الأحد، 23 أبريل 2023 - 05:36 م

شهد اليوم الثالث والأخير من هدنة عيد الفطر فى السودان اشتباكات بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع فى الوقت الذى واصلت فيه دول العالم جهودها لإجلاء بعثاتها الدبلوماسية ورعاياها بعدما أسفرت المعارك المستمرة منذ أكثر من أسبوع عن مقتل 420 شخصًا وإصابة 3700 آخرين.

وأعلن الرئيس الأمريكى جو بايدن فجر اليوم الأحد أن القوات الأمريكية نفّذت بناء على أوامره «عملية» لإخراج موظفين حكوميين أمريكيين من السودان. وقال بايدن فى بيان «أنا فخور بالالتزام غير العادى لموظفى سفارتنا فى الخرطوم الذين أدوا واجبهم بشجاعة ومهنية». وأعرب عن شكره لـ«المهارة الفائقة لجنودنا الذين قاموا بنقلهم إلى بر الأمان»، مضيفا أن جيبوتى وإثيوبيا والسعودية ساعدت فى هذه العملية. كما حض بايدن على «وقف فورى وغير مشروط لإطلاق النار» و«وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق» واحترام «إرادة شعب السودان».

وأوضح مسئول كبير فى الخارجية الأمريكية جون باس أن «أكثر من مائة» شخص بينهم عدد من الدبلوماسيين الأجانب تم إخراجهم فى عملية بواسطة المروحيات. ونفى باس ما ذكرته قوات الدعم السريع عن إجراء عملية الإجلاء بالتعاون معها وأوضح أن التعاون اقتصر على عدم إطلاق النار على الدبلوماسيين.

وشارك أكثر من مائة من عناصر العمليات الأمريكية الخاصة فى عملية الإجلاء التى ساهمت فيها ثلاث مروحيات من طراز «إيتش-47 شينوك» توجهت من جيبوتى إلى إثيوبيا ثمّ إلى الخرطوم حيث بقيت لأقل من ساعة فى المطار. لكن لم يتمّ إجلاء المواطنين الأمريكيين الآخرين الذين يقدر عددهم بنحو 16 ألف شخص والعالقين فى السودان ولا عملية إجلاء مقرّرة لذلك «فى الوقت الحاضر».

◄ اقرأ أيضًا | بايدن: إجلاء الدبلوماسيين الأمريكيين من السودان

وفيما بدا أنه سباق مع عقارب الساعة لإجلاء الرعايا، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس بدء «عملية إجلاء سريع» شملت بعثتها الدبلوماسية ومواطنين فرنسيين وأيضا مواطنين أوروبيين وآخرين من «دول شريكة وحليفة» دون تقديم المزيد من التفاصيل. ونقلت شبكة سكاى نيوز عربية عن مصدر بالخارجية الفرنسية قوله إن عمليات الإجلاء مستمرة. 

جاء ذلك بعدما اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات ضد حق بعثات دبلوماسية أجنبية. وقال الجيش فى بيان إن قوات الدعم السريع أطلقت النار على موكب الرعايا الفرنسيين مما أدى إلى عودتهم وتعطيل عملية الإجلاء، مشيرًا إلى إصابة أحد الفرنسيين بعيار نارى.

وأوضح البيان أن الانتهاكات تضمنت الاعتداء على موكب السفارة القطرية المتجه إلى بورتسودان ونهبهم فضلا عن سرقة السيارة الدبلوماسية الخاصة بالسفير الماليزى. 

وفى بريطانيا قالت الحكومة إنها تعد لإجلاء مواطنيها من السودان بالتنسيق مع الحلفاء الغربيين. وأعلنت إيطاليا أنها تضع خطة لاستعادة وضمان سلامة مواطنيها. 

وفى العراق، أعلنت وزارة الخارجية اليوم الأحد أن بغداد تستعد لإجلاء رعاياها من السودان بالتعاون مع عدد من الدول العربية. ودعا المتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف الجالية العراقية فى الخرطوم إلى التسجيل الفورى للعودة للبلاد معربًا عن شكره لجهود الدول الشقيقة فى التعاون لإنجاح عمليات الإجلاء. 

كما أعلنت الخارجية التركية اليوم الأحد «إجلاء مواطنيها من السودان برًا عبر المرور بدولة ثالثة» دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل. وقالت الوزارة إن الإجلاء سيشمل أيضًا «رعايا دول ثالثة طلبوا المساعدة». وكشفت سفارة تركيا فى الخرطوم عن تأجيل موعد إجلاء الاتراك فى حى كافورى شمال العاصمة السودانية «حتى إشعار آخر» بسبب انفجار وقع صباح أمس قرب مسجد مخصص كموقع للتجمع.

وأعلنت الخارجية اللبنانية متابعتها لأوضاع اللبنانيين الموجودين فى السودان واستمرار الاتصالات الدبلوماسية لترتيب عملية إجلاء رعاياها.
وأمس السبت، نفذت السعودية أول عملية إجلاء معلنة لمدنيين من السودان حيث نقلت قواتها البحرية أكثر من 150 شخصا من السعوديين ورعايا 12 دولة أخرى عبر البحر الأحمر من بورسودان إلى جدة.

من جهة أخرى أطلقت حديقة السودان للحياة البرية، اليوم الأحد نداء مساعدة للحيوانات الموجودة فى الحديقة من بينها 25 أسدًا جائعًا، مع انقطاع الكهرباء ونقص الطعام وقالت فى بيان نشر على وسائل التواصل الاجتماعى إن «وضع الحديقة والحيوانات أصبح حرجًا للغاية».