الأربعاء، 26 أبريل 2023 - 06:48 م

معارك "ترامب" لا تنتهى..

بالأمس أعلن رفضه لإجراء مناظرات مع منافسيه داخل الحزب الجمهورى على بطاقة الترشح لانتخابات الرئاسة القادمة. علل ذلك بأنه يتصدر السباق بأرقام يصعب لأحد أن يتجاوزها كما تؤكد كل استطلاعات الرأى.

وهذه حجة مردود عليها من منافسيه بأنه فى انتخابات ٢٠١٦ التى أوصلته للبيت الأبيض لم يكن أحد يأخذ ترشيحه فى البداية على محمل الجد!!

ترامب يلجأ دائما لمثل هذه الحيل.. يهدد ثم يعود. لكن الوضع يختلف هذه المرة عن وضعه فى المنافستين السابقتين على الرئاسة.

فى الأولى كان مجهولاً سياسياً فاجأ الجميع ووصل للرئاسة، وفى الثانية كان يسكن البيت الأبيض ويتحكم فى حزبه ولهذا لم يستوعب هزيمته أمام بايدن.

هذه المرة يخوض المنافسة وهو محاصر بالقضايا ومهدد بالسجن، ومع معارضة من القيادات التقليدية للحزب الجمهورى المنقسم على نفسه.

صحيح أن ترامب قد زادت نسبة مؤيديه من الجمهوريين بعد وقوفه متهماً أمام المحكمة. لكن مازال الوقت مبكراً لتبين هل يستمر هذا التعاطف الأولى مع توالى المحاكمات ونشر ما يمكن أن يدخل فى باب الفضائح!!..

كما أن من يواجههم ترامب داخل حزبه حتى الآن ليسوا المنافسين الأساسيين الذين مازالوا يترقبون وفى مقدمتهم نائبه السابق "بنس" الذى يحظى بتأييد واحترام المحافظين فى الحزب، وحاكم فلوريدا الشاب "ديسانتيس" الذى يقوم الآن بجولة خارجية للترويج لنفسه كرجل دولة، وهو يتبنى نفس أفكار ترامب ويمكن أن يكون بديلاً له عند "الترامبيين" وتهديداً شاباً لبايدن!

الوضع يختلف هذه المرة بالتأكيد. وهناك ما يخشاه ترامب من المناظرات داخل حزبه، وهو لا يخفى ذلك حين يؤكد أنه وأنصاره "يكرهون المراسلين الذين يطرحون أسئلة هدفها التشهير وتشويه السمعة"!!

المعركة مازالت فى بدايتها، ومع ذلك كان غريباً أن يطرح مبكراً سؤال عن إمكانية أن يخوض ترامب الانتخابات كمرشح مستقل إذا لم يرشحه حزبه الجمهورى!!.. ومجرد طرح السؤال يعنى أن الوضع مختلف، والمعركة التى يخشى الكثيرون أن يسيطر عليها "الملل السياسى" قد تكون زاخرة بالمفاجآت!!