الأحد، 23 أبريل 2023 - 12:58 م

الشرقية: إسلام عبدالخالق

  «التربية قبل التعليم».. شعار يُعلي دومًا من قيمة التربية في طريق العلم، ويزيد من قيمة وقامة دور المدارس وساحات تحصيل العلم خاصةً مدارس النشء ومرحلة التعليم الأساسي، إلا أن ما حدث داخل مدرسة في مدينة العاشر من رمضان أمر جاء مغايرًا لكل ما اعتدناه وانتظرناه من مكان من المفترض أن يُخرج لنا أجيالا قادرة على صون ثقافة الوطن وآدابه قبل علمه؛ إذ أقدمت طالبة على الاعتداء بالضرب وشد شعر زميلةً لها داخل أحد الفصول، وسط غياب تام لأي دور إشرافي، وكانت المُحصلة إصابة الطالبة المُعتدى عليها بكدمات وزرقان بالغ الأثر في منطقة البطن، فضلًا عن نزيف داخلي جراء الواقعة.

تقول السيدة «شيماء مصطفى»، والدة الطالبة المجني عليها «لمار إيهاب» بالصف الأول الإعدادي؛ إن الواقعة تعود إلى يوم الأحد الموافق الخامس من شهر مارس الماضي، بالتزامن مع حضور ابنتها لأداء امتحانات الشهر في مدرسة بمدينة العاشر من رمضان، حيث كانت ابنتها في المدرسة خلال فترة الامتحانات داخل الفصل هناك، قبل أن تحدث مشادة بينها  وزميلة لها في الفصل تُدعى «ريماس ع»، وذلك حال محاولة «لمار» جذب انتباه زميلتها بضرورة إنزال تيشيرت ترتديه لأجل أن يغطي جزءًا ظاهرًا من جسدها.

وأوضحت والدة الطالبة المجني عليها: «بنتي قالت لها نزلي التيشيرت علشان جسمك باين، لكن البنت ردت بأسلوب لا يليق وحصلت مشادة وسباب من البنت اللي ضربت بنتي بعد ما قالت لها بالنص هجيبك من شعرك، وبعدها ضربتها في بطنها وبقت تمسك راسها وتخبطها جامد في حائط الفصل».

وأشارت والدة الطالبة المعتدى عليها، خلال حديثها لـ «أخبار الحوادث»، أنها لم تكتشف إصابات ابنتها أو تعرف بها إلا في اليوم التالي للواقعة، حين لاحظت هذلان ابنتها ونومها الطويل وشكواها من وجود نزيف، منوهةً بأنها حين تحدثت مع ابنتها أكدت الفتاة لها على تعرضها للضرب من جانب زميلتها «ريماس»، وسط تأكيد على أن الأخيرة قد كالت لها السباب والضرب وجذبتها من شعرها وتسببت في إصابتها بكدمات بالغة وزرقان في منطقة البطن.

تهديد ورفد

والدة «لمار» قالت إنها قد توجهت بابنتها إلى إحدى المستشفيات الحكومية لتوقيع الكشف الطبي عليها، وهناك تبين إصابة الفتاة بعدة كدمات بالغة في منطقة البطن وعضلات البطن، فيما أشارت الأم إلى أن ابنتها قد أصيبت بكدمات بالغة جراء ما تعرضت له، فضلًا عن إصابتها بنزيف، وحين حاولت الفتاة اللجوء إلى اخصائية المدرسة اكتفت الأخصائية بإعطاء البنت فوطة صحية فقط دون سماع شكواها أو حتى التعامل معها، وسط تأكيد على أن اخصائيات المدرسة الثلاث قد استدعين ابنتها لأجل تهديدها ووعيدها دون اتخاذ أية إجراءات حيال الطالبة المعتدية.

وأوضحت الأم، خلال حديثها لـ «أخبار الحوادث»؛ أن ابنتها قد أخبرتها كذلك بأن والدي زميلتها التي اعتدت عليها قد حضرا إلى المدرسة في اليوم التالي وعنفاها وطالباها بالاعتذار لابنتهما، مضيفة: «والد البنت مسك بنتي من ياقة ملابسها وقال لها لو اتعرضتي لبنتي تاني مش هيحصل لك كويس، وكأن بنتي هي اللي ضاربة مش المضروبة»، قبل أن تؤكد على أن ما حدث تسبب في دخول ابنتها في حالة نفسية سيئة، قبل أن تؤكد كذلك على أن ابنتها قد أخبرتها بأن الأخصائية قد عنفتها بعد واقعة الضرب الذي تعرضت له على يد زميلتها، دون تعنيف زميلتها، فضلًا عن توجيه الأخصائية اللوم لها: «قالت لها انتي مرفودة لمدة أسبوعين».

بلاغ ومحضر

حررت والدة الطالبة «لمار» المحضر رقم 2727 جنح قسم أول شرطة العاشر من رمضان لسنة 2023، تتهم فيه الطالبة «ر. ع»، زميلة ابنتها، بأنها في يوم 5 مارس الماضي، وأثناء اليوم الدراسي فى المدرسة، قد تعدت بالضرب على ابنتها «لمار إيهاب وذلك بالضرب في بطنها وإحداث إصابة لها.

التقرير الطبي الصادر بشأن الواقعة من مستشفى التأمين الصحي في مدينة العاشر من رمضان بتاريخ 7 مارس الماضي، أكد على أنه بتوقيع الكشف الطبي على الطالبة المجني عليها تبين وجود كدمات عديدة بجدار البطن ووقوع كدمات زرقاء بالجلد ووجود كدمات بعضلات البطن.

وأكدت والدة الطالبة المجني عليها، على أنه قد تقدمت بمذكرة إلى النيابة العامة في مدينة العاشر من رمضان، اتهمت خلالها كلًا من: مدير مدرسة، والمشرفين عن الدور الذي حدثت فيه الواقعة بالمدرسة، والأخصائيات بالمدرسة وولي أمر الطالبة المعتدية على ابنتها في أثناء وجودها في المدرسة، مشيرةً إلى أن الاعتداء على ابنتها تسبب في حدوث إصابتها بنزيف بالغ لها، فضلًا عما تعرضت له من إصابات وكدمات تركت أثرها لعدة أيام.

وتقدمت والدة الطالبة المجني عليها كذلك بمذكرة شكوى إلى وكيل وزارة التربية والتعليم في محافظة الشرقية، أكدت خلالها على أن ابنتها قد تعرضت للضرب المبرح والمميت دون رقيب ولا رادع داخل أحد فصول المدرسة أثناء فترة الفُسحة، مؤكدةً على أن الاعتداء حدث من جانب الطالبة المعتدية على ابنتها أمام جميع زملائها، وحين لجأت ابنتها المجني عليها إلى اخصائية المدرسة لطلب المساعدة وهي داخل المدرسة حال حدوث نزيف تسبب في غرق الملابس الداخلية للبنت، لجأت على إثره إلى الاحتماء بدورة مياه المدرسة، واكتفت الأخصائية بإعطاء البنت فوطة صحية فقط دون سماع شكواها أو التعامل معها، في إشارة من والدة الطالبة المجني عليها إلى أن اخصائيات المدرسة الثلاث قد استدعيا ابنتها لأجل تهديدها ووعيدها والنيل منها عمدًا دون إعلاء لأية قيم تربوية أو تعليمية.

تحقيق

من جانبه، أكد محمد رمضان غريب، وكيل مديرية التربية والتعليم في محافظة الشرقية، على أن الواقعة لا تزال قيد التحقيق، منوهًا باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال المقصرين في الواقعة فور انتهاء التحقيق من جانب الجهات المعنية.

وأشار محمد رمضان غريب، وكيل مديرية التربية والتعليم في محافظة الشرقية، خلال تصريحاته لـ«أخبار الحوادث»، إلى أنه قد تم التوجيه بفتح تحقيق موسع بشأن واقعة اعتداء طالبة في الصف الأول الإعدادي على زميلة لها داخل أحد فصول المدرسة، وذلك فور ورود بلاغ الواقعة، مؤكدًا على أنه سيتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال المقصرين فور انتهاء التحقيق في الواقعة.

وأكد وكيل مديرية التربية والتعليم في محافظة الشرقية، على أنه فور ورود مذكرة من جانب والدة الطالبة المعتدى عليها تم فتح تحقيق موسع، وسط عناية كبيرة واهتمام خاص من جانب محمد فؤاد الرشيدي، وكيل وزارة التربية والتعليم في محافظة الشرقية، الذي أكد على متابعته سير التحقيقات بنفسه، قبل أن يؤكد على إعلان نتيجة سير التحقيقات ومحاولة المقصرين واتخاذ الإجراءات اللازمة حيالهم فور نهاية التحقيقات من جانب إدارة الشؤون القانونية في ديوان عام مديرية التربية والتعليم في محافظة الشرقية. 

نقلا من عدد أخبار الحوادث بتاريخ 20/4/2023

أقرأ أيضأ : الأمن العام يضبط 20 ألف قطعة ألعاب نارية بالبحيرة