د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف


وزير الأوقاف: محكمة العدل الإلهية شعارها لا ظلم اليوم

كرم من الله السيد

الأربعاء، 12 أبريل 2023 - 11:58 ص


واصل وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة حديثه عن اسم الله (عز وجل) الحكم العدل، عبر صفحته الرسمية علي موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك.

 أكد الوزير أن الحكم اسم من أسمائه الحسني، والعدل اسم من أسمائه الحسني، والحكم هو الله (عز وجل)، وهو الحاكم الذي لا يرد حكمه، لا راد لحكمه ولا معقب لقضائه، وهو أحكم الحاكمين، وهو أسرع الحاسبين، أمرنا (سبحانه وتعالى) بالعدل، فقال سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَن تَعْدِلُوا وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا"، وقال سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ"، فنحن مأمورون بالعدل ولو على من؟ ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين، العدل في الرضا والغضب، مع القريب والبعيد، مع الصديق والعدو، "وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا"، حتى إذا كان بينك وبين أحد خصومة أو عداوة عليك أن تقول الحق، أو تحكم بالعدل، وأن تقضي بالعدل.

اقرأ أيضا | وزير الأوقاف: العدل ميزان الله في الأرض

مؤكدًا أن شهادة الزور في عمق الظلم يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "أَلا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ قُلْنا: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ، وكانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ - ليثير الانتباه - فقالَ: ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ، ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ فَما زالَ يقولُها، حتَّى قُلتُ: لا يَسْكُتُ"، ونحن في هذا الشهر الكريم في رمضان لا ينبغي أن تشهد زورًا أو أن تقول زورًا، لا في هذا الشهر ولا في غيره، بل إن النبي (صلى الله عليه وسلم) يبين لنا أن شهادة الزور تذهب بصيامك فيقول (صلى الله عليه وسلم): "من لم يدَعْ قولَ الزُّورِ والعملَ بِهِ، فليسَ للَّهِ (عز وجل) حاجةٌ بأن يدَعَ طعامَهُ وشرابَهُ"، أي أن شهادة الزور تذهب ببركة الأعمال لأنها تضيع الحقوق، كيف تلقى الله (عز وجل) وأنت قد ضيعت حق آخرين بظلمك أو بشهادة الزور؟.

وأوضح الوزير أن من  اسم الله العدل يجب أن نتحلى جميعًا بالعدل، وندرك أن هناك محكمة عظيمة في الآخرة هي محكمة العدل الإلهية، شعارها لا ظلم اليوم، شعارها وما ربك بظلام للعبيد، ميزانها شديد الدقة: "وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ"، محكمة لا مجال فيها على الإطلاق لشهادة الزور، فيامن تسول لكم أنفسكم شهادة الزور في الدنيا تذكروا يوم أن تشهد عليكم ألسنتكم التي شهدت زورا، فمحكمة العدل الإلهية لا مجال فيها لشهادة الزور، حيث يقول الحق سبحانه: "يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ" ويقول سبحانه: "الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ"، ويقول سبحانه: "حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ"، محكمة لا مجال فيها للنكران ولا لإخفاء أوراق ولا لطمس أدلة، حيث يقول سبحانه: "وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا"، محكمة لا تحتاج إلى شهود يقول الحق سبحانه: "اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَىَ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً"، ويقول سبحانه: "وَكُلّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً"، محكمة لامجال فيها للنقض، حيث يقول سبحانه: "مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ"، محكمة ليس فيها أحكام غيابية فالجميع حضور: "وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُون"، ويقول سبحانه: "وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد"، تُدفع دفعًا، محكمة الحكم فيها نهائي والتنفيذ فيها فوري: "‌فَأَمَّا ‌مَنْ ‌أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ".
ولفت الوزير الي أن مما لاشك فيه أن البشر جميعًا سيقفون أمام هذه المحكمة لن يفلت منهم أحد، ثم ينادى عليهم جميعًا: "‌وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ"، فماذا أعددنا لهذا اليوم؟ يوم السؤال يوم أن يقال: "‌لِمَنِ ‌الْمُلْكُ ‌الْيَوْمَ"، وتأتي الإجابة من رب العزة (عز وجل): "لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ"، هذا اليوم آت لا محالة وما أقربه، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "الجنَّةُ أقربُ إلى أحدِكم من شراكِ نعلِه، والنَّارُ مثلُ ذلِكَ".
وختم الوزير كلمته بدعاء قال فيه : نسأل الله أن يملأ حياتنا بالعدل وأن يرزقنا الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، وأن يعيذنا من النار وما قرب إليها من قول وعمل.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة