مجلس إدارة جمعية ليلة القدر خلال تسليم المستفيدين للكراسى المتحركة
مجلس إدارة جمعية ليلة القدر خلال تسليم المستفيدين للكراسى المتحركة


ذوو الهمم فى قلب «مصطفى وعلى أمين»

«أسبوع الشفاء» يسلم 100 كرسى متحرك بتكلفة مليون و200 ألف جنيه لذوى الاحتياجات

رضوى حسني

الأربعاء، 12 أبريل 2023 - 09:12 م

«شكرا .. جمعية ليلة القدر» شعار رفعه أهالينا البسطاء، وهم يستلمون هدايا مؤسسة مصطفى وعلى أمين الخيرية لذوى الهمم والمرضى .

جاء ذلك خلال الحفل الذى أقامه «باب أسبوع الشفا» اعتزازا بهذا الإنجاز الجديد الذى حققته المؤسسة من نشر السعادة والبهجة فى نفوس أناس كاد اليأس أن يهزمهم، الا أن روح الأمل والحياة المبدأ الذى تسير عليه إدارة المؤسسة أعاد لهم الضحكة والسعادة من جديد ليتمكنوا من أن يحيوا أيام رمضان الكريم بشكل جديد، دون المعاناة وانتظار مساعدة الغير، فقامت المؤسسة بتسليم 100كرسى متحرك لأهالينا من ذوى الهمم بتكلفة وصلت لمليون و200ألف جنيه حتى يتمكنوا من مواصلة حياتهم بشكل آدمى يعيد لهم الثقة فى النفس والبهجة فى نفوسهم.
 

هنا من مقر مؤسسة مصطفى وعلى أمين الخيرية بشارع الصحافة صدحت زغاريد الفرحة، حتى كاد الدانى والقاصى يعتقد بأن  هناك فرحا وعروسا تزف لعريسها  فى  قلب النهار، حيث  الشمس تقف في كبد السماء، ليصاب المارة بحالة من التشويش الجميل الذى يرسم ابتسامة الأمل على الوجه، إذا إن هذه الزغاريد ليس لفرحة عروس وانما هى لفرحة أناس شعروا لأول مرة بأن البسمة من نصيبهم بعد مرور سنوات كئيبة عصيبة عاشوا بسبب حالتهم الصحية المتدهورة التى تمنعهم عن الحركة وعز عليهم الحصول على وسائل تمكنهم من التنقل السهل دون المعاناة بطلب المساعدة من الغير، وتقول الكاتبة الصحفية صفية مصطفى أمين  بأنه تم مساعدة 100حالة من ذوى الهمم بتوفير كراسٍ متحركة، موتوسيكلات تساعدهم على التنقل بتكلفة مليون و200 ألف جنيه بعد تزايد عدد الطلبات التى وردت للمؤسسة على حسابها الخاص على مواقع التواصل الاجتماعي بالحاجة للكراسى المتحركة والموتوسيكلات لذوى الهمم، اما الكاتبة الصحفية صفاء نوار مدير تحرير الأخبار ومدير المشروع فأكدت بأن هذا الحفل الكريم هو ثمرة جهد كبير لجنود مجهولين ساعدوا في تنفيذ هذا المشروع وهو ادخال السعادة الحقيقية لقلوب أهالينا من البسطاء وذلك من خلال تبرعات أهالى الخير الذين يضعون ثقتهم في المؤسسة .. التقينا ببعض المستفيدين من المشروع.
دموع الفرحة 
أعرب سيد محمود  ٥١ عن سعادته البالغة حتى إن دموع الفرحة بدأت تتساقط على خديه لترويه بالفرحة بعد سنين الجفاء. والشقاء التى عاشها طيلة سنوات عمره التى تخطت ٥عقود، ويقول سيد بأنه ولد بعيب خلقى وهو شلل في الأطراف السفلى وعدم القدرة على الحركة، واضاف بأنه تقبل حياته ويحمد الله ليل لنهار  داعيا المولى بأن يجعل كل ما يعانيه  من حسناته، الا أنه كان يتمنى بأن يحصل على كرسى متحرك يساعده في الحركة.  لعله يتمكن من إعالة نفسه  دون الاعتماد على أحد،  بحيث يساعده في التنقل  بالخروج من بيته الصغير  ليروح عن نفسه  حتى لا يشعر وكأنه حبيس. تلك الغرفة التى يعيش بها ، وأشار سيد بأنه يعيش في منزل صغير يكاد يكون متهالكا  فهو عبارة عن غرفة  مصقوفة بعروش النخيل وبمساعدات أهل الخير تحول إلى  سقف اسمنتى يحميه من برد وأمطار الشتاء  وحر الصيف، وأشار إلى أن بعض جيرانه سعوا في التواصل مع مؤسسة مصطفى وعلى أمين الخيرية لمساعدته في الحصول على كرسى متحرك  لأن ارتفاع الأسعار يحول دون شرائه، فكل ما يعيش عليه سيد هو معاش لا يتجاوز٤٠٠جنيه بالكاد يعيش بها طوال ٣٠يوما.
والتقط أطراف الحديث عادل خميس ٤٦ عاما، ابن منطقة منشأة القناطر والذى أكد في بداية كلامه ان التواصل مع المؤسسة كان في غاية السهولة باختلاف التعامل مع مؤسسات أخرى، من خلال المراسلة على البريد حتى إن العائد كبير، موضحاً بأنه دق أغلب أبواب المؤسسات الخيرية لعله يجد من يرق قلبه له ويساعده في الحصول على موتوسيكل طبى يمكنه من الحركة والتنقل بسهولة إلا أنه واجه العديد من المصاعب، المصحوبة بالرفض التام، وذلك لأن الموتوسيكل غالى الثمن يتجاوز سعره ١٥ ألف جنيه، وأشار عادل بأنه يعمل موظفا بإحدى الهيئات الحكومية ولكن راتبه بالكاد يكفى متطلبات أسرته المكونة من ٤ ابناء بجميع مراحل التعليم بداية من الجامعة وحتى المرحلة الابتدائية وزوجته، أما حسام يحيى ٣٧ سنة فكأن الحياة بدأت تدب فيه من جديد وفي ملامح وجهه الذى عبس لسنوات طويلة ليبدو وكأنه رجل عجوز وذلك  بالرغم من كونه لايزال في ربيعه الثلاثينى، ويقول حسام بأنه ولد سليم الجسد والصحة إلا أنه منذ ٢٥عاما بدأت صحته في التدهور وبعد ملاحقة أشهر الأطباء هنا وهناك بحثا عن أسباب مرضه، اكتشف بأنه يعانى من ضمور في العضلات فتحولت حياته لسجن أصبح قعيد الفراش لا يقوى على الحركة مثله مثل باقى أقرانه من الشباب الذين يلهون ويلعبون ويعملون لبناء مستقبلهم، ويشير حسام إلى أنه بدأ يلتزم بالعلاج حتى بدأت ملامح التطور في حالته بالشفاء، وهو ما كان يسعده لانه يرى البسمة في وجه أمه  السند والصاحبة والحبيبة التى تخفف عنه آهات المرض والتعب، الا انه بوفاتها منذ عشر سنوات تأخرت حالته الصحية والنفسية أضعافا مضاعفة، واكد أنه بوفاتها انتهت علاقته مع العالم الخارجى وأصبح يعيش على المساعدات وانتظار من يأتى ليساعده في الذهاب للطبيب وتلقى العلاج، وأكد بأنه من خلال تصفح صفحات الفيس بوك تواصل مع مؤسسة مصطفى وعلى أمين الخيرية بعدما شاهد المساعدات المختلفة التى تقدم للجميع من أجهزة طبية ومساعدات مالية لغير القادرين من الأسر ، فراسل المؤسسة مطالبا بمرسى متحرك يساعده على الحركة، وأشار إلى أنه لم يكن يتوقع تلك السرعة فى الرد والتواصل مع حتى أنه حصل على الكرسى في أقل من أسبوعين ما بعد التأكد من حالته وأوراقه الصحية، ويقول والضحك بدأ يداعب ملامح وجهه ويغازل عينيه التى أدماها الدمع: أطالب الجميع بالتبرع للمؤسسة لانها تقدم خدمات حقيقية للمحتاجين، وتقدم بالشكر لجميع العاملين بالمؤسسة، ومن شبرا الخيمة  حصلت الطفلة بسملة نور الدين على كرسى متحرك، وتقول بابتسامة رقيقة وجميلة «شكرا.. ليلة القدر»، بهذه الكلمات بدأ عبده جلال حديثه لنا قائلا «ربنا يجبر بخاطركم ويرحم مصطفي وعلي بيه أمين ويا رب دايما ليلة القدر سند للكل»،  جاء ذلك عقب فرحته بجلوسه واستلامه الكرسى المتحرك الجديد الذى طالما حلم بامتلاكه بعد سنوات طويلة من الامل الكاذب، وذلك لضيق ذات اليد ومصاعب الحياة. ويقول عبده ذو الـ55 عاما بأنه كان يعمل سائقا وتسببت حادثة بالطريق فى بتر قدمه ومع تدهور ظروف الحياة وعدم امتلاكه معاشا ثابتا يساعده فى رعاية اسرته وابنائه  اصبح قعيدا لا يقوى على الحركة وحبيس مقعده يناجى ربه لعله يرسل اليه من يعاونه، ويشير عبده بان اهل الخير دلوه على جمعية « ليلة القدر» لمساعدته فى الحصول على كرسى متحرك لان سعره يفوق مبلغ 20 ألف جنيه، ويوضح عبده بان الامر لم يستغرق كثيرا مجرد اسبوعين منذ مراسلة الجمعية، اما محمد فؤاد ذلك الشاب الذى بدأت ملامح الفرحة تغازل وجهه، فأعرب عن سعادته وفرحته باستلام كرسى يساعده على الحركة، قائلا «إنه لأول مرة بعد رحلة عذاب استمرت 4 سنوات، تمكن من امتلاك كرسى متحرك يساعده على الحركة بحرية وسلاسة، ويقول محمد ابن 20 عاما بانه كان سليم الجسم ومعافى ولكن فجأة بدأت تتدهور حالته الصحية وبعد مشوار طويل على الاطباء اكتشف بانه يعانى من انقطاع فى النخاع، وهنا بدأت مأساة العلاج الذى لا يتوافر ثمنه وهو عامل بسيط لا يتعدى راتبه 1500 جنيه بأحد المحال، الا ان مرضه اقعده واصبح طريح الفراش، ويقول  بانه كان يجول بمواقع المؤسسات الخيرية بحثا عن مؤسسة تساعده فى الحصول على كرسى متحرك إلا انه لم يجد وأخيرا تعرف على جمعية «ليلة القدر» من خلال موقعها الإلكترونى وأرسل اوراق حالته الصحية، واضاف بان الوقت لم يكن طويلا ومجرد اسبوعين بدأ البحث عنه اجتماعيا  وعن ثبوت حالته الصحية، لتأتيه البشارة اخيرا بحصوله على الكرسى الذى يصل سعره 20 الف جنيه، واختتم محمد كلامه ودموع الفرحة تتساقط على وجهه «شكرا .. ليلة القدر»، ام سعيد محمد عامل أرزقى فاعرب عن سعادته البالغة  بما قدمته الجمعية له من الحصول على كرسى متحرك لمساعدة ابنه فى التنقل والحركة،  ليخرج من حبسته الطويلة داخل غرفته، ويقول سعيد بان ابنه محمد يعانى من ضمور عضلات واصبح لا يقوى على الحركة، وان راتبه لا يكفى متطلبات الحياة الاساسية ، فأصبحت حياة سعيد مريرة لضغوط الحياة والثانية لمرض ابنه وعجره عن مساعدته، ويقول سعيد ومع ابتسامة تغازل شفتيه « الحمد الله.. الله كريم» وبدأ يسرد حكايته قائلا « ابنى أحمد 15 سنة وقعيد وعجزت عن توفير كرسى متحرك له ليساعده فى التنقل بحرية، حتى جاء امر الله بان احد فاعلى الخير أرشدنى للذهاب لجمعية «ليلة القدر»، وبالفعل لم يستغرق الامر سوى ايام معدودة حتى جاءوا بالكرسى لتتحول حياتنا لفرحة وسعادة وتزول غمامة الحزن عن بيتى وأسرتى ورجوع ابتسامة احمد مرة ثانية، والتقط احمد ابنه اطراف الحديث قائلا «أشعر وكأنى طائر بالجو شكرا ليلة القدر».

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة