كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

كرم جبر يكتب: أحداث ساخنة وملفات مؤجلة!

كرم جبر

الإثنين، 17 أبريل 2023 - 08:27 م

قبل أن يندمل جرح ينفجر جرح ، وقبل ان تسكت المدافع فى اليمن بالصلح بين الرياض وطهران ،انفجرت المعارك فى السودان ، فى حرب غامضة تزيد معاناة الشعب السودانى الشقيق ، وصعدت القضية فى صدارة الملفات العربية دون سابق انذار.

وتؤكد الاحداث المتلاحقة ان رياح «الجحيم العربي» المسمى الربيع لم تنته ولا تزال تستهدف المنطقة ، فتهدأ هنا وتزداد هناك ، وكأنه كُتب على الشعوب العربية ان تظل تحت التهديد .
وبنظرة سريعة نرصد ما يلى:

بارقة امل بطلها الصمود السورى الذى فتح الطريق لعودتها من جديد الى الصف العربى ، واحلال التسوية السلمية بمشاركة جميع الاطراف، لحقن دماء الشعب السورى الذى سقط من ابنائه نصف مليون قتيل.

وما زالت امام دمشق تحديات اخرى لتطهير الاراضي السورية من المؤامرات الاقليمية والدولية والمحلية، وعودة المهاجرين الى وطنهم والتطلع الى مستقبل اكثر استقرارا وإعادة اعمار ما دمرته الحروب.

ولكن فى الملف الفلسطينى لم يتحقق اى تقدم ، ويزداد تعنت اسرائيل لازهاق روح القضية الفلسطينية وادخالها ثلاجة الموتى.

القضية الفلسطينية هى الأكثر تضرراً بفعل الاحداث الصاخبة فى المنطقة ، فبعد ان كانت فلسطين هى قضية العرب الكبري، منذ القمة الاولى فى إنشاص سنة ١٩٤٦ وقبل اعلان قيام اسرائيل، ظل الملف يتراجع فى دائرة الاهتمام العربي، خصوصا فى السنوات الأخيرة، التى هبت فيها رياح الجحيم -المسمى بالربيع العربى - فتراجع الاهتمام بفلسطين، بعد ان فُتحت فى الجسد العربى جراح غائرة، لا تقل عن بقية الجراح التى تصيب المنطقة كلها.

وتبنت القمم العربية الدعوة لتفعيل مبادرة السلام العربية، ومتابعة تطورات الاستيطان الاسرائيلي، والمحافظة على هوية القدس الشرقية، وغير ذلك من العبارات التى تحتاج تفعيلا، فالجميع يعلم أن القضية اكبر بكثير من التصريحات والامنيات، وتخضع لامرين شديدى الخطورة.

أولا: اصرار اسرائيل على التهام بقية الاراضى الفلسطينية، بما يؤكد ان الزمن لم يعد فى صالح القضية الفلسطينية، وأن ما كان مطروحاً بالأمس لن تستطيع تحقيقه اليوم، وأن ما سوف يُطرح اليوم لن يحصلوا عليه فى الغد.

ثانيا: تعثر محاولات الصلح ورأب الصدع بين فتح وحماس، وصولا الى موقف فلسطينى موحد، يدحض مزاعم اسرائيل ولعبها على الوقيعة وإذكاء الصراع والفتن، فوحدة الصف الفلسطينى هى الخطوة الوحيدة لاحياء السلام، واخراج القضية برمتها من ثلاجة التجميد.

واهم التحديات التى تواجه الدول العربية ، هى محاولات الحفاظ على بقايا التضامن العربي، قبل ان ينفرط العقد اكثرمن ذلك، ونبذ الفرقة والخلافات والاتفاق على حد أدنى يحمى المصالح العربية، ويجعلها رقما مؤثرا فى المعادلة والسياسات التى يجرى الترتيب لها وفق نتائج التوازنات الدولية الصاخبة .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة