السبت، 22 أبريل 2023 - 11:27 ص

محمود صالح

  على الرغم من التطور الملحوظ في الطرق والمحاور، إلا أن هناك حالة شبه سائدة، عند قائدي السيارات، ألا وهي الرعونة، وهو الأمر الذي يؤدي إلى العديد من حوادث الطرق، لعل آخرها حادث بلبيس الأليم، والذي راح ضحيته 7 عمال وإصابة 10 آخرين، في طريق عودتهم من عملهم في العاشر من رمضان. تفاصيل هذا الحادث وغيره من حوادث الطرق، والتي حدثت في خلال شهر رمضان، قبل ساعات من آذان المغرب. والإجابة عن السؤال لماذا ترتفع حوادث الطرق فى رمضان مقارنة بالأيام المعتادة؟، هذا ما سيجيب عليه المتخصصون خلال هذا التقرير.

بعد أن أنهى 17 عاملا عملهم في مدينة العاشر من رمضان بالشرقية، استقلوا سيارة لتعود بهم إلى منازلهم في قرى عرب صبيح وسندنهور وكفر أباظة، التابعين لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية، وهناك أمام مزلقان قرية أولاد سيف، في طريق الزقازيق بلبيس، اصطدمت السيارة التي تقلهم بسيارتين أحدهما نقل والأخرى نصف نقل، وأسفر الحادث عن وفاة 7 أشخاص، منهم ثلاثة أشقاء، وإصابة 10 آخرين.

وعليه، تم نقل المصابين إلى مستشفى بلبيس المركزى، لتلقي الإسعافات الأولية والرعاية اللازمة، والتحفظ على الجثامين بثلاجة حفظ الموتى بالمستشفى، تحت تصرف النيابة العامة.

بعد الحادث، باشرت النيابة العامة التحقيق في الواقعة، وقررت حبس 3 سائقين، أربعة أيام على ذمة التحقيقات، وصرحت بدفن الجثامين السبعة وتسليمهم لذويهم تمهيدًا لدفنهم، إلى جانب انتداب لجنة من الفحص الفني بوحدة المرور لفحص السيارات وتحديد سبب الحادث. واستعجال طلب تحريات المباحث حول الواقعة.

طبيب العلاج الطبيعي

 في مدينة الأقصر، توفي الدكتور محمد النوبي، الذي يعمل في قسم العلاج الإشعاعي داخل مستشفى شفاء الأورمان لعلاج السرطان بالصعيد ووالدته، إثر حادث أليم في طريق عودتهما إلى البيت بالطود، جنوب الأقصر. 

روى شهود عيان؛ أن الحادث الذي راح ضحيته الدكتور محمد النوبي، خريج كلية العلاج الطبيعي، والذي يسكن نجع المهيدات، التابع لمركز الطود، ووالدته، وإصابة 4 آخرين، كان حادث تصادم سيارتين اختل توازنهما بسبب «توك توك» دخل بينهما فجأة، مما أسفر عن اصطدام السيارتين، وراح ضحية الحادث الدكتور محمد النوبي ووالدته.

قبل محافظة الأقصر، وتحديدًا في محافظة قنا، كانت على موعد مع حادث بشع ومأساوي، عندما توفي شاب كان مغتربًا منذ عامين في المملكة العربية السعودية، وقد تحصل على إجازة ليقضي شهر رمضان مع عائلته، وعندما خرج من مطار سوهاج، متوجهًا إلى بيته في قنا، تعرض لحادث سير وتوفي على أثره.

أراد رمضان الشمندي، شاب في العقد الثالث من عمره، أن يفاجئ أسرته بقدومه من الغربة لقضاء شهر رمضان معهم، وعليه لم يبلغهم بموعد وصوله، وفي الموعد المحدد، كان على متن الطائرة التي استقلها ظهرًا من الرياض، في طريقها إلى مطار سوهاج الدولي.

بالفعل وصل إلى مطار سوهاج في حدود الساعة 3، وخرج من المطار واستقل سيارة تقله إلى بلدته، قرية تيجة، التابعة لمحافظة قنا. 

في الطريق، تعرض الميكروباص الذي يستقله رمضان الشمندي، لحادث أليم على طريق سوهاج قنا، وانتقل على إثره إلى مستشفى قنا، لكن لم تفلح محاولات إسعافه.

وصل الخبر إلى أسرته في القرية، مما أصابهم بالذعر، فالشاب كان منذ أيام هاتفهم من المسجد الحرام وقال لهم بأنه يقضى مناسك العمرة، أول أيام الشهر الفضيل، وعرفوا أن الشاب ما يأن أنهى عمرته، حتى ذهب إلى المطار ليعود إلى قريته، ويفاجئ أسرته بقدومه، لكنه قبل أن يراهم، وقبل أن يروه، لقي ربه، وراح ضحية حادث أليم.

ضحية سوهاج

في محافظة سوهاج،  وتحديدًا في قرية روافع القصير، تعرض الشاب، محمد عبد الراضي، صاحب الـ ٢٢ عامًا، قبل نحو ساعة من إفطار خامس أيام شهر رمضان، لحادث أليم راح ضحيته.

تفاصيل هذا الحادث أوضحها أحد جيرانه، ويدعى عبد الرحمن على؛ أن محمد عبد الراضي كان في طريق عودته إلى بيته قبل ساعة من المغرب، وأثناء ذلك، اصطدمت السيارة التي يستقلها بسيارة أخرى على طريق سوهاج الزراعي.

وأضاف: «بعد الحادث تم نقله إلى مستشفى سوهاج المركزي لإسعافه، لكنه فارق دنياه قبل محاولات إسعافه».

من محافظة سوهاج ننتقل إلى محافظة أسيوط، وتحديدًا في طريق أبنوب أسيوط، عند مدخل مدينة أبنوب، عندما اصطدمت سيارة ملاكي بسيارة ميكروباص، في تاسع أيام شهر رمضان.

كان محمد فرحان محمد سالم، البالغ من العمر ٣٠ عامًا بصحبة والده، البالغ من العمر ٦٠ عامًا في طريق عودتهم من مدينة أبنوب، إلى قرية العصارة، التابعة لمركز الفتح، وأثناء خروجهم من مدينة أبنوب، وتحديدًا عند مدخل المدينة، اصطدمت بهم فجأة سيارة ميكروباص من الأمام كانت تسير في الطريق بطريقة مخالفة، مما أدى إلى تحطم السيارة الملاكي التي كان يستقلها محمد وأبيه، وأسفر الحادث عن وفاة الشاب، وتم نقل جثمانه إلى مستشفى أبنوب، ونقل الأب المصاب إلى مستشفى الجامعة.

التدخين

في حديثه لـ«أخبار الحوادث»، أوضح اللواء مدحت قريطم، مساعد وزير الداخلية للشرطة المتخصصة الأسبق؛ أن سبب كثرة حوادث الطرق في نهار رمضان، ترجع إلى أكثر من سبب، منها أن السائقين، الأغلبية منهم يدخنون، وبالتالي تأثير الامتناع عن التدخين أثناء الصيام يؤثر عليهم، وهم ما يجعلهم يتخذون قرارات أثناء القيادة ليست صحيحة، وتؤدي إلى كوارث.

وأضاف؛كذلك الإهمال والتسرع، سببان في كثرة حوادث الطرق، لأن الكثير من سائقي السيارات يعانون من الإهمال، إهمال سلامة السيارة، إهمال القيادة الصحيحة، إهمال الالتزام بالإشارات المرورية، إهمال اتباع إجراءات السلامة، ضف إلى ذلك التسرع، والذي يودي بحياة الكثيرين إلى التهلكة.

واختتم مساعد وزير الداخلية للشرطة المتخصصة الأسبق، أن وزارة الداخلية، دعمت الطرق بالرادارات الحديثة للحد من الحوادث أعلى الطرق، والمراقبة الدقيقة للحالة المرورية، إلى جانب وجود إشارات مرورية في كل جانب، وهذا ما رجحته الدراسات العلمية والمرورية، والتي أكدت بأن العنصر البشري السبب الرئيسي وراء الحوادث.

مخدرات وانسولين

وأوضح برهان الدين على، أحد المسعفين، في حديثه لـ«أخبار الحوادث»، تعقيبًا عن حوادث الطرق، قائلًا: «أنا مسعف أعمل في إسعاف القاهرة، أتابع يوميًا في عملي الكثير من حوادث الطرق، خاصة في شهر رمضان، منها ما يحدث بسبب سرعة طائشة، ومنها ما يحدث بسبب إهمال، لكن حواث التصادم، في نهار رمضان، لها أسباب أخرى، منها مثلًا أن كثيرًا من سائقى النقل، يتعاطون المخدرات، وهو ما يؤثر عليهم أثناء القيادة، وقد يصل الأمر إلى تعرضهم لحوادث طرق.

وأضاف: «الأمر الأخر المُلاحظ، لحوادث الطرق قبل الإفطار خاصة، أن بعض السائقين، يتخذون من هذه اللحظات ذريعة لأن يقود سيارته بسرعة طائشة، بحجة أنه يريد أن يصل الى بيته قبل الإفطار، لكن لا يعرف أنه بهذا التصرف يعرض حياته وحياة الآخرين للخطر».

واختتم: كل هذا إلى جانب بعض المصابين بأمراض مزمنة، كالسكر مثلا، والذين يحتاجون إلى جرعة الإنسولين، وهو الأمر الذي يؤدي إلى ضعف الحالة العامة لصاحبها، وبالتالي يؤثر على تركيزه أثناء القيادة.

نقلا من عدد أخبار الحوادث بتاريخ 20/4/2023

أقرأ أيضأ : دماء أسفل عجلات استهتار قائدي السيارات