كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

كرم جبر يكتب: عيد تحرير سيناء

كرم جبر

الأحد، 23 أبريل 2023 - 06:45 م

وكان الطريق الى 25 أبريل مليئا بالبطولات والتضحيات حربا وسلما ، وأهم الدروس المستفادة أن جيش مصر هو صمام الأمان ، ويفتدى البلاد ويصون استقلالها وكرامتها وكبريائها .

25 أبريل ١٩٨٢ عيد تحرير سيناء ، بعد انسحاب آخر جندى إسرائيلى منها ، وفقا لمعاهدة كامب ديفيد، ما عدا مدينة طابا التى تم استردادها لاحقا بالتحكيم الدولي، وكانت مع معركة دبلوماسية شرسة، استمدت قوتها من الانتصار العسكري فى حرب اكتوبر المجيدة. وكان الاحتفال بعودتها فى ١٩ مارس ١٩٨٩ وهو اليوم الذى رفعت فيه مصر العلم فوق كامل ترابها الوطنى.

ماذا لو لم يتحقق الانتصار ولم يتم تحرير سيناء؟ .. كان مستحيلاً أن يصبر المصريون على شبر واحد من أراضيهم ينام فى أحضان الاحتلال، وكان مستحيلاً أن تستمر البلاد رهنا لحالة اللاسلم واللاحرب ، وتظل أبواب الأمل مغلقة فى وجه شبابها، الذى كان ينتظر السلام والتطلع الى المستقبل.

بالفعل كانت أياماً صعبة ومريرة،ولا يعرف قسوتها الا من عاصرها ولم تذق جفون الوطن طعم النوم، وربط المصريون الحزام على بطونهم ووفروا لقمة العيش من أجل اليوم العظيم.. تحرير سيناء.

كان نصراً عظيماً، ثمنه أرواح الشهداء والتضحيات وفاتورته باهظة تحمّلها المصريون عن صبر ورضا، لأن الأرض هى العرض وكان مستحيلاً أن يستمر احتلال سيناء أكثر من ست سنوات.

ولا يعرف مرارة الانكسار الا من عاش ويلاته ، فقد تعمدت إسرائيل قبل حرب 1967 "جرشكل" مصر وعبدالناصر وصعدت حروب الاستفزازانتظاراً لرد فعل غاضب واستثمار الموقف لصالحها فى شن العدوان.

وتعمد المهيجون العرب توريط عبدالناصر فى الحرب لصالحهم، ورفعوا ضده شعارات عدائية فى تظاهراتهم تنال من زعامته ، فوجد الزعيم نفسه بين فكى الكماشة ، القضية الفلسطينية والمزايدات.

صحيح أن إسرائيل كانت تمثل فى ذلك الوقت خطراً داهماً على الأمة العربية وعلى الامن القومى المصرى ، ولكنها كانت فى نفس الوقت خائفة من مصر وترتعش من عبدالناصر وزعامته ، والهزيمة هى التى جعلتها قلب أسد، وتجرأت وتمادت فى العدوان والتهام الأراضى العربية وحققت أهدافها الاستراتيجية بشكل لم تكن تحلم به.

الاحتلال والمهانة والألم والهزيمة، وانتحار الأحلام الوطنية والروح القومية ،وأصبح الحلم هو تحرير سيناء واستعادة الشموخ والكرامة والعزة والكبرياء، حتى تحقق الانتصار العسكرى الذى منح المفاوض المصري أوراق قوة لم يغرط فيها وأحسن استخدامها.

تحية للقوات المسلحة العظيمة التى تحافظ على تفوقها وقدرتها على حماية ترابنا الوطني، وتحية لرجالها الأبطال الذين يصونون أمنها واستقرارها ولا يبخلون بأى عطاء.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة