كليوباترا نتفليكس
كليوباترا نتفليكس


هجوم كاسح على تشويه التاريخ .. كليوباترا «نتفليكس» المزورة

آخر ساعة

الأحد، 30 أبريل 2023 - 01:55 م

موجة من الهجوم الشديد تعرضت لها منصة الأفلام الشهيرة انتفليكسب، بمجرد إذاعتها برومو الفيلم الوثائقى االملكة كليوباتراب، والقرار أن تعرضه المنصة بداية من 10 مايو المُقبل، حيث اتهم علماء الآثار صناع الفيلم الوثائقى بتزييف التاريخ، واستنكروا الإصرار على إظهار بطلة المسلسل التى تجسد قصة حياة كليوباترا، بملامح أفريقية، بينما تنحدر الملكة من جذور بطلمية ذات ملامح شقراء وبشرة بيضاء.

مخرجة وثائقى كليوباترا، قالت: القد أصبحت كليوباترا رمزًا للثقافة الشعبية فى العصر الحديث، حيث ظهرت فى الفنون التطبيقية والجميلة، والهجاء الهزلى، وأفلام هوليوود، وصور العلامات التجارية للمنتجات التجارية، ويمكننا الآن إضافة كليوباترا إلى قائمة الشخصيات ذات اللون الأسود فى التاريخ الأوروبىب، مُضيفة: اوستحكى السلسلة الوثائقية اQueen Cleopatraب قصة حياة أشهر ملكات أفريقيا البارزات وكيف استطاعت بحنكتها وذكائها، أن تتولى عرش مصر، وتزيح أخويها بطليموس الثالث عشر وبطليموس الرابع عشر وأختها أرسينوى من دربها فى المنافسة على العرشب.

 

وقالت انتفليكسب فى تعليقها على المقطع الترويجى الذى نشرته على يوتيوب: اسيحكى الموسم الأول عن كليوباترا، أشهر امرأة فى العالم وأكثرها قوة، الملكة التى أُسيء فهمها، الملكة الجريئة التى أتى جمالها ورومانسيتها ليطغيا على أصولها الحقيقيةب، وأضافت: اكان تراث كليوباترا موضوع كثير من الجدل الأكاديمي، والذى غالباً ما تم تجاهله من قبل هوليوود، تعيد سلسلتنا الآن تقييم هذا الجزء الرائع من قصتهاب.

فيما عرفت نتفليكس الفيلم على منصتها بالقول: ابصفتها آخر فراعنة مصر، تحارب كليوباترا، لحماية عرشها وعائلتها وإرثها فى هذه السلسلة الوثائقية التى تضم مشاهد إعادة تمثيل للأحداث ومقابلات مع الخبراءب، والفيلم من إنتاج جادا بينكيت سميث زوجة النجم الأمريكى ويل سميث، فيما قامت الفنانة الأمريكية أديل جيمس بتجسيد شخصية الملكة كليوباترا.

ورغم أن المقطع الترويجى للسلسلة شهد رواجاً كبيراً، إلا أن رواد مواقع التواصل الاجتماعى انتقدوا بشدة ما عرض فى المقطع الذى لم يتجاوز الدقيقتين، واتهموا منصة البث الأمريكية بتزييف وقائع تاريخية ثابتة، وذلك بعد ظهور الملكة كليوباترا سمراء البشرة بشفاه غليظة وأنف عريض وشعر مُجعد، فى مغالطة تاريخية، لما كانت عليه الملكة التى تعود إلى أصول يونانية ومقدونية.

السؤالان اللذان دارت حولهما الأفلام والمقالات والحواديت اهل كليوباترا جميلة؟ب واهل كانت سمراء؟ب يمكن الإجابة ببساطة عنهما من قراءة كتاب اآخر ملكات مصرب تأليف عالمة الآثار سالي- آن أشتون، وتعمل حاليا بمتحف فيتزويليام بجامعة كامبريدج، والتى نشرت أعمالًا كثيرة حولَ تاريخ مصر وثقافتها، منها: اآخر ملكات مصرب، كما شاركت فى أعمال تنقيب فى اليونان وليبيا ومصر.

قالت عن كليوباترا بأننا لا نعرف هل كانت كليوباترا جميلة وسمراء، أم بيضاء وغير جذابة، أم مزيجا من أى من هذه المفاهيم الحديثة، نحن لا نملك جثمانها حتى نحدد العِرق الذى كانت تنتمى إليه عبر تحليل الحمض النووي، ورغم ذلك، يجب ألا تمنعنا هذه الحلقة المفقودة من رؤية هذه الملكة على أنها شخصية أفريقية بارزة، وفى الواقع تؤيد الأدلة الأثرية المتبقية فكرة أن كليوباترا كانت تعتبر نفسها مصرية، فكليوباترا بالطبع من أصل يونانى مقدوني، وتضيف: اقد لا نجد الكتاب الرومان يشيرون إلى لون بشرة كليوباترا، وهل كانوا سيلاحظون حتى أنها كانت ربع أفريقية؟ ربما لاب.

اتهم البعض منصة نتفليكس بـاالتحيز العرقيب وبأنها تروج من خلال هذه السلسلة الوثائقية لحركة االأفروسنتريكب، التى تدعى أن الحضارة والآثار المصرية أفريقية الأصل، وقال أحد المغردين على تويتر: االمؤرخون اختلفوا فى كل شيء واتفقوا على أن كليوباترا كانت يونانية مقدونية من عشيرة يوليوس قيصر ولدت فى الإسكندرية، لكن نتفليكس تدعم مشروع أن السبب فى الحضارة المصرية القديمة ليس المصريينب.

والأفروسنتريزم أو الأفروسنتريك وتسمى أيضاً الحركة المركزية الأفريقية، تأسست على يد الناشط الأمريكى أفريقى الأصل موليفى أسانتى فى فترة الثمانينيات، وفق الموسوعة البريطانية Britannica، وتسعى هذه الحركة إلى اتسليط الضوء على هوية ومساهمات الثقافات الأفريقية فى تاريخ العالمب. وتنشط فى الولايات المتحدة وفى بعض الدول الأوروبية وبين الجماعات ذات الأصول الأفريقية، ومن بين النظريات التى يروجها مؤيدوها اأن أصل الحضارة المصرية أفريقى فقطب.

أبرز المدافعين عن كيلوباترا، الدكتور زاهى حواس، عالم الآثار ووزير الآثار الأسبق، فهو لا يتعب ولا يمل ولا يكل فى البحث عن كليوباترا ومقبرتها، ويقول إن محاولة تصوير ملامح كليوباترا على أنها ملكة من أفريقيا، تزييف لتاريخ مصر القديمة، لأنها بطلمية، واتهم حركة اأفروسنتريكب أو االمركزية الأفريقيةب بالوقوف وراء العمل، وطالب باتخاذ إجراءات مصرية للرد على هذا الوثائقى عبر إنتاج أعمال مصرية أصلية عن كليوباترا وغيرها من الحكام المشاهير.

فى 14 فبراير 2007، نشرت الصحف الشعبية فى بريطانيا مقالات تحمل عناوين مثل اكليوباترا الدميمةب، وحتى الصحف كبيرة الحجم احتوت على مقالات تتساءل عن جمال كليوباترا، وكان الدافع وراء هذا متحف جامعة نيوكاسل، الذى عثر على عملة من نوع شائع نسبيا وعرضها فى يوم عيد الحب، عملة تظهر صورة لكليوباترا السابعة على أحد وجهيها ومارك أنطونيو على الوجه الآخر، وأيضا دافع حواس وعلماء الآثار عن شائعة أن كليوباترا دميمة.

الأثرى مجدى شاكر، قال إن الملك أحمد فؤاد آخر سلالة أسرة محمد على، وهناك أميرات أحياء من أسرة محمد على، الذى أتى من نفس المنطقة التى جاءت منها أسرة كليوباترا السابعة، وهى مقدونيا، فهل رأينا أحدا من أسرة محمد على أسمر أو زنجياً؟.. مُطالبًا بضرورة وقف ما أسماه بـاالعتهب الذى يأتى فى إطار االمركزية الأفريقيةب التى يدعون لها.

أضاف: االفرق واضح شكلًا وموضوعًا، كليوباترا أصولها يونانية إغريقية، وجدها بطليموس الأول وأبوها بطليموس الثانى عشر، وأمها كليوباترا الخامسة، وكانت تتشبه بالمعبودة إيزيس المصرية الجميلة فكيف تكون زنجية؟.. فهناك مُخطط واضح ومرسوم عن طريق الدراما لتهديد العقل الجمعى المصرىب.

نقلا من عدد أخر ساعة بتاريخ 19/4/2023

اقرأ أيضًا : بالأدلة والبراهين.. الآثار ترد على تزييف التاريخ في فيلم كليوباترا


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة