كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

الإعلامية والكلب والمستشفى!

كرم جبر

الجمعة، 14 أبريل 2023 - 05:59 م

الثلاثة شركاء فى قتل المحاسب الشاب محمد محب ضحية كلب البيتبول فى الشيخ زايد ورابعهم الإهمال، ولا أتحدث هنا عن الاجراءات القانونية التى تباشرها النيابة العامة، وانما المسئولية الاجتماعية.

الإعلامية - ليست إعلامية بل مقدمة برنامج مطبخ- ومسئوليتها هى وزوجها اقتناء هذا الكلب الشرس فى منزلهما، وعدم اتخاذ الإجراءات الاحترازية لحماية السكان، ومجرد اقتناء الكلب يشكل اعتداءً صارخاً على أمن الناس وحياتهم.

لا أعرف كيف يمكن اقتناء هذا الكائن المخيف فى شقة سكنية، يأكل ويشرب وينام ويقضى حاجته مع أهل البيت، بمنظره المُخيف وأنيابه الحادة، إلا أن يكون هؤلاء قد اعتادوا التعايش مع القبح.

ولأنها مقدمة برنامج تليفزيونى فقد أصبحت شخصية عامة مشهورة، وكان عليها وزوجها التحلى بالوعى والتواضع، وليس التكبر والاستعلاء والتعامل مع الجيران باستهتار ورعونة.

أما الكلب، فهذا النوع ليس مكانه الشقق والبيوت والعمارات، وأصبحت موضة أن نجد جاراً يربى كلباً فى شقته ويظل ينبح فى البلكونة ويقلق السكان، وصاحب الشقة متبلد المشاعر والأحاسيس، ولا يعمل حسابا لجيرانه.

وأيقظت وفاة المحاسب -رحمه الله- الضمائر للتنبيه بخطورة اقتناء حيوانات شرسة فى البيوت والتباهى بها، وتكررت الأحداث فى الفترة الأخيرة، بطريقة تستدعى إنزال عقوبات مشددة على أصحابها، دون النظر لمكانتهم ونفوذهم والوظائف التى يشغلونها.

أصبحت موضة سخيفة أن يدلل الأب ابنه باقتناء كلب، وأصبح معتادا فى الأماكن الراقية والشواطئ ان تجد انواعا من الكلاب شديدة الشراسة والقبح، وكلما كان الكلب متوحشاً كان موضعاً للإعجاب.

من أراد أن يتباهى بكلب متوحش لاستكمال "عقدة النقص"، فعليه أن يبتعد بشرِّه عن الناس، وإذا حدث الضرر فيجب أن يكون العقاب قوياً وباطشاً، فحياة الناس ليست لعبة، وأوجاعهم ليس مجالاً للعبث.

أما المستشفى الذى توفى فيه الضحية وما يشاع عنه من إهمال، فهذا ما ستسفر عنه تحقيقات النائب العام، ولكن يجب أن يكون لنقابة الأطباء دور أساسى فى حماية المرضى والتأكد من الإجراءات السليمة فى المستشفيات والدفاع عن المرضى، وليس الأطباء ظالمين أو مظلومين.

لم نسمع يوماً أن نقابة الأطباء عاقبت طبيباً بسبب الخطأ رغم تكرار الأخطاء، ولم نسمع عن قيامها بالتفتيش على أحد المستشفيات للتأكد من جدية الإجراءات الصحية، ولم نر طبيباً يتحدث عن حقوق المرضى.

لا أنكر الجهود العظيمة والتضحيات الكبيرة للأطباء والظروف الصعبة التى يعملون فيها، ولكن لا أفهم كيف يصل مريض إلى المستشفى فى كامل الوعى والإدراك، ثم يصاب بغيبوبة كاملة دون تفسير الأسباب، صحيح أن الأعمار بيد الله وكل شيء مكتوب، ولكن ما الأسباب حتى يمكن تجنبها مستقبلاً؟
قلوبنا مع أسرة صغيرة كانت تعيش حياة سعيدة ويرعاها أب يشغل وظيفة ميسورة، وفجأة تظلم الدنيا وتنقلب الأحوال ويموت الأب وتعانى الأسرة التى كانت سعيدة من العذاب واللوعة.

لا أستبق التحقيقات التى يجريها النائب العام، ولا أتحدث عن المسئولية القانونية، ويصدر بشأنها قرار اتهام من النيابة، ولا أتناول التحقيقات التى تجرى.
ولكن أتحدث عن المسئولية الاجتماعية والشعور الإنسانى لمأساة أسرة، ليس ذنبها أنها تقطن بجوار جار يقتنى فى منزله وحشاً كاسراً، روع الأب ومزق جسده وأحال حياة الأسرة المنكوبة إلى جحيم.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة