أحد السعف
أحد السعف


حكايات| «أحد السعف».. بهجة في أسبوع «الآلام»

آخر ساعة

الأربعاء، 12 أبريل 2023 - 03:02 م

حسن حافظ

فى ذكرى دخول السيد المسيح مدينة أورشليم، تتجلى واحدة من أكثر المناسبات المسيحية سعادة وبهجة فى أحد الشعانين أو أحد السعف، وهو أول أيام أسبوع الآلام التى تنتهى بعيد القيامة المجيدة، ففى أحد السعف تحل البهجة والمظاهر الاحتفالية على أبواب الكنائس فى صورة مصنوعات من السعف تستعيد ذكرى استقبال أهالى القدس أورشليم للسيد المسيح الذى دخل المدينة مبشرا بالمسيحية، لذا يعد الاحتفال بأحد السعف مساحة من البهجة والفرحة التى يشارك فيها أفراد الأسرة كلها خصوصا الأطفال الذين يعتبرون أحد السعف مناسبتهم الخاصة فيسارعون إلى الكنائس للاحتفال بهذا اليوم البهيج بحثا عن السعف وما يمثله من رمزية محبة للسيد المسيح.

جولة على مداخل الكنائس كافية لتعرف أن اليوم هو أحد السعف - أو الزعف كما ينطقه البعض - فبائعو سعف النخيل يفترشون الأرض أمام أبواب الكنائس يبيعون للمترددين السعف المخصص للاحتفال بالعيد، ولا يكتفى صانعو السعف بالأشكال الاعتيادية التى تُحمل باليد وترفع لتمثيل تحية أهالى أورشليم للحظة دخول السيد المسيح المدينة، بل إن بهجة الأطفال وإقبالهم على شراء السعف، دفعت صانعيه إلى التفنن فى صناعة أشكال جديدة تدخل البهجة على قلوب الكبار قبل الصغار، فترى التيجان المصنوعة من السعف للأولاد، والأطواق للفتيات، وأشكال للصليب والقلب والشمعة والنجمة وغيرها من الأشكال الفنية الجميلة التى تُظهر صنعة الفنان المصرى الذى يبدع فى تشكيل تحف فنية مشغولة بحب من سعف النخيل.

كرنفال مصري

ويحتفل الأطفال بأحد السعف بشكل كرنفالى، إذ لا تجد أى مسيحى لا يمتلك ذكريات مع هذا اليوم، حيث يقول عماد أمير، شاب ثلاثينى، لـاآخرساعةب، إن الاحتفال بأحد السعف عند الأطفال له طقوس خاصة بالذهاب لشراء السعف والعمل على محاولة تكوين أشكال خاصة منه وهو فى حالته الرطبة، لأنه عندما يجف يتكسر ولا يمكن استخدامه، وعندما كنا نفشل فى عمل الأشكال المطلوبة كنا نسعى لشراء الأشكال الجاهزة من باعة السعف الجاهز وما أكثرهم فى أحد السعف، الذى يحرص الأطفال على المشاركة فيه وحضور قداسه فى الكنائس فى أجواء مبهجة نحمل معها ذكريات تعيش معنا العمر كله، فهو من أكثر الأيام التى يكوِّن فيها الأطفال ذكريات من خلال طقوس الاحتفال بأحد السعف.

العنوان

الابتسامة هى عنوان حد السعف، فهو مناسبة دينية اجتماعية بامتياز، يشارك فيه الأطفال بكثافة عبر المشاركة فى المواكب والاحتفالات التى تقام فى الكنائس بغرض إعادة إحياء استقبال أهالى أورشليم للسيد المسيح، عندها تكتسب رمزية حمل السعف وأغصان الزيتون معنى أكثر رمزية وروحية، لأن سعف النخيل يشير إلى الظفر والانتصار، ومن الملاحظ أن الألحان الكنسية ذاتها تميل إلى الفرح والبهجة خلال قداس أحد الشعانين الذى تشارك فيه الأسر المسيحية بكثافة وأجواء احتفالية بدخول السيد المسيح أورشليم كملك منتصر، لذا تحرص مختلف الكنائس المسيحية على الاحتفال بهذا اليوم بشكل كبير، فالبابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ترأس قداس صلوات أحد الشعانين فى دير القديس الأنبا بيشوى بوادى النطرون، بينما أحيت مختلف القيادات فى الكنائس المصرية المختلفــة قداســــات أحــــد الشعـانين وســط مظاهر احتفالية شارك فيها الجميع.

استعادة الذكرى

وينتمى أحد الشعانين إلى مجموعة الأعياد السيدية فى المسيحية، وهو ينتمى إلى الأعياد السيدية الكبرى المرتبطة بخلاص البشرية مباشرة، ولبيان أهمية أحد الشعانين نذكر أنه العيد الوحيد مع عيد القيامة الذى ينتمى إلى الأعياد السيدية الكبرى فى أسبوع الآلام، وتم اشتقاق كلمة شعانين من الكلمة العبرانية (هوشعنا) التى معناها: يا رب خلص، وعادة ما يشهد هذا اليوم الاحتفالى مباركة كاهن كل كنيسة لأغصان شجر الزيتون وسعف النخيل، ويتم حملها بطريقة رمزية لاستعادة ذكرى دخول السيد المسيح الاحتفالى على ظهر أتان وجحش لمدينة أورشليم، واستقبال أهالى المدينة له، إذ خرج أكثرهم لاستقبال المسيح وفرشوا ثيابهم أمامه ولوّحوا له بأغصان الزيتون وسعف النخيل، وهم يصرخون [هوشعنا لابن داوود مبارك الآتى باسم الرب هوشعنا فى الأعالى] (متى 21: 9). 

أقرأ أيضأ :«سعف وأغصان» كنائس مصر تحتفل بأحد الشعانين والبابا يترأس القداس

أسماء متعددة

واكتسب حدث دخول المسيح مدينة أورشليم مكانة خاصة، إذ يعد تجسيدا وتحققا لنبوءة زكريا عليه السلام إذ يقول: [ابتهجى جدا يا ابنة صهيون اهتفى يا بنت أورشليم. هو ذا ملكك يأتى إليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان] (زكريا 9: 9). ويعرف أحد الشعانين بأسماء كثيرة تعبر كلها عن خصوصية هذا العيد لدى المسيحيين، فهو (أحد المستحقين)، لأنه يعبر عن طلاب العماد الذين أرادوا الدخول فى المسيحية على يد السيد المسيح، كما أطلق عليه قديمــا (أحد غسل الرأس) لأنه مـرتبــط بالإشـــارة إلـــى التطــهـير والتطــهر استعدادا للدخول فى المسيحية، كما يطلق عليه أحد الأغصان لأن أهالى أورشليم حملوا الأغصان تحية للسيد المسيح لحظة دخوله للمدينة، أما الاسم الأشهر لأول أيام أسبوع الآلام فهو أحد السعف إذ يرتبط الاحتفال بمظاهر استخدام سعف النخيل بكثافة.

نقلا من عدد أخر ساعة بتاريخ 12/4/2023

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة