السبت، 22 أبريل 2023 - 08:22 م

الحدث المهم فى رمضان هو إفطار العريش على الشاطئ الساحر، بامتداد ستة كيلو مترات وحضور 21 ألف شخص، وإذا قلت «والله زمان» فهذا لا يعبر عن الواقع لأن المدينة لم تر أبدا مثل هذه الاحتفالية المبهجة.
من المساعيد حتى منطقة ظلال النخيل والأنوار والزينات والبالونات والموائد العامرة، خرجت رسالة قوية بأن سيناء تطهرت من الإرهاب، ورحل الخوف دون رجعة، وعادت الحياة فى أبهى صورها.
ولو تذكرنا منذ سنوات كانت الدنيا غير الدنيا، وكان وحوش الظلام يعربدون بأسلحتهم وسياراتهم فى المنطقة، وينشرون الرعب والقتل ويهددون الأبرياء، ولم تكن عملية اجتثاثهم سهلة، بل كانت أصعب من خلع الظفر من اللحم.
والثمن كبير بتضحيات ودماء وأرواح الشهداء، ثمنا للحرية والأمان والكبرياء، كبرياء دولة حاولوا الاستهانة بها، ورفعوا السلاح فى وجهها، فكان الرد عنيفا «سيناء مقبرة الإرهاب».
والفضل لأهله وهم أبناء القوات المسلحة والشرطة وأبناء سيناء والدولة القوية ويساندهم المصريين جميعا، فكان التوفيق من عند الله.
أتذكر ما قاله الرئيس بأن الدولة ستكون باطشة مع من يرفع السلاح فى وجه الدولة، فحياة الناس وأمنهم واستقرارهم لن تكون أبدا رهنا لمغامرات الأشقياء، الذين تصوروا أنه يمكن أن يكون لهم موضع قدم على أرض سيناء.
وماذا بعد؟.. سيناء تفتح ذراعيها للخير، لتحل أشجار الزيتون وأعواد القمح والمشروعات الكبرى، محل السيارات المفخخة والألغام والمتفجرات، وعقدت الدولة العزم على أن تكون «جنة سيناء».
>>>
شهد رمضان أكبر تحد للأزمة الاقتصادية بموائد الرحمن بشكل غير مسبوق، بعد إثارة المخاوف من الغلاء فى الشهر الكريم.
وكان رمضان بحق كريما على المصريين بتعاطفهم وتراحمهم واصطفافهم وتقديم العون والمساعدة، وتوزيع ملايين الشنط الرمضانية، ونشر آلاف من منافذ توزيع السلع بأسعار مخفضة، ليمر الشهر الكريم دون أزمات.
ويلفت النظر ويشد الانتباه العدد غير المسبوق من موائد الرحمن، وسباق الناس وأهل الخير للمشاركة فيها، وكان البعض يؤكد أن التقشف سيكون غالبا بسبب ارتفاع الأسعار، ولكن «عمار يا مصر» يحميها المولى ويرزقها من حيث لا يحتسب أحد.
>>>
كان رمضان هذا العام استثنائيا فى الملايين الذين احتشدوا فى الخلاء والساحات المفتوحة لأداء صلاة العيد، والناس مشتاقون لاستعادة العادات والتقاليد الجميلة فى الاحتفال الجماعى بالأعياد.
وارتفعت التكبيرات تعانق السماء، رجال ونساء وأولاد وبنات وشباب وشيوخ و«الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد».. وكل سنة وأنتم طيبون.