الأحد، 23 أبريل 2023 - 06:06 م

لقد كانت بريطانيا وستظل دائما عدونا الأبدي، على الأقل حتى تذهب جزيرتهم المتعجرفة إلى أعماق البحر، بسبب الموجة التى سيحدثها أحدث نظام أسلحة روسي بهذا التهديد القوى الواضح الذى لا لبس فيه رد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميترى ميدفيديف، على انجلترا بعد أن فرضت حكومة ريشى سوناك رئيس وزراء المملكة المتحدة عقوبات على قاضٍ و 2 من مواطنى بلاده.

و لا يبدو تصريح ميدفيديف بعيداً كثيراً عن تهديد الرئيس بوتين العام الماضى عندما قال بأنه إذا ما أقدم حلف الناتو على ضم أوكرانيا إلى عضويته وانتقل إلى تفعيل البند الخامس من ميثاقه للدفاع المشترك ، فإن ذلك سينقل الحرب إلى مرحلة مختلفة كلياً ذلك أنه رغم التفوق المعروف لقوة الناتو الموحدة إلا أن بلاده تحتفظ بقوة ردع نووية وصاروخية هى الأكبر و الأكثر تطوراً مقارنة بما لدى الحلف وستلجأ إليها لحسم أى حرب.

يقف العالم إذن إزاء احتمالات شبه مؤكدة بأن حرباً نووية واسعة النطاق هى واقعة لا محالة إن استمر الغرب على نزق سياساته العدوانية تجاه روسيا القوية و التى لا تعدم حلفاء حول العالم.
و الواقع أنه عندما انتقلت دول حلف ( الناتو) من دعمها للجيش الأوكرانى بالأسلحة الخفيفة إلى تزويده بالدبابات و الطائرات المقاتلة ووسائل الدفاع الجوى المتقدمة فإنها بذلك أعلنت تصعيداً جديداً أكثر خطورة على طريق الحرب المفتوحة المباشرة على روسيا ، التى ليس من المتصور احتفاظها بالسكون فى مواجهة ما صار يمثل تهديداً حقيقياً لوجودها.

و المؤسف أن الغرب يعلم بالضرورة أن صبر روسيا لن يطول و أن شكل الحرب وعملياتها الجارية بنوعيات السلاح و حجم القوات المشاركة فيها و التزاماتها الإنسانية كل ذلك سيتغير و يتبدل بالضرورة حال شعرت روسيا بعجز عن تحقيق انتصار استراتيجى فى الحرب الأوكرانية و ما قد يتفرع عنها من عمليات عسكرية تقود إلى مواجهة شاملة يرجح أن تكون نووية دفاعاً عن الوجود و هو ما يعنى دماراً هائلاً ومئات الملايين من الضحايا بما سيغير حتماً وجه الحياة على الأرض ، «هذا» عالم دموى مجنون .