الإثنين، 24 أبريل 2023 - 01:15 م

■ بقلم :ا.د ايناس محمود حامد أستاذ الإعلام جامعة عين شمس وعميد معهد الجزيرة العالي للإعلام 

هناك الكثير من التساؤلات التى تطرح للغوص فى مكنونة المجتمع المصري مثل لماذا تقام المجتمعات الإنسانية؟ وماهى آليات تطورها؟  وهل تفاعلنا مع الاخر هو نتاج المجتمع؟..لقد حاول الكثيرون دراسة المجتمعات من منظور الفلسفة والتأمل مثل أفلاطون وارسطو والفارابى وابن خلدون وغيرهم .

ولكنى انظر اليوم لتاريخ المجتمعات والعلاقات المتبادلة للكشف عن المبادئ التي تحدد طبائعها،  حتى تتضح أن المعالم والوقائع التي تخضع لها بعض الظواهر من العمليات الأساسية التى تجرى فى الذاكرة  كاستعادة معلومات من الماضي، ثم ترميزها وتخزينها فكل منّا له ذكريات ، منها ما يبعث إلى نفسك اللحظات التي تدمع لها العين من البهجة والسعادة من الإنتصارات والأفراح ،ومنها التجارب المريرة  و الأليمة .

إن ماضي المجتمعات هو تاريخ  وخبرات لا ينكرها أحد قد نجد  دروس واقعية نتعلم منها ولكن  علينا مواكبة التطورات المتلاحقة . 

ومع أهمية مواكبة الطفرات التي حققتها التقنيات الحديثة لمخاطبة الانسانية من خلالها، والتى ظهر تأثيرها الواضح في حياتنا اليومية ، بل فتحت آفاق جديدة للإبداع فى استخدام  اساليبها الحديثة 
فنجد التخطيط للنهج الفني الدرامي وتحديده  وإنشاء تصورات من الأنشطة الخاصة بالمؤثرات البصرية  والصوتية باستخدام التقنيات الفنية  في الأفلام والمسلسلات   القائمة على البطولات والحروب فهذه التقنيات وأدواتها  المستخدمة تختلف باختلاف المواضيع والأجواء التي تقدم داخل العمل الدرامي ومنها مثلا الرسومات الحاسوبية (CGI ) والتي تهتم  بإنشاء الصور والمؤثرات الخاصة التي يصعب تصويرها بطرق تقليدية كتفجيرات القنابل او لتجسيد شخصية رحلت عنا وقد استخدمت فى فيلم 
 (   fast and furious   ) 

فى شخصية الممثل الراحل   "Paul walker"
وتقنية التصوير بالبطيء (Slow Motion): وهى التي تسمح بتصوير المشاهد ببطء شديد لتبرز تفاصيل الحركة بشكل أوضح ، كما يوجد الصوت المحيطي (Surround Sound ) وهو نظام صوت يعطى مساحة لتوزيع الصوت بشكل ثلاثي الأبعاد لتعزيز التجربة عند المتلقي ، والكاميرا اليدوية (Handheld Camera)  والإضاءة الاصطناعية (Artificial Lighting و العدسات الخاصة (Special Lenses ) وغيرها. حيث يجد المتلقى نفسه جزء من الحدث  من خلال اخراج مشاهد تجسد واقع عاشه جنودنا الأبطال مثلا  في التصدي للتكفيريين والإرهابيين في سيناء  أو أي بقعة من بقاع مصرنا الحبيبة .

كما أعجبنى  تقنيات إعلان احدى شركات الاتصالات العربية والذى يبدأ  بعصفور يغرد لطفلة صغيرة وينتهى بتقنية الهولوجرام للعندلب الأسمر عبد الحليم حافظ . 

واليوم في ذكرى تحرير سيناء يراودني  صوت فنانة الزمن الجميل شادية وهى تقول "مصر اليوم في عيد " وهى تنادى على أهالي البحيرة والصعيد والعريش الحرة وبورسعيد  لتقدم لهم البشرى أن سيناء رجعت كاملة لأبنائها .

وكنت اتمنى فى هذه الذكرى  إقامة احدى الحفلات  بتقنية الهولوجرام  للفنانة الجميلة شادية فنراها امامنا تقدم  الأغانى الوطنية  التى بمثابة توجيه للأنظار نحو أحاسيس بداخلنا من تراثنا  الاصيل  بالزمن الجميل،  فأعمالها تعد نموذجا للحماس والوطنية فهى ما زالت تحيا في وجداننا  

إن بطولات أبناء مصر التي ارتوت بها أرض سيناء و بسالة الجيش المصري ستظل   سطور من نور فى تاريخ مصر والعالم  
فكل التحية و التقدير لجيش مصر و إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي  الذى لن ننسى مواقفه لحماية الوطن فلن ننسى  تحرك الجيش المصري  عند تعرض مجموعة من المصريين للاعتداء في ليبيا بـ درنة 2015، حيث تم بعدها القضاء على العناصر الإرهابية.

كذلك سرعة تحرك القيادة السياسيةوذلك فى ضوء الأحداث الجارية بالاراضى  السودانية  لاعادة جنود مصر من ارض السودان الشقيقة حيث كانت القوات المصرية تشارك في تدريبات عسكرية مشتركة مع القوات السودانية   

وتحية تقدير لكل الجنود المصريين الذين رفعوا علم مصر  في السلم والحرب ، و على حدود مصر الشرقية بمدينة رفح بشمال سيناء وشرم الشيخ بجنوب سيناء خاصة  بعد احتلال دام 15 عاماً ليعلن هذا اليوم عيداً قومياً مصرياً 

فقد أخذ الجيش المصري على عاتقه  دائما حماية الوطن من العدوان الذى يهدد سلامته فهي  مهمة  مقدسة تتوارث جيلا بعد جيل و ملحمة وطنية وبطولات خالدة  لجنود بواسل.
وهو ما يرجعنا إلى ما روي عن عمرو بن العاص رضي الله عنه: حدثني عمر رضي الله عنه أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم يقول: «إذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها

جندًا كثيفًا؛ فذلك الجند خير أجناد الأرض» فقال له أبو بكر: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: «لأنهم في رباط إلى يوم القيامة».
فقد يكون التاريخ  من وجهة نظرنا هو اجتهاد  للبشرية  في كافة المجالات  من خلال  البحث عن العوامل التي من شأنها أن تؤثر في تشكيلها  .

ولكن تجسيدها بالتقنيات الحديثة ومتابعتنا لها ، هو ما يجعل تلك الذكريات والصور الذهنية بحلوها أو مرها  أمام اعيننا دائما فى كل ذكرياتها لترسم صورتها الذهنية للأجيال القادمة .  
فهى ليست نقطة نهاية فى كتب التاريخ نقف عندها بل هي استمرارية للنجاح والتنمية ومواكبة التطورات والمؤثرات التى تحقق الامنيات الافتراضية بجانب العمل على تحقيق واقعى للتقدم والتنمية.