جانب من الندوة
جانب من الندوة


ندوة في المجلس الأعلى للثقافة.. «الدراما أداة لقراءة المجتمع»

أخبار الأدب

الأحد، 23 أبريل 2023 - 01:24 م

منى عبد الكريم

نظمت لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والانثربولوجيا بالمجلس الأعلى للثقافة، ندوة حول «الدراما الرمضانية وثقافة المجتمع» أدارها د. أحمد مجدى حجازى مقرر اللجنة، وشارك فيها د. حامد عبده الهادى أحمد أستاذ ورئيس قسم الاجتماع بكلية الآداب جامعة الزقازيق، د. سهير عبد السلام حنفى أستاذ الفلسفة السياسية وعضو مجلس الشيوخ، والناقد السينمائى والصحفى عصام زكريا. 

فى البداية أشار عصام زكريا إلى أن الفن له تعريف ووظائف لابد من معرفتها أولا قبل البحث فى جانبه الاجتماعى، لكن الرأى المسبق الذى يقتضى أن الفن بمثابة موعظة أو حكمة أو درس اجتماعى يجعلنا نظلم الفن والقضايا الاجتماعية معا، لابد أن ندرك أن الفن يخاطب الجزء اللاواعى أو الباطن من عقل الإنسان.

واستكمل زكريا: الفن نشاط إنسانى بعمر وتاريخ الإنسان نفسه، وإذا عدنا للحضارة الفرعونية أو الصينية أو الفينيقية أو الهندية؛ باعتبارها أقدم الحضارت، سنجد أن الفن كان جزءا أساسيا من نشاطها، حتى وإن اعتبروه فى معظمها شعائر وطقوس دينية، فقد وُلد المسرح فى المعابد، وهو أحد الفنون التى كانت تمارس كنوع من الصلاة، ولذلك أرى أن العلاقة بين الفن والدين ممتدة وتكاملية وليست صراع كما يبدو أحيانا.

أما د. سهير عبد السلام فتساءلت: هل الفن منوط بترسيخ القيم الإيجابية فى المجتمع أم أنه إبداع له مطلق الحرية وفق ما يراه القائمون عليه؟ ثم استطردت: البعض اعتبر أن الفن له رسالة سامية وأن التعامل معه لابد أن يكون كالتعامل مع الطبقة الأرستقراطية. وفكرة أن يحمل الفن رسالة ليست بالضرورة تقييدا للإبداع، ولكن لابد أن يكون فى الأعمال قدر من التوجيه. كنا نسخر أحيانا من الدراما القديمة التى ينتصر فيها الخير فى النهاية دائمًا، لكنها فى الحقيقة أثرت فى تكويننا الشخصى والنفسى بشكل كبير جدًا، وبالتالى ليس معنى نقدنا لهذا النوع من الدراما أن نلغيه تمامًا.

وأضافت د. سهير: الدراما الرمضانية لعبت دورًا مهمًا جدًا على مر التاريخ، فأعمال الجاسوسية مثل رأفت الهجان ودموع فى عيون وقحة، كانت تنمى الحس الوطنى عند الجمهور وتوعيه بألا ينساق وراء أى أحد وأن يكون له حضور فى الأمن القومى. ومسلسل مثل «هى والمستحيل» أو «تحت الوصاية» ناقش قضايا اجتماعية غاية فى الأهمية. لكن فى المقابل؛ نجد أعمالا درامية أخرى تخلق صورة مبتذلة للمرأة المصرية لا تشبه الواقع. وكذلك الحارة؛ لماذا تكون كلها مجرمين ومنحرفين وإرهابيين؟ رغم أنها منبع المجتمع المصرى وبها أهم القيم. ولماذا تميل لغة التعامل الدرامية إلى العنف؟ وتجعل من يتزوج أربعة ويهين زوجاته بطلا. هذا ليس الرجل المصرى ولا تلك هى المرأة المصرية.

بينما تحدث د. حامد عبده الهادى عن المظاهر المجتمعية المرتبطة بشكل رمضان، وما يشوبها من إيجابيات وسلبيات، وعرض مقطعًا مصورًا لإفطار المطرية الجماعى، كأحد مظاهر السلوك الإيجابى للمصريين فى رمضان. وهو ما عبّر د. حجازى عن اعتراضه عليها، مشيرًا إلى أن هناك سبلاً أخرى للإنفاق أفضل من موائد الرحمن، كالبحث عن تمويل لخلق فرص عمل للمواطنين.

وشهدت مداخلات الحضور فى النهاية تطرقا إلى بعض المسلسلات وتأثيرها الملموس فى محيط كل منهم، ومن بينها «الكتيبة 101» و«تحت الوصاية» و«الهرشة السابعة» و«جعفر العمدة». كما أجرى عصام زكريا نقاشا مع عدد من الحضور كمشاهدين.

ومن جانبها تحدثت د. سهير عن مسلسل «المداح» مشيرة إلى كارثية ما يرسخه من قيم وما يسببه من إفساد لعقول الشباب. 

واختتم الناقد عصام زكريا قائلا: ليس دورنا أن نوجّه الفن أو نفرض عليه وصاية، ولكننا كمتخصصين علينا قراءة المجتمع من خلال الفن وليس العكس، وخاصة المسلسلات ذات الشعبية الكبيرة، هذا ما تفعله الجامعات فى العالم كله حاليًا. 

نقلا عن عدد أخبار الأدب بتاريخ 23/4/2023

أقرأ أيضأ : حكايات| «منابر المساجد».. إبداع عابر للعصور

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة