شويكار
شويكار


من الوظيفة للفن.. محطات في حياة شويكار

أخبار النجوم

الأحد، 30 أبريل 2023 - 01:55 م

الفنانة الدلوعة الموهوبة شويكار، عندما تتابع قصة حياتها الشخصية أو الفنية تجد أنها مرت بمطبات وتحولات عديدة، لكن الأكيد أنها علامات دفعتها لكي تكون التركيبة التي أحببناها جميعا..

وإذا عدنا سنوات طويلة للوراء سنكتشف أن أول مطب مرت به هو طلاق والديها، وهي مازالت طفلة لم يتعد عمرها أصابع اليد الواحدة، ثم أختار والدها أن يلحقها هي وشقيقتها بإحدى مدارس الراهبات الفرنسية بالإسكندرية، والتي أنتهت دراستها فيها وتخرجت لتدخل منعطف جديد عندما وقعت عيناها على المهندس حسن نافع الجواهرجي، وهو شاب قوي البنيان، حلو أوي وشكله يجنن - هكذا وصفته شويكار - التي وقعت في حبه، وتمت خطبتهما، وبعد مرور عامين تزوجا، وشعرت أنها ملكت الدنيا معه، فهو كان ابن ناس وطيب جدًا، لكن السعادة دائمًا عمرها قصير، فتوفى بعد زواجهما بعامين فقط، بعد أن أنجبت منه ابنتهما منة الله، لتصبح أرملة في عمر 18 سنة، لتدخل دوامة جديدة، فهي أصبحت وحيدة هي وابنتها - التي لم تكن تجاوزت عامها الأول - ليترك زوجها فراغًا كبيرًا في حياتها، وأسئلة لا تعرف حلها: ماذا ستفعل بحياتها؟ ومن سيعولها هي وابنتها؟.

واضطرت للعمل في إحدي الشركات، وبعدها بعامين اختارها نادي “سبورتنج” وتوّجت بلقب “الأم المثالية” وهي في العشرين من عمرها، حيث كانت تعمل وتدرّس وتربي ابنتها، وكان المخرج حسن رضا مقرّباً من أسرتها، ورشحها للعمل بفرقة “أنصار التمثيل”، حيث شاركت في أكثر من مسرحية، ثم قابلت بالمصادفة الفنان محمود السباع، فلفت جمالها نظره، وبالتدريج استحسنت فكرة التمثيل، بعيدا عن روتين الوظيفة، فتلقت فنون التمثيل على يد محمد توفيق وعبدالوارث عسر.

ورغم ذلك تقول شويكار: “عمر السينما ما كانت أمل بالنسبة لي، عمري ما فكرت أمثل أو أغني، ودخلت الفن بالصدفة، فذهبت بعد وفاة زوجي للعيش مع والدتي، ورغم أحزاني كان لابد أن أفكر بعقلانية وثبات رجل، فلابد أن تعيش ابنتي في مستوى لا يقل عن الذي عشت أنا فيه بمنزل والدي، أو الذي ولدت فيه بمنزل والدها، فنزلت للعمل في شركة (شل) بمرتب 20 جنيهًا، وأثناء عملي أكملت دراستي الجامعية، وحصلت على ليسانس الآداب الفرنسي، ثم حدثت الصدفة وقابلت الفنان محمود السباع، الذي كان له سابق معرفة بوالدي، وعرض علي العمل معه على المسرح، مقابل 10 جنيهات في الأسبوع الواحد”.

سر ليلى مراد وشادية

ليفتح بعدها عالم الفن لشويكار ذراعيه، فأنطلقت بعدها شويكار في عالم التمثيل، وبدأت تتنقل من السينما إلى المسرح والعكس، وكان أولى أعمالها على الشاشة الكبيرة فيلم “حبي الوحيد” مع المخرج كمال الشيخ، لتصبح بعدها شيئًا فشيئًا اسمًا معروفًا في عالم الفن، حتى جاء لقائها مع فؤاد المهندس، الذي يعتبر لقائها معه هو بطاقة ميلادها الحقيقية.

تقول شويكار: “ليلى مراد هي السبب وراء زواجي من فؤاد المهندس، وهي سبب حبي للفن، نجمتي المفضلة، أعشق كل أغانيها، أتخيل نفسي مطربة مثلها، أتأمل صورتها فأجدها أجمل امرأة في العالم وصاحبة أحلى عينين، وكان كل ما فيها يبهرني، وحتى سن 14 لم أكن دخلت السينما ولا مرة، لكن حكايات أصدقائي عنها دفعتني في أحد المرات للقفز من سور المدرسة لمشاهدة أحدث أفلامها، وعدت إلى المدرسة في قمة سعادتي، لأجد راهبات المدرسة في انتظاري”.

أيضا الفنانة شادية من الفنانين الذين عشقتهم شويكار في حياتها، حتى أنها شاركت معها في فيلم “الزوجة 13” بدون أجر من أجل الحديث معها والتقرب منها.

وكان عام 1963 نقطة تحول في مشوارها، حيث شاركت المهندس بطولة مسرحيته “السكرتير الفني”، ثم “أنا وهو وهي”، ومن هنا بدأ أشهر ثنائي عرفه الفن في العالم العربي، وقالت شويكار عن تلك الفترة: “شكلنا ثنائيًا يصعب تكراره سواء في الفن أو الحياة، ففؤاد كان حب عمري الوحيد، الذي شعرت معه بحب جارف لم أشعر به من قبل، كما عشت معه فترة مراهقتي، وقصة زواجي طريفة، فحينما كنا نعرض مسرحية (أنا وهو وهي)، فوجئت به يسألني على خشبة المسرح (مش هنتجوز بقى يا شوشو.. تتجوزيني يا بسكوتة؟)، وقتها شعرت كأني أطير من الفرحة، وملأ قلبي شعور بالسعادة يصعب وصفه، ورحبت طبعًا، وتزوجنا، وقتها كان عمري 21 عامًا، وزواجي منه كان نقطة تحول في حياتي، أما الانفصال فجاء لأسباب خاصة لا أحب الخوض فيها”.

انفصال.. ولكن

20 عامًا سطرت علاقة الحب بينهما، منذ أن تزوجا، وكان المهندس وقتها لديه أبنان من زوجته الأولى، فلم تقتصر علاقتهما على الزواج، بل كان الزواج نقطة انطلاقهما، ليكونا أفضل ثنائي على الشاشة، ووقفا على المسرح في “سيدتي الجميلة” و”السكرتير الفني”، وتشاركا عشرات البطولات على الشاشة الكبيرة، منها “إجازة غرام” و”شنبو فى المصيدة” و”مطاردة غرامية”، وصولا إلى مشاركة شويكار بصوتها في مسرحية “سك على بناتك” عام 1980، والتي شهدت كواليسها الطلاق بينهما، ولم يعرف أحد سبب انفصالهما حتى الآن.

ورغم ذلك استمرت علاقتهما وتعاونهما فنيا دون قطيعة، وشاركت شويكار في آخر مسرحيات المهندس “روحية اتخطفت” عام 1989، ليصل إجمالي ما قدماه معا 160 عملا فنيا، وظل باب المحبة “مواربا”، حيث تعد شويكار ألذ الأصناف التي كانت تطهيها للمهندس وترسلها له وتسأل عنه بإستمرار، وتتحدث بكل خير كلما وردت سيرته.

دفاع الحكيم عنها

تعد شويكار الفنانة الوحيدة التي “دلعت” اللغة العربية في مسلسلاتها الإذاعية، والتي كانت أحد طقوس شهر رمضان، مما فتح النار عليها واتهمها بعض المحافظين والمتشددين للغة العربية في بداية السبعينيات، بإفساد اللغة، خاصة عندما قدمت مسلسلها الإذاعي “أنا وبابويا على نص أخويا”، وعندما اشتدت عليها الحملة، أنقذها توفيق الحكيم، قائلا: “أتركوا شويكار تسعدنا فهي تمثل، ولا تتحدث في حياتها الشخصية بهذه الطريقة، وأنا لا أقبل سماع أي خطأ في اللغة العربية إلا من شويكار”.

وانتقلت شويكار مع منتصف السبعينيات إلى مرحلة جديدة ظهرت فيها بأدوار مركبة ومختلفة عن الصورة التي عرفت بها، فشاركت في أفلام مثل “الكرنك” و”طائر الليل الحزين” و”أمريكا شيكا بيكا”، قبل أن تنتقل في التسعينيات إلى أعمال درامية تليفزيونية أثرت مسيرتها بنحو 20 مسلسلا، من بينها “ترويض الشرسة، امرأة من زمن الحب، سر علني” الذي يعد آخر مسلسلاتها عام 2012.

ترفض الاعتزال

خلال السنوات الأخيرة من عمرها، أبتعدت شويكار عن العمل، لكنها كانت ترفض كلمة “اعتزال”، وقالت وقتها: “الاعتزال كلمة صعبة على أي فنان، ولا أحب أن أقولها”.

لذلك حين عرض عليها السيناريست أيمن بهجت قمر المشاركة في فيلم “آخر ديك في مصر” مع محمد رمضان، اعتذرت، وقالت”ابتعدت عن التمثيل”، ورَدَّ عليها قمر قائلا: “لكنكِ لم تعلني ذلك”، فقالت له: “رغم حبي للفن، لكن أرفض موقف بعض الفنانين الذين يرددون: سنستمر في العمل الفني حتى نموت على خشبة المسرح، وأنا شخصيًا أفضل أن أقضي وقتًا كافيًا مع أسرتي، لأنني أحبهم أكثر من التمثيل، وهذه هي المعادلة الصحيحة والقرار السليم”.

شويكار حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات من فعاليات وجهات فنية، كان آخرها في الدورة العشرين للمهرجان القومي للمسرح في أكتوبر عام 2016.

نقلا من عدد أخبار النجوم بتاريخ 27/4/2023

اقرأ أيضًا : «علي» بيفتت عيش و«داش» بيقلب شاي..عمرو عبد الجليل يسخر من «جعفر العمدة»


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة