الشعراوي في مجلس الشعب
الشعراوي في مجلس الشعب


السادات يعرض على الشعراوي وزارة الأوقاف والإمام يرد: «كفانى من الدست مغرفة»

حماده لملوم

السبت، 15 أبريل 2023 - 09:44 م

بعض الشخصيات لا تنطفئ أبداً بالخروج من منصبهم ولاكنهم يزدادون تألقاً وتوهجاً بعد تركهم لأماكنهم.
وعلى رأس هؤلاء جميعاً يكون الشيخ العلامة محمد متولى الشعراوي الذي شغل فراغاً كبيراً في مجال الدعوة الإسلامية وتحول إلي مؤسسة يخاطب كل المستويات والعقول وأصبح واحداً من أبرز الدعاة في القرن العشرين .
اقرأ أيضًا| في ذكرى ميلاده .. مواقف الشيخ الشعراوي مع الفن والفنانين

 

نور علي نور:


قطع الشيخ الشعراوى مساراً وظيفياً تقليدياً في وزارة الأوقاف وكان يمكن ألا يسمع به أحد، وغاب عن مصر في بعثات طويلة منها إلي الجزائر والسعودية ولكنه منذ ظهوره في برنامج "نور علي نور" الذي كان يقدمه الإعلامي أحمد فراج خطف الأضواء بسرعة البرق ودخل قلوب الناس بكل سهولة ويسر وأصبح من غير المنطقى أن يحجب هذا العلم الغزير والفكر المستنير.


قدرات إتصالية رائعة:
حيث أكتشف الشعراوى بذكاءه مدى تأثير التليفزيون وكانت لدية قدرات اتصالية رائعة جديرة بالدراسة نجح في تسخيرها لنقل أفكاره وخواطره الإيمانية إلي ملايين المشاهدين.


هروب الشعراوي:
ويبدوا أنه كان يريد التفرغ للدعوه بعيداً عن قيود الوظيفة وهو ما يفسر زهده في المناصب٨ وهروبة منها خاصاً في ما يتعلق بمنصب وزير الأوقاف .
تتفق جميع الآراء ان الشعراوي قبل بمنصب وزير الأوقاف بعد ضغط شديد وإلحاح كثير من المقربين له وهذا المنصب أدخله في تجربة شديدة الصعوبة حيث تعرض للإنتقاد لقبوله ذلك المنصب وخاصة بعد حملة تطهير الفساد التى قام بها داخل الوزارة , ثم كانت الصدمة عندما واجه أستجواباً في مجلس الشعب حول بعضا الإنحرافات في تلك الحقبة.


ماذا فعل الداعية الكبير أمام التحديات:
أما عن الأستجواب فقد كان تاريخياً عندما وجه إليه عضو مجلس النواب عادل عيد حول الإنحرافات المالية والإدارية داخل المجلس الأعلي للشئون الإسلامية والذي تحول الي دولة مستقله علي حد قوله .
وقد اتهم فيها سكرتير عام المجلس في ذلك الوقت توفيق عويضة حيث انه الاخير تتجاوز كل القواعد واللوائح لدرجة أنه قد صدر قرار جمهورى له بترقيته الي درجة نائب وزير رغم انه القانون لا يوجد به هذه الدرجة من الأساس.
والذي أذْهَلَ المشاهدين وقتها ان الشيخ الشعراوي قال في بيانه عن سياسة وزارة الأوقاف في بداية الدورة البرلمانية أن الوزارة لا تعلم شيئاً عن المجلس الأعلي للشئون الإسلامية وأن عويضة لا يرد علي مكاتبات الوزارة نهائياً وطالب الوزير "الشعراوى" بأن يتبع المجلس الوزارة أو أن يفصل عنها نهائياً.
حيث كان الشيخ الشعراوي يمتلك شجاعة الأعتراف بالحق وشجاعة التصدى للفساد ورغم ان هذا الأعتراف من الممكن ان يستخدم ضده في الأستجواب فكتب الشعراوى وقتها شكوى لرئيس الوزراء وشكوى آخرى قال فيها ان اشتكيه لله عز وجل .


قنبلة الشعراوي التي اثارت الجميع داخل مجلس الشعب:
فرد الوزير "الشعراوى" بقنبلة اثارت الحضور عندما استخدم سلاحة كخطيب مفوه في صياغة عباراته وقلبت الأمور رأساً علي عقب.
قال الوزير محمد متولي إننى ما جئت إلي هنا لأرد علي الأستجوابات وإنما جئت لأردد الأستجواب وهذا يعنى أعترافاً واضحاً بما حدث من مخالفات ولكن منطق الشعراوى ان الذي اكتشف هذه المخالفات ليس العضو المستجوب وإنما أحد أجهزة الحكومة , فإذا صح ان يكون في الحكومة واحداً قد أنحرف فإن الذي صوب الانحراف هو جهاز حكومى ايضاً .
اثبت الشعراوى أنه يجيد فن الجدل والحوار والذي انعكس ذلك في تصفيق المعاضة له والتي كانت وقتها تضم فطاحل.


كفانى من الدست مغرفة:
وقد خرج الشيخ محمد الشعراوي من الوزارة في عام 1978 وعندما سئل هل من الممكن ان تعود للوزارة مرة أخرى  فقال مقوله شهيرة وهي " كفانى من الدست مغرفة".
وقد صدق الشيخ حينما عرض عليه منصب عضو مجلس الشورى ورفض ولم يذهب لحلف اليمين واستمر المقعد خالياً حتي انتهاء الدورة الأولى لمجلس الشورى.


وسام الأستحقاق من الدرجة الأولي: 
لقد كان للشيخ الشعراوى سجلاً وظيفياً مشرفاً فكان رئيساً لبعثة الأزهر بالجزائر لمدة 6 سنوات وبعد عودته من الجزائر عين مدير للأوقاف بمحافظة الغربية ثم وكيلاً للدعوة والفكر وأيضاً وكيلاً للأزهر كما عمل مديراً لمكتب الشيخ حسن مأمون شيخ الأزهر وعقب بلوغه سن التقاعد منح وسام الأستحقاق من الدرجة الأولي قبل دخولة الوزارة بثلاثة أشهر فقط.
ولد الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي في 15 أبريل عام 1911، بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره.


وفاته:
توفى الشيخ محمد متولى الشعراوي في 22 صفر عام 1419هجرية  الموافق 17 يونيو عام 1998 عن عمر ناهز 87 عاماً.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة