الأحد، 30 أبريل 2023 - 09:28 م

ولّادة بصورة مذهلة .. تلك البلاد المشتهرة بين الأمم بخصوبتها الفائقة منذ سطوع «أوزيرها» الأسطورى .. رمز النماء، وحين بدت البشرية تحبو لاتزال برزت أمتنا للدنيا كملجأ للمكروبين،  وملاذ للخائفين، تظلل أيامهم المضطربة وتضمد جراح أوقاتهم الصعبة المأزومة،  ولاتكتفى فقط بمداواة جرح اللائذين بها، وإنما أيضا بإنعاش أرواحهم، وإمتاع وجدانهم، ودوما بدت الجوهرة المشعة وسط محيطها، والأفق الجذاب المضئ الذى تهفو إليه نفوس القادمين،

والعابرين فضلا عن أهلها المقيمين، وقد اشتهرت بأنها الرحم الولود الذى يهدى عالمها أنجب الأبناء، ولم تخب جذوة عطائها قط، ولم تتأثر درجة خصوبتها يوما رغم العواصف الجامحة، حيث لم يخل عصر من أدلة طرحها المعطاء المتمثل فى آلاف الأفذاذ من مواليدها المتميزين، وأبنائها النابهين فى شتى دروب الحياة  فى مختلف أوجه الأنشطة البشرية فى الفكر والأدب.. فى الفن والطرب .. فى العلوم والمخترعات، وفى سائر التخصصات من ناسج قصة «سنوحي» فى مصر القديمة إلى نجيب محفوظ، ويوسف إدريس، وطه حسين، والعقاد، وتوفيق الحكيم، من مغنيات المعابد الفرعونية إلى أم كلثوم، وعبد الوهاب، وسيد درويش، وعلى الحجار، ومحمد منير، أجيال من الأفذاذ تتواصل والرحم المصرى الولّاد لا تغير الدهور فرط خصوبته الباهرة ولا قدرته المذهلة على  رفد الحياة بحشود من الموهوبين، وعلى ذلك الطريق الجليل سطعت آلية جائزة الدولة للمبدع  الصغير لتواصل مسيرة العطاء، وتكمل ركب التفوق والنبوغ مؤكدة أن بلادنا لا تفقد قدرتها أبدًا على الإثمار ،

حيث تصدت هذه الجائزة المرموقة -التى ترعاها السيدة انتصار السيسى قرينة السيد رئيس الجمهورية - للأخذ بأيدى هؤلاء النابغين الذين منحتهم الأقدار تميزًا لافتا، وأهدتهم ملكات نادرة فى آفاق النبوغ المختلفة، وقد جرى إعلان أسماء الفائزين من المبدعين الصغار مؤخرًا فى دورة الجائزة الثالثة التى تؤكد إصرار بلادنا على المضى قدماً على طريق اكتشاف المواهب ورعايتها، وتوفير شتى الإمكانات الكفيلة بصقل مواهبهم، وتطوير أدواتهم حتى يتواصل مسير ركب الأفذاذ الذى أهدى إلى الإنسانية كلها أسماء مصرية ساطعة فى سماء الدنيا، مثل: نجيب محفوظ فى الأدب، وأم كلثوم فى الغناء، كمجرد مثالين فقط، لأن المقام لا يتسع لذكر جُل الأسماء الساطعة فضلًا عن كلها، مرحبًا بالمبدعين الصغار الواعدين من شتى الأعمار، هؤلاء الذين يؤكدون أن خصوبة بلادنا، وسخاء عطائها حقيقة كونية، ومنحة إلهية.