصف القرن الحالي.

وأضاف التليجراف أن الصين، إلى جانب روسيا وإيران وكوريا الشمالية، تعارض بشكل أساسي الحرية وقيم الليبرالية التي تدعم الحكومة الديمقراطية الغربية، كما يتضح من قمعها "الوحشي" للديمقراطية في هونغ كونغ وموقفها "العدواني" تجاه تايوان.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة