صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


بعد 3 أشهر في الحبس.. براءة مدرس من تهمة خطف طفلة وهتك عرضها

أخبار الحوادث

الأربعاء، 26 أبريل 2023 - 02:26 م

■ كتبت: منى ربيع

..هتك العرض والتحرش من الجرائم المخلة التى تسيئ إلى المتهم فيها دائمًا حتى لو انتهت فترة حبسه، يكفى أن يعرف أن هذا الشخص  كان متهما بالتحرش أو بهتك العرض إلا واصبح بين يوم وليلة منبوذًا، وسيظل الاتهام يلاحقه ويسيئ إلى سمعته وسمعة عائلته هذا إن كان الاتهام حقيقي.

لكن ماذا لوحدث كل ذلك لشخص وكان الاتهام كيديا وبلا سند أو أي أساس من الصحة ؟! هنا سينطبق المثل الشعبي الذى يقول « ياما في الحبس مظاليم.”

فعلا هذا ماحدث مع مدرس شاب تم اتهامه بالتحرش بتلميذته ظلمًا ليلاحقه العار والفضيحة حتى ظهرت براءته بعد ثلاثة أشهر من حبسه.
تفاصيل القضية والتى نظرتها محكمة جنايات شبرا الخيمة ترويها السطور التالية “

منذ عدة أشهر خرج ايمن من منزله مستقلا سيارة أجرة متجهًا الى شبرا الخيمة لزيارة احد اصدقائه هناك ولأنه كان غريب على المنطقة فلم يكن يعرف الشوارع او الطريق بشكل جيد فبمجرد نزوله من السيارة بدأ يسأل على الشارع الذي يقع به منزل صديقه، حتى وصل اليه، وهناك اتصل بصديقه حتى يعرف منه رقم المنزل والذي اخبره أن منزله يقع بجانب احد المحلات.

وفي تلك اللحظة ظهرت فتاة صغيرة لم يتعد عمرها التسع سنوات واخذ ايمن يسألها ويداعب براءتها عن مكان المحل والمنزل فأخبرته الفتاة أن المنزل يقع في الجهة المقابلة وعرضت عليه توصيله وامسك ايمن بيديها وهو يشكرها وهي تشير بيدها على موقع المحل.

وفي تلك اللحظة كانت هناك سيدة تأتي مسرعة بعد نزولها من احدى سيارات الأجرة، الغضب يسيطر على ملامح وجهها وتجري مسرعة في اتجاه ايمن والفتاة الصغيرة، وبدون سابق إنذار جذبت الفتاة من يديها وامسكت بملابس ايمن باليد الاخرى وهي تصرخ فيه قائلة: كنت واخدها على فين .. انت خطفتها !

وفي تلك اللحظة بدأ العرق يتصبب من وجه ايمن وهو يقول لها انها ترشدني على عنوان، انا لم أخطفها، انتى فاهمة غلط، لكن الام لم تسمع كلمة واحدة منه وفي اقل من ثانية كان اهل المنطقة جميعهم ملتفين حول ايمن وأوسعوه ضربًا خاصة بعدما سألوا الصغيرة وردت عليهم انه فعلا طلب منها أن تأتي معه وانه قال لها انه سيأخذها إلى الملاهي.

وقعت كلمات الصغيرة على مسامع ايمن كالطامة لم يعرف لماذا تقول الصغيره هذا، لم يجد ايمن امامه سوى طلب الشرطة من الاهالي حتى يحمي نفسه من بطشهم، وفي قسم الشرطة اخذت الام تحكي انها نزلت من «الميكروباص» ورأته وهو يأخذ ابنتها ولم تكتف بذلك بل اتهمته بانه امسك بأجزاء حساسة من جسد طفلتها وكذلك اكدت الصغيرة.

بينما شهد الاهالي انهم امسكوا به بعد أن امسكت به الام وقاموا بتسليمه للشرطة، الاتهامات وقعت على مسامع ايمن كالضربة الموجعة فجأة وبدون سابق إنذار وجد نفسه متهمًا بالخطف وهتك العرض وهو المدرس الشاب المشهود له بالاخلاق الحميدة بين الجميع.

امام رجال الشرطة انكر ايمن الاتهامات الموجهة اليه إلا انهم لم يصدقوه وتم إحالة المحضر إلى النيابة وهناك حاول ايمن جاهدًا إنكار الاتهام مؤكدًا أنه كان في الشارع في الثالثة ظهرا امام مرأى ومسمع من الجميع فكيف يخطف طفلة في هذا التوقيت لكن كافة الأدلة كانت ضده ولم يستطع اثبات العكس لتصدر جهات التحقيق قرارها بحبسه.

اقرأ أيضًا | النقاب والجريمة.. المليونيرة النصابة جمعت 6 ملايين جنيه بالنقاب

سقط ايمن مغشيًا عليه من هول الصدمة فهو لم يفعل ذلك  ولم يمس  الصغيرة بسوء يستحق عليه هذا الظلم، لم يصدقه احد وبعد انتهاء الاربعة ايام اصدر قاضي المعارضات قرارًا آخر بتجديد حبسه ١٥ يومًا واستمر تجديد حبس ايمن شهر وراء شهر حتى اصبحت المدة ثلاثة اشهر قضاها ايمن وهو يناجي ربه طالبًا منه أن تظهر براءته حتى أحالت النيابة القضية إلى محكمة جنايات شبرا الخيمة برئاسة المستشار خالد الشباسي.

وداخل قفص الاتهام مثل ايمن امام المحكمة وتلت النيابة قرار الإحالة باتهامه بخطف الصغيرة وهتك عرضها ونظرًا لحساسية القضية قررت المحكمة استجواب كافة الأطراف في غرفة المداولة.

وبدأ المستشار خالد الشباسي في الاستماع لأقوال ايمن والذي اكد انه كان في زيارة لصديقه وأن لديه ما يثبت ذلك بوجود رسالة موجهة من صديقة على تطبيق «الواتس آب « وطلب من المحكمة التحقق من كلامه واستدعاء صديقه للشهادة كما اكد للمحكمة أن هناك احد الاشخاص من اسرة الفتاة طلب منه ٣٠ ألف جنيه حتى يتصالحون معه ويتنازلون عن المحضر.

واستمع رئيس المحكمة للام والابنة واللتان اكدتا الواقعة وقررت المحكمة في تلك الجلسة التأجيل لطلب التحريات عن الواقعة وعن الام وكانت المفاجأة أن الام كانت متهمة في ثلاث قضايا نصب وقضيتي تبديد.

وفي الجلسة الثانية طلبت المحكمة أن تستمع لأقوال الفتاة الصغيرة دون الام ومواجهتها بالمتهم وكانت المفاجأة ان الفتاة قالت انها فعلا اتهمت ايمن خوفا من والدتها، وانها لفقت هذا الاتهام بعدما فقدت الاموال التى اعطتها اياها والدتها لشراء بعض الاحتياجات وخافت أن تعاقبها فقالت لها إن ذلك الشاب خطفها.

وتحققت المحكمة فعلا من صدق اقوال ايمن بأنه كان في زيارة لأحد اصدقائه وانها المرة الاولى التي يذهب فيها لتلك المنطقة.
وفور سماع ايمن للحقيقة الدموع انهمرت منه فرحا وحزنًا على ماقضاه في السجن ظلما لتصدر المحكمة حكمها ببراءته من اتهام الخطف وهتك العرض.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة