الشعاب المرجانية تحقق نصف إيرادات السياحة فى مصر
الشعاب المرجانية تحقق نصف إيرادات السياحة فى مصر


الشعاب المرجانية تسهم بنصف عائدات السياحة المصرية.. و70% منها معرضة للخطر عالمياً

عمرو خليفة- منصور كامل

الإثنين، 10 أبريل 2023 - 10:24 م

تقرير جديد، أصدره مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء تناول من خلاله بالمعلومات والمؤشرات «الشعاب المرجانية»، مشيراً إلى أهميتها الكبيرة للبشرية عموماً وللنظام البيئى البحرى بشكل خاص، حيث تعد موطنًا لـ 25% من الأحياء البحرية رغم أنها لا تغطى سوى 2% من قاع المحيطات أو ربما أقل، كما ينتفع بها ملايين الأشخاص حول العالم من العاملين بالسواحل وبصيد الأسماك وقطاع السياحة .

فى الوقت الراهن تواجه هذه الشعاب المرجانية العديد من الظروف الضاغطة، التى تُشكِّل تهديدًا وجوديًّا لها، وفى مقدمتها ارتفاع درجة حرارة الأرض الناتج عن تغير المناخ، للحد الذى أضحت معه نصف الشعاب المرجانية حول العالم مهددة بحلول عام 2035، فى حال لم يتم احتواء التأثيرات الناجمة عن ظاهرة تغير المناخ .
وأشار المركز فى بداية تقريره إلى أن الشعاب المرجانية هى عبارة عن صخور جيرية صلبة على شكل طبقات بها كثير من التجاويف الأنبوبية الصغيرة جدًّا، ويعيش بهذه التجاويف حيوانات مرجانية، تتكاثر فى مياه البحر الدافئة، وتفرز كربونات الكالسيوم، وتُعَد تلك الشعاب واحدة من أكثر الأنظمة البيئية تنوعًا على كوكب الأرض، ولذلك يُطلق عليها اسم «الغابات المطيرة للبحار» «The Rainforests of the Seas» ؛ بسبب النظام البيئى الهائل الذى تدعمه تحت الماء، حيث تُؤوى آلاف الأنواع من الأسماك واللافقاريات والقشريات والنباتات والسلاحف والثدييات البحرية، وتنقسم الشعاب المرجانية فى العالم لنوعين رئيسيين هما الشعاب المرجانية الصلبة «Hard corals» وتُعرف باسم المرجان الصخرى أو الحجرى، والشعاب المرجانية اللينة «Soft coral» وهو نوع من المرجان قابل للانحناء، ويُشبه النباتات والأشجار.
وألقى التقرير الضوء على الأهمية الاقتصادية والبيئية للشعاب المرجانية والتى تتجاوز أغراض الترفيه والمتعة للقائمين على استكشافها؛ حيث تلعب أدوارًا أساسية على الصعيدين الاقتصادى أو البيئى، إذ تُسهِم فى تنقية مياه البحار من الملوثات، كما تعد حاجزا أمام العواصف والفيضانات، وكذلك فى حماية الحدود المتاخمة للشواطئ من التآكل، هذا بالإضافة إلى دورها فى حماية المنازل والمبانى المُطلة على الشواطئ، كما تلعب دورا هاما فى الحفاظ على التنوع البيولوجى للبيئة البحرية باعتبارها موطنا رئيسيا لغذاء ومأوى آلاف الكائنات والحيوانات والنباتات البحرية المتنوعة، ومن جانب آخر فهى تعد مصدرا رئيسيا للأمن الغذائى فالعديد من الأسماك مثل النهاش والهامور والتونة من أبرز الكائنات البحرية التى تعتمد بشكل مباشر على الشعاب المرجانية للتكاثر، وهى تمثل مصدرًا رئيسًا للغذاء خاصة للأشخاص الذين يعيشون بالقرب من السواحل؛ حيث يعتمد أكثر من 500 مليون شخص حول العالم على أسماك الشعاب المرجانية كمصدر للغذاء وسبل العيش، فضلا عن ذلك لها دور بالغ الأهمية فى تحقيق التنمية الاقتصادية؛ حيث تُسهِم فى توفير الثروة السمكية التى تُعَد من أهم مصادر الدخل القومى، كما تُعّد مصدرًا رئيسًيا لتوفير فرص العمل والدخل لملايين الأشخاص من الصيادين والعاملين فى قطاع السياحة فى البلدان التى توجد بها، إلى جانب أن الشعاب المرجانية نفسها تعد مصدرًا لعدد متنوع من المستحضرات الطبية والعقاقير.


وتضمن التقرير عرضا للمخاطر التى تواجه الشعاب المرجانية؛ حيث أشارت الأمم المتحدة إلى أن 70% من الشعاب المرجانية فى العالم معرضة للخطر، 20% منها قد تم تدميره بالفعل، و24% معرضة لخطر التدمير الوشيك، و26% إضافية معرضة للخطر على المدى الأبعد، وتتمثل تلك المخاطر فى تهديدات طبيعية وأخرى بشرية؛ ومن أهم المخاطر الطبيعية: تغير المناخ وارتفاع درجة حرارة سطح البحر، بالإضافة إلى التغير فى منسوب مياه البحر؛ أما المخاطر البشرية التى تواجه الشعاب المرجانية، فمن أبرزها ما يرتبط بأعمال الردم والتجريف حول المناطق المحيطة بها مما يؤدى لتعكير المياه والحد من كمية الضوء الذى يصل إلى الشعاب أو سد مسامها بما يتسبب فى تدميرها، كما يساهم الصيد الجائر لأسماك الزينة والأصداف والرخويات وغيرها من الأحياء المائية فى الإخلال بالنظام الإيكولوجى للشعاب المرجانية، كما أن صناعة السفن فى حد ذاتها قد تؤدى إلى ارتفاع نسبة التلوث البكتيرى، والتأثير سلبًا على البيئة البحرية بشكل عام، كذلك فإن استخدام أدوات الصيد المخالفة والمواد السامة (السيانيد) يؤدى لتدمير الشعاب المرجانية، فضلا عن ذلك فالتلوث البحرى يُعَد تهديدًا خطيرًا على حياة الشعاب المرجانية، بالإضافة إلى دور حوادث شحوط مراكب الصيد وحوادث اصطدام السفن بالشعاب المرجانية فى إتلافها.


واستعرض تقرير مركز المعلومات وضع الشعاب المرجانية فى مصر، مشيراً إلى أنه يوجد 209 أنواع من الشعاب المرجانية فى مصر، ويضم البحر الأحمر واحدا من أطول تجمعات الشعاب المرجانية الحية فى العالم، حيث تمثل نحو 5% من الغطاء المرجانى العالمى، وتمتد لمسافة تبلغ نحو 4000 كم من سواحله، وتؤوى ما يُقدر بـ 350 نوعًا مختلفًا من الشعاب المرجانية، مما يجعله مساهمًا رئيسًيا فى قطاع السياحة الساحلية بمصر، حيث قدرها البنك الدولى فى تقريره الصادر فى نوفمبر 2022 بما يُعادل نصف عائدات السياحة المصرية بشكل عام، وبما يقدر بنحو 12% من الناتج المحلى الإجمالى فى مصر لعام 2019. كما تمتد الشعاب المرجانية على خليجى السويس والعقبة، بمساحة تُقدر بنحو 1760 كم2، بمتوسط عرض يبلغ نحو 250 مترًا.


وأشار التقرير أيضاً إلى أن مصر تمتلك نحو 30 محمية طبيعية، منها 6 محميات تضم شعابًا مرجانية، وهى: محمية رأس محمد، ومحمية نبق، ومحمية أبو جالوم بجنوب سيناء، ومحمية وادى الجمال والتى تقع فى جنوب البحر الأحمر، ومحمية جزر البحر الأحمر الشمالية، ومحمية السلوم فى مطروح.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة