الأربعاء، 26 أبريل 2023 - 02:51 م

■ كتب: ياسمين عبدالحميد

لا يترك الرئيس عبد الفتاح السيسي، مُناسبة إلا ويؤكد خلالها أهمية وخصوصية تلك الأرض المُطهرة العزيزة على قلوب جميع المصريين، سيناء الغالية، مُشيرًا دائمًا إلى المعركة الجديدة التى تخوضها الدولة فى أرض الفيروز، وهى المعركة التى لا تقل أهمية عن الحرب التى انتصر فيها الجيش المصري على الإرهاب، مُطهرًا أرض سيناء من أقدام الخسة والجُبن، ومُعلنًا تحريرها من جماعات الدم والتكفيريين، الذين سعوا فيها فسادًا فى غفلة من الزمن، ويأتي ذلك بالتزامن مع الذكرى الحادية والأربعين لتحرير سيناء. 

■ د.مصطفى مدبولي يتفقد ميناء العريش خلال زيارته إلى سيناء

وقبل أيام، عقد الرئيس السيسي، اجتماعًا مع رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، والفريق أول محمد زكي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، ووزير الداخلية، محمود توفيق، ووزيرة التضامن، نيفين القباج، ووزير التنمية المحلية، هشام آمنة، ومستشار القائد العام للقوات المسلحة للمعلومات، اللواء السيد حرحور، والقائم بأعمال رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية، اللواء محرز عبد الوهاب، وجه خلاله، وفقًا للمتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، المُستشار أحمد فهمي، بأن تهدف جهود الدولة فى تنفيذ استراتيجية تنمية سيناء، إلى صياغة مسار تنموى مُتطور ومُتكامل الأركان، ويشمل تعزيز الاستثمار فى رأس المال البشرى بهدف دعم المجتمع السيناوى على كافة الأصعدة، وذلك بالتكاتف والتنسيق بين مُختلف الجهات المعنية فى الدولة، واطلع الرئيس السيسي، خلال الاجتماع، على أبرز محاور جهود التنمية المُجتمعية للمواطنين فى سيناء، والتى تتضمن تعزيز مُبادرات الحماية الاجتماعية، إلى جانب توفير فرص العمل بهدف تحقيق التمكين الاقتصادي القائم على المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر فى المجالات التى تُمثل ميزة نسبية للمنطقة، فضلًا عن الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية والتعليمية والثقافية والرياضية، كما تناول الاجتماع مُتابعة البرامج القائمة والمُستقبلية للدفع بجهود التنمية المُجتمعية للمواطنين المصريين من أبناء سيناء، وذلك فى إطار الاستراتيجية القومية للتنمية المُتكاملة لشبه جزيرة سيناء.

■ التجمعات التنموية الجديدة بسيناء

◄إنشاء 17 تجمعا بـ1.59 مليار جنيه لـ550 أسرة كل واحدة حصلت على منزل و5 فدادين للزراعة

◄ خطة استراتيجية

ووضعت الدولة خطة استراتيجية مُتكاملة لتحقيق التنمية الشاملة والمُستدامة بمنطقة شبه جزيرة سيناء، تتضمن مشروعات بنية تحتية واستثمارية ضخمة فى مجالات الزراعة، والثروة السمكية، والصناعة، والسياحة، والإسكان، والأمن، والنقل، والتعليم، والطاقة، تمتد بـ4 محافظات «شمال سيناء، بورسعيد، الإسماعيلية، السويس».

وبمُناسبة الاحتفال بذكرى تحرير سيناء الـ41، والعيد القومي للمحافظة، أعلن الدكتور محمد عبدالفضيل شوشة، مُحافظ شمال سيناء، تنفيذ عدد من المشروعات التنموية الكبرى بمختلف القطاعات على أرض المحافظة، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس السيسي، وتحت إشراف رئيس الوزراء، لافتًا إلى أن المشروعات التى تم وجار تنفيذها تكلفت مليارات الجنيهات، واهتمت فيها الدولة بإنشاء مشروعات البنية التحتية وربط شمال سيناء بمحافظات القناة، إضافة للمشروعات التى يتم تنفيذها بمدن ومراكز المحافظة بمختلف القطاعات التنموية، مؤكدًا إنشاء 17 تجمعًا بسيناء بتكلفة 1.59 مليار جنيه لخدمة 550 أسرة، وحصلت كل أسرة على منزل و5 فدادين للزراعة، وجار اختيار أماكن أخرى لإقامة تجمعات بالعريش، والشيخ زويد، ورفح، حيث يُعد كل تجمع مُتكامل المرافق والأنشطة التنموية، ويضم أراضي زراعية مُجهزة، ومنزلا، وديوانا، ومسجدا، ومدرسة تعليم أساسي، وساحة رياضية، ومُجمع محلات، ومرافق خدمية متنوعة، وأنشطة ومشروعات إنتاجية، وتستهدف التجمعات توطين 3.5 ملايين نسمة، مُشيرًا إلى إنشاء 3 مراكز للخدمات الزراعية المُتكاملة لخدمة مشروعات التجمعات، والأنشطة الزراعية الحالية والمُستقبلية، موضحًا أنه سبق إقامة 13 تجمعًا للتنمية المُتكاملة وسط سيناء عن طريق جهاز تعمير سيناء بتكلفة 75 مليون جنيه، علاوة على قرار الرئيس بإنشاء منطقة للصناعات الثقيلة وسط سيناء على مساحة 78 ألف فدانًا، والمنطقة الحرفية بالعريش، وتضم 47 ورشة جاهزة بالمُعدات والأجهزة، والتى سيتم توزيعها على الشباب فى احتفالات تحرير سيناء.  

■ اصطفاف بعض المعدات المشاركة في تنمية سيناء

◄ اقرأ أيضًا | عيد تحرير سيناء| مشروعات المنطقة الاقتصادية «إكسير الحياة» لأرض الفيروز

◄ شوشـة: نسعى لجعل سيناء «سلة غـذاء».. وتحقـيـق التنمية المستدامة

◄ سلة غذاء

وقال شوشة، إننا نسعى لجعل سيناء سلة الغذاء فى مصر، عبر زيادة رقعة الأراضي الزراعية، وتحقيق التنمية المُستدامة، مؤكدًا بدء تنفيذ المشروع القومى لتنمية سيناء بتوصيل مياه النيل لسيناء عبر ترعة السلام، والتى تُضيف مساحة 400 ألف فدان للرقعة الزراعية، مُشيرًا للاستفادة من محطة مُعالجة مياه بحر البقر التى تضيف مساحة 600 ألف فدانًا جديدة لزمام الأراضي الزراعية بالمحافظة، كما سيتم البدء فى تنفيذ المرحلة الأولى لاستصلاح وزراعة 460 ألف فدان يُجرى إنشاء البنية الأساسية لها وتجهيزها للزراعة، كما أعلن تطوير مستشفى العريش بـ134 مليون جنيه، كما أشار إلى أن المحافظة بالتنسيق مع وزارة الأوقاف وضعت خطة شاملة لبناء مساجد جديدة، وإحلال وتجديد مساجد أخرى، مُعلنًا افتتاح 15 مسجدًا جديدًا خلال الفترة الماضية، كما نوه إلى طرح أراضى المنطقة الصناعية فى بئر العبد على المُستثمرين، وبدء عمليات استثمارها طبقًا للضوابط والاشتراطات المُقررة وبتيسيرات وحوافز جديدة، مؤكدًا تطبيق حوافز ومُميزات جديدة للاستثمار بكافة المشروعات المُقامة داخل المحافظة أسوة بما يتم مع محافظات الصعيد، مُضيفًا أنه تم افتتاح عدة مشروعات بقطاع المياه بـ50 مليون دولار من الوكالة الأمريكية للتنمية بهدف توجيه الاستفادة من المياه العذبة لمُختلف مناطق المحافظة، موضحًا أنه أقيمت بالعريش محطتان بالريسة بطاقة 15 ألف م3 يوميًا، ومحطتان بالمساعيد بطاقة 10 آلاف متر م3 يوميًا، والانتهاء من إنشاء أكبر محطة لتحلية مياه البحر فى أفريقيا والشرق الأوسط غرب العريش بطاقة 100 ألف م3 يوميًا كمرحلة أولى، وتزداد فى المرحلة الثانية لـ300 ألف م3 يوميًا، كما تم إنشاء محطتين لتحلية المياه برفح بطاقة ١١٫٥ألف م3 يوميًا، ومحطتين أخريين بالشيخ زويد بطاقة ١٠ آلاف م3 يوميًا، و4 محطات لتحلية مياه الآبار بوسط سيناء، ومحطة تحلية مياه الآبار وخزانى مياه ببئر العبد، وإقامة عدد آخر من الخزانات بالعريش ووسط سيناء، و40 سيارة فنطاس بطاقة 10 م3 لكل سيارة، و10 سيارات بطاقة 30م3 لكل سيارة، لتوصيل المياه للمناطق المحرومة، كما تُقام محطة جديدة ببئر العبد الجديدة لتغذيتها والقرى التابعة بالمياه.

◄ نواب: سيناء في صدارة المشهد التنموي.. وأهلها فخـورون بمشاركتهم في الحرب ضد الإرهاب

◄ صدارة المشهد
من جانبه، قال سلامة الرقيعي، البرلماني السابق، أحد رموز قبائل سيناء، إن ما يتم على أرض سيناء من مشروعات تنموية يضع سيناء فى صدارة المشهد التنموى، مُطالبًا أبناء سيناء بالانخراط بالعمل فى المشروعات التنموية المتنوعة سواء كانوا شركات مقاولات أو خبرات زراعية وصناعية وعمالة حتى تتحقق الفائدة للجميع، مُشيرًا إلى أن تنمية سيناء كان حلمًا يراود كل المُخلصين من أبناء الوطن لما لها من أهمية بالغة للأمن القومي المصري، إضافة لما تتمتع به من موارد طبيعية وموقع جغرافى متفرد يجعلها بلا مبالغة حجر الزاوية فى كل خطط وبرامج التنمية، لافتًا إلى أن حديث الرئيس السيسي، عن مستقبل التنمية والبناء فى سيناء، وضرورة النهوض بمستوى المعيشة، والدور الحيوى والمفصلى للشباب فى هذه المرحلة أعطى للجميع وبلا استثناء طاقة إيجابية وحماسة للتفاعل مع المشروعات التنموية القائمة، مُضيفًا أن أهل سيناء فخورون بأنهم شاركوا فى الحرب على الإرهاب كما شارك من قبلهم آباؤهم فى النضال ضد الاحتلال، فاختلطت دماؤهم بدماء إخوانهم من قوات الجيش والشرطة وبرهنوا على وطنيتهم وإخلاصهم وقدموا الشهداء والجرحى وكانوا جزءاً لا يتجزأ من هذه المعركة المصيرية.

النائب فايز أبو حرب، عضو مجلس الشيوخ بسيناء، قال إن الدولة كانت تُحارب الإرهاب بيد وباليد الأخرى تعمل على تحقيق التنمية المُستدامة فى سيناء، مُشيرًا إلى أن دحر الإرهاب واستعادة الأمن والاستقرار وتطهير سيناء من التشدد والتطرف كان ملحمة أسطورية، ستكون محل دراسة من جانب المعاهد الاستراتيجية والأكاديميات العسكرية، متوقعًا ألا تقل ملحمة التنمية فى قيمتها وعظمتها عنها شيئًا، مُشددًا على أن منطقة شبه جزيرة سيناء ستكون قاطرة التنمية لمصر، لافتًا إلى أن الدولة بكافة أجهزتها تُنفذ مشروعات عملاقة للتنمية فى سيناء، منها - على سبيل المثال لا الحصر - جامعة الملك سلمان، والتى تضم ثلاثة فروع بمدن الطور، وشرم الشيخ، ورأس سدر، وطريق «نفق الشهيد أحمد حمدى - شرم الشيخ» بطول 300 كيلو متر، وإقامة 14 مزرعة نموذجية بالوديان والتجمعات البدوية نفذها جهاز التعمير، وإنشاء 9 آلاف وحدة سكنية و400 بيت بدوى، وإنشاء 10 محطات تحلية مياه البحر بجميع مدن جنوب سيناء، وازدواج طريق «سانت كاترين - وادى فيران»، وإنشاء أول مجلس مدينة ذكى بمدينة شرم الشيخ، وإنشاء وتطوير 52 مدرسة فى الوديان والتجمعات البدوية، وإقامة مضمار الهجن الدولى بشرم الشيخ، والمقام على مساحة 1500 فدان، وتطوير وإنشاء بحيرات الأكسدة بشرم الشيخ، ومحطات الصرف، وإنشاء أكبر حديقة بشرم الشيخ على مساحة 100 فدان، وإنشاء 8 محطات غاز طبيعي بشرم الشيخ، وإنشاء أكبر محطة شحن الأتوبيسات والسيارات بالكهرباء، ولفت إلى أن سيناء هى الحل الأمثل للخروج من المشكلة السكانية التى تتعرض لها مصر، حيث إن مساحتها تعادل 3 أضعاف الدلتا.

◄ التجلي الأعظم
وعن مشروع التجلى الأعظم فوق مدينة سانت كاترين بسيناء، قال النائب عمرو القماطى، عضو لجنة السياحة والآثار بمجلس الشيوخ، إن الاهتمام الرئاسى بتنمية سيناء يسير على كافة الأصعدة زراعيًا وصناعيًا، ومجالات الاستثمار والتعليم والسياحة وغيرها، مُشيرًا إلى ضرورة العمل على مواصلة تنفيذ ذلك المشروع المتكامل، الذى يراعى معايير الاستدامة البيئية العالمية، ويحافظ على التراث المعمارى، ويُعلى القيمة الروحية للمنطقة، كملتقى للأديان وأرض للسلام، مُضيفًا أن ما يتم يليق بسيناء وتاريخها ومكانتها المقدسة، لافتًا إلى أنه أحد أعظم مشروعات السياحة بمصر والعالم، وجارٍ تحويله لقبلة سياحية عالمية، ويأتى ضمن مجموعة من المشروعات السياحية المتنوعة والمُذهلة بسيناء، موضحًا أن المشروع يضع سانت كاترين بمكانتها اللائقة، كما أنه يتكامل مع مشروع مسار العائلة المقدسة لتعظيم السياحة الدينية بالبلاد.