رسم كبير لجو بايدن معلق في مدينة بالينا الإيرلندية
رسم كبير لجو بايدن معلق في مدينة بالينا الإيرلندية


زيارة بايدن لأيرلندا.. أبعاد سياسية وحنين لأرض الأجداد

سامح فواز

الثلاثاء، 11 أبريل 2023 - 11:00 م

عندما سئل الرئيس الأمريكي جو بايدن عن أصله الأيرلندي ، أعلن بحماس "أنا أيرلندي" ، بينما كان يتحضر في الوقت نفسه لقضاء بضعة أيام في أيرلندا "بلد أجداده".

وصل الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الثلاثاء إلى أيرلندا الشمالية في زيارة بمناسبة مرور 25 عاما على اتفاق "الجمعة العظيمة" الذي أنهى 3 عقود من الصراع الدامي في هذه المقاطعة البريطانية بين البروتستانت والكاثوليك.

غير أن بايدن لا يتحدث في العلن عموما إلا أن أجداده لوالدته، مستشهدا بسلالة اقتفى "مركز تاريخ العائلة الإيرلندية" أثرها رسميا بطلب منه.

في منتصف القرن التاسع عشر، فر أجداد الرئيس الأمريكي من المجاعة الأيرلندية ، مثل كثيرين آخرين ، واستقروا في ولاية بنسلفانيا في الشرق ، وتحديداً في سكرانتون ، مسقط رأس العائلة ومسقط رأس الرئيس الأمريكي الحالي.

وسيقوم بايدن خلال زيارته إلى إيرلندا بالسير في الاتجاه المعاكس، وسيتوقف في بلفاست لإحياء ذكرى توقيع اتفاق الجمعة العظيمة الذي أرسى السلام في إيرلندا الشمالية قبل 25 عاما، قبل أن يبدأ اعتبارا من الأربعاء الشق الرسمي من رحلته في دبلن.

في المقابل ، خطط البيت الأبيض لزيارات أكثر حميمية إلى بلد أجداده ، ويعتزم بايدن خلال تواجده في أيرلندا زيارة عدة أماكن ينحدر منها أجداده.

ويتضمن عقد لقاء مع سوناك وإلقاء خطاب أمام طلاب.

ويعتزم بايدن الإشادة باتفاق "الجمعة العظيمة" الخاص بأيرلندا الشمالية الذي تم التوصل إليه بعد مفاوضات قبل 25 عاما، كما يعتزم الإشادة أيضا بالتقدم الذي تم إحرازه منذ ذلك الوقت.

يذكر أن هذا الاتفاق -المعروف أيضا باسم "اتفاق بلفاست" الذي يعود إلى عام 1998- أنهى الحرب الأهلية بين البروتستانت المؤيدين للاتحاد مع بريطانيا والكاثوليك المؤيدين لإعادة التوحيد مع جمهورية أيرلندا.

ويعتزم بايدن التوجه مساء الأربعاء إلى العاصمة الأيرلندية دبلن، حيث سيلقي خطابا أمام البرلمان الأيرلندي.

أقارب بايدن الأيرلنديين

ما زال أقارب لبايدن يعيشون في المنطقة، فابن عمّه الثالث جو بلويت يحاول التوفيق بين عمله كسبّاك وبين طلبات الصحافة الأجنبية لإجراء مقابلات معه.

ويقول بلويت (43 عاما) لوكالة فرانس برس: "هذا يوم نشعر فيه بالفخر لعائلتنا ولإيرلندا"، موضحاً أنّ "بالينا تعني الكثير" لبايدن.

وكان بايدن الذي تعهد في 2016 بالعودة إلى بالينا عندما يصبح رئيساً، وجّه دعوة لأقاربه من عائلة بلويت لحضور تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة، غير أنّهم لم يتمكنوا من ذلك بسبب جائحة كوفيد، لكنّ هؤلاء الأقارب حضروا احتفالات يوم القديس باتريك في البيت الأبيض الشهر الماضي.

وبحسب بلويت فإنه "من الصعب جدّاً أن تصف معرفتك برئيس الولايات المتّحدة"، متابعا "أنه شخص مثلنا تماما، لديه سلطة ولكنه شخص عادي".

وغالبا ما يقول الرئيس ألأمريكي، الذي عانى كثيرا في حياته الخاصة من فقدان زوجته الأولى وولدين، وواجه هزائم كبيرة في حياته السياسية، إنه يستمد القوة للنهوض ومواصلة الطريق من مصدرين هما إيمانه وقيمه العائلية.

وعند احتفاله بالعيد الوطني الإيرلندي في 17 مارس، روى أن جدّه الأيرلندي لوالدته أوصاه قائلا "لا تنتحي أبدا، لا تذعن أبدا، لا تركع أبدا، لا ترضخ أبدا".

بُعد سياسي للزيارة

وبالطبع، ثمة بُعد سياسي أيضا في تمسك الرئيس العاطفي أحيانا والنزق أحيانا أخرى، بتراثه الإيرلندي.

ولفت كويلين بارسونز إلى أنه "ليس هناك أي بلد آخر يحظى بهذا المستوى من الاعتبار" في الولايات المتحدة، مذكرا بان ممثلا للحكومة الإيرلندية يُستقبل كل سنة في البيت الأبيض والكونغرس بمناسبة يوم سانت باتريك.

وثمة أكثر من ثلاثين مليون أميركي من جذور إيرلندية وقال بارسونز إن "التصويت الإيرلندي الأميركي ما زال إلى اليوم له وزنه في ولايات إستراتيجية مثل بنسيلفانيا وأوهايو".

غير أن بايدن لن يكتفي خلال زيارته باستذكار الماضي والفولكلور، بل قال الجامعي إن "إيرلندا تروي بصورة متزايدة قصة مختلفة".

وأوضح أنه "في مرحلة تشهد منعطفا محافظا في الولايات المتحدة، إيرلندا هي ذلك البلد الذي تصدى لنفوذ الكنيسة الكاثوليكية" ليجيز زواج المثليين.

وبات جو بايدن رغم إيمانه الكاثوليكي العميق، يتصدر الدفاع عن الحق في الإجهاض بمواجهة هجمات اليمين الأميركي المتدين.

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة