الجمعة، 21 أبريل 2023 - 10:26 م

تحت مظلة الشركة المتحدة تابعنا عددًا كبيرًا ضمن باقة مسلسلات الموسم الدرامى الرمضانى والتى تنوعت بين الاجتماعى، والكوميدى والتاريخى الدينى والأطفال لارضاء كافة الاذواق والاهتمامات المختلفة تبعا للجمهور المستهدف لكل عمل، لنجد المسلسلات التى دارت احداثها فى ثلاثين حلقة وأخرى فى 15، ولكن يبقى العامل المشترك بينها جميعا هو الجدية فى التناول والاهتمام بالرسالة والمضمون ليكون هو الأولوية القصوى لمختلف شركات الإنتاج التى تنافست على الجودة وتقديم افضل ما عندها من عناصر فنية احترافية تليق بتصدر مصر للقوة الناعمة فى المنطقة العربية.

مسلسل جميلة كان ضمن تلك الباقة المتنوعة التى حرص القائمون عليه على تقديم رسالة غاية فى الأهمية تفرد بها العمل دون مباشرة او ادعاء بل كانت رسالته ضمنية تقع خلف الستار ولكنك تشعر بها كمتلق تتسلل اليك وانت تتابع احداثه بشغف وترقب.

اقرأ ايضاً| الدراما الرمضانية بعيون نقدية.. منى زكي ترفع «الوصاية» عن المسكوت عنه!

وهذا هو سر النجاح الكبير الذى حققه المسلسل من نسب مشاهدة عالية، تلك الرسالة التى سلطت الضوء على عوار مجتمعنا الاستهلاكى الذى تسيده البحث عن الثراء الموحش داهسا امامه كل القيم والاخلاقيات فالبقاء لم يعد للاقوى وفقط ولكن للاشرس والأكثر شرا.

ولكن ليظهر مدى سواد تلك النفوس التى تمكن منها شيطانها كان لابد من وجود شخصية دون كيشوت تمثل اللون الأبيض تحارب طواحين الشر التى تضرب فى اعماق هذا المجتمع المخملى الهش المتجسدون فى شريحة الأثرياء الجدد.

ولم تكن تلك الشخصية السوية النقية سوى فتاة تتمثل بها كل القيم والاخلاقيات المفقودة فى زمننا الراهن اختارت ان تجعل من ميزان العدل رمزا لحياتها العملية من خلال عملها فى السلك القضائى مدافعة عن الحق محاربة لشرور النفس البشرية، ليكون هو المقصود الغاية.

ولكنها لم تتوقع أبدا ان ما كرست حياتها لمحاربته يكمن فى جنبات بيتها، مسيطرا على كل من يحيط بها حتى اقرب الناس اليها، لتسقط الأقنعة الواحد تلو الاخر وتتكشف الوجوه الحقيقية والدوافع الخبيثة لكل هؤلاء وتندفع الاحداث والجمهور يتابع بترقب بالغ ميزان العدل وهو يتأرجح بين الكفتين ويظل التساؤل مستمرا: لمن الغلبة؟ وتنتصر «جميلة» لينتصر الجمال والحق والعدل على القبح والظلم والشر.

واستطاع فريق العمل بكل عناصره تحقيق مستوى جيد من الكفاءة والاحترافية على كافة المستويات، من اول فريق التمثيل المتميز والمختلف بتركيبته الغنية وعلى رأسهم الفنانة القديرة سوسن بدر التى برعت فى تجسيد دور غاية فى التعقيد ما بين الشر والخير وما بين المرأة ذات الوجهين وما بين كونها أمًا تحمل مشاعر الامومة الفطرية.

وتميز كل من يسرا اللوزى فى دور جديد عليها كليا ويحتسب لها مغامرة فتمردت على دور الفتاة ذات الوجه الملائكى لتقدم دورًا على النقيض تماما من ملامحها البريئة وكذلك هانى عادل واحمد وفيق وعبير صبرى ونبيل عيسى تحت إدارة مخرج ذى بصمة لا تخطئها عين الناقد والمتابع الجيد لصناعة الدراما وهو المخرج المتميز سامح عبد العزيز.

وانتصرت ريهام حجاج بأدائها المتميز ورهانها الصائب واختياراتها الذكية لكتابات المؤلف ايمن سلامة التى مكنتها من ايجاد البصمة التى تميزها بانحيازها للمحتوى الهادف الذى يحمل رسالة ذات قيمة ليحقق فريق مسلسل جميلة ما تهدف اليه الشركة المتحدة من إيصال رسائل قوية لكل شرائح المجتمع من خلال اعمال درامية تحترم عقلية المشاهد المصرى.