صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

وهم السعادة

صالح الصالحي

الأربعاء، 26 أبريل 2023 - 06:46 م

الكل يبحث عن السعادة..

فلا أحد يريد الشقاء أو الإحساس بالحزن، حتى وإن أصابه الحزن بالفعل أو هاجمته الكآبة، فإنه سرعان ما يسأمها مهما استغرق فيها وأكلت منه، فمنا من يستسلم وآخرون يجاهدون ويحاولون الخروج منها، فالحزن لا ينتهى وتصبح معه أوقات السعادة نادرة، لذا دائما ما نبحث عنها، وإن كنا من الفطنة ما يصعب على عقولنا أن تقتنع بوجودها فعلا حولنا ، فالغالب هو الزيف فى كل شىء ، لكننا لا نمل فى إيهام أنفسنا بالسعادة حتى ولو كانت وهما لدقائق معدودة فالمهم أن نستشعرها فى أى شىء ولا يشترط أن يكون حقيقياً ما يجعلنا نتوحد مع أشياء خيالية أو مشاهد تمثيلية لنستشعر السعادة..

فأحاسيسنا مبرمجة على خطوات  معينة تشعرها بالحزن والفرح، ونحن من نسمح لها بأن تأخذ إشارة البدء ونحن من نستيقظ للشبع والاكتفاء.

فنستشعر مناسبات عديدة لإظهار هذه المشاعر لأننا دائما نسأم ما نعتاد عليه حتى ولو كان فرحاً أو راحة، فنتقلب بين مشاعر الفرح والحزن، ونسمح دائماً بأن يهاجمنا النقيض لتتوازن أنفسنا، فلا فرح دائماً ولاحزن مستمراً، فنحن  لانقتنع بالدوام، ولن تسمح لنا الحياة بالدوام.

لكننا نبحث دائما عن السعادة حتى ولوكانت وهماً نعيش فيه.. نهرب إليه كى  نخرج طاقتنا ونحلم بما عجزت أنفسنا عن تحقيقه، أو حتى نستعد لأحداث قد تفقدنا السيطرة على أنفسنا أو على ما حولنا.. رغم أننا  نعلم أنها ليست حقيقة، نعلم أننا نحلم..

لكننا نحلم معه حلماً آخر وهو أن هذا الحلم  قد تحقق وأصبح واقعاً، أو قد يكون الواحة التى تستوعب عجز سعادتنا التى تعوضنا ما فقدنا وإذا كنا لا نسمح لأحد بأن يوقظنا منه، فنسد آذاننا ونغمض أعيننا عن أى حقيقة تقتحم علينا ما قررنا أن نحيا فيه فإننا أيضاً لا نسمح بظهور أى أحداث أو توقعات تفشل ما نمر به من وهم السعادة.

فمعظم ما نشعر به من سعادة  من صنع أنفسنا نراها بعين قد لاتكون حقيقية فنستشعرها فى أمور وأشياء أو حتى مع أطفالنا أو فى خيالنا ونستمر هكذا حتى لا تنعدم صلتنا بالحياة القاسية... مع حلم طويل أو وهم ساحر تستمر الحياة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة