كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

بمناسبة عيد العمال!

كرم جبر

السبت، 29 أبريل 2023 - 08:09 م

نتذكر جيداً بمناسبة عيد العمال أن الرئيس جمال عبد الناصر كان شديد الحرص على تنفيذ خطط خمسية متتالية، ترفع شأن البلاد وتحسن الحالة المعيشية للمصريين، ولكن توقفت طموحاته بسبب الحروب سواء فى اليمن أو ضد إسرائيل عام 1967.

فى عيد العمال أول مايو 1966، قبل الحرب بسنة خطب عبد الناصر فى القلعة الصناعية بالمحلة الكبرى، وتحدث عن الخطة الخمسية الثانية وإنفاق 3200 مليون جنيه فى مشروعات مختلفة، وكان متفائلاً بالمستقبل بعد أن قطعت مصر شوطاً طويلاً فى محاربة الفساد، والقضاء على الرأسمالية الفاسدة والإقطاع، وسأل عمال مصر "أجيب لكن مصانع ولا لحمة؟"، وقال: "قلت مصانع أنا مجبش لحمة"، ونصح بتحديد النسل لأن عدد السكان 30 مليونًا، وبعد سبع سنوات يزيدون بمقدار خمسة ملايين.

لم يذكر عبد الناصر شيئًا عن الاستعداد للحرب مع إسرائيل، وإنما عن البناء والتنمية ونهضة مصر وتحسين أحوال شعبها وتحقيق العدالة الاجتماعية، ولكن قبل مرور شهور قليلة نصب "المتربصون" المصيدة فى الداخل والخارج، ودخلت مصر حرباً لم تكن مستعدة لها بعد أن خرجت المظاهرات المدبرة تهاجم عبد الناصر، "حرب بالورطة"، والشرح يطول، وكان يمكن أن تنهار الدولة لولا قواتنا المسلحة الباسلة التى أعيد بناؤها فى شهور قليلة، وكبدت العدو خسائر كبيرة فى حرب الاستنزاف، واستردت الكرامة الوطنية فى حرب أكتوبر المجيدة.

مضى زمن الحرب بالورطة، ويقود البلاد الآن الرئيس السيسى، ويتحدث فى خطاباته عن الدروس المستفادة من التجارب السابقة، ويحقق توازنًا شديدًا بين حماية الأمن القومى المصرى من ناحية، والدفاع عن قضايا أمته العربية، انطلاقا من دور مصر ومكانتها ومسئولياتها القومية.

وتمضى البلاد بخطوات ثابتة فى إعادة بناء قوتها الذاتية، رغم حملات التشكيك ومحاولات هز الثقة فى الإنجازات الكبيرة، ولم يسأل المشككون أنفسهم: أيهما أفضل: أن نختلف حول البناء وأولوية المشروعات، أم نفعل مثل دول أخرى تتشاجر شعوبها للهدم والفتن؟

تجارب مصر تبنى حائطًا من الصد بينها وبين "حروب الورطة"، لأننا دفعنا ثمنًا فادحًا، وتم استنزاف قدرات البلاد وإمكانياتها وثرواتها، فى حروب "لو " لم تحدث لكانت أحوالنا أفضل بكثير.

لو نظرنا إلى المنطقة حولنا، نجد دولها هدفًا ثابتًا لمؤامرات من الشرق والغرب، من الخارج ومن الداخل، يدبرها أعداء وحلفاء، وتنفجر هنا وهناك دون سابق إنذار، بعد تهيئة مسرح العمليات لتفكيكها من الداخل.

كان الله فى عون أى دولة تحافظ على استقلالها، وتحمى إنجازاتها وتصون حياة شعوبها، فى زمن تصدير "أدوات الموت" بدلاً من "أسباب الحياة"، وكلها يتم تغليفها بشعارات زائفة.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة