كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

دوامة الحروب !

كرم جبر

الأربعاء، 26 أبريل 2023 - 06:47 م

 

رحم الله الرئيس أنور السادات حكيم الحرب والسلام، لم يكن مغامراً ولا متهوراً، وحافظ على بلده وشعبه وكل نقطة دم من أبنائه، ورفض فى عز انتصار حرب أكتوبر المجيدة، أن يستمر فى الحرب، وأن يستكمل تحرير سيناء بالسلام.

رفض كل الضغوط وحملات الابتزاز فى الداخل والخارج، وكان عنيداً وصلباً وقوياً ومؤمناً بما يفعل، ويعلم جيداً أن الحروب ليست نزهة ولا فسحة ولا أفلام كرتون، ولا مباراة يصفق لها المتفرجون دون أن يتحملوا شيئاً.

لم يتراجع أمام جبهة الصمود والتصدى التى شكلتها بعض الدول العربية وخصصت مئات المليارات من الدولارات لحصار مصر وتجويع شعبها، لأن مصر أرادت السلام وعدم الاستمرار فى الحرب لآخر جندى مصرى.

لم يغب عنه المشاهد التاريخية المؤسفة، لدول وزعامات خصصت أموالاً للدعاية ضد بلده، ولو دفعتها لتعويض الخسائر التى تكبدتها مصر فى الحرب التى تقودها نيابة عنهم، لكانت الأحوال أفضل بكثير.

وكان ممتناً لدول شقيقة مدت يد العون والمساندة لمصر، معترفاً بفضلها، لأنه لم يكن جاحداً أو ناكراً للجميل ويعطى كل ذى حق حقه.

لم تغب عنه أيضاً تجربة الرئيس جمال عبد الناصر فى حرب اليمن، التى ذهب إليها بعدد لا يتجاوز الآلاف من القوات، وانتهى الأمر بحشد عشرات الآلاف، واستنزاف مئات الملايين من الجنيهات، كان يمكن أن تجعل البلاد فى مكانة أفضل بكثير.

كان يعلم جيداً أن مصر تورطت فى حرب اليمن ونفس الشيء فى حرب يونيو، وأن من يدخل متصوراً أنه سيحقق انتصاراً سريعاً، لا يعرف متى يخرج وما هو الثمن؟

كان السادات جريئاً فى الابتعاد بمصر عن حزام الحروب المخطط لها كلما رفعت رأسها، حروب 1948، 1967، 1973، غير حرب اليمن، وتدخل مصر فى الصراعات الدائرة فى عديد من الدول العربية والأفريقية.

كان السادات سعيداً وهو يحتفل مع قادة القوات المسلحة بالانتصار العظيم فى مجلس الشعب، ويسألهم: هل حافظتم على أولادكم الجنود والضباط والأسلحة والمعدات؟

كان ضرورياً أن يخرج من الدوامة وينتبه للداخل ويحاول استرداد كامل التراب الوطنى لتتفرغ البلاد للتنمية وإعادة بناء ما دمرته الحروب الكثيرة، وقبل أن يتحقق حلمه اغتالته رصاصات الغدر فى المنصة فى 6 أكتوبر 1981 فى ذكرى احتفاله بالانتصار فى حرب أكتوبر 1973.

وفى السنوات الأخيرة عادت نفس الشعارات للتوريط فى حروب أخرى، ولكن مصر رفضت التدخل فى أى صراع فى الدول الشقيقة ولم تتلوث أيديها بالدماء، وكانت أخطر التحديات على الإطلاق الجماعة الإرهابية التى حاولت إنشاء ميليشيات مسلحة خارج إطار الجيش المصرى، فكان ضرورياً إفشال خطتها، حفاظاً على أمن البلاد واستقرارها، وعدم إدخالها من جديد دائرة النيران.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة