صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


تحتفل به 100 دولة.. القصة وراء الاحتفال بعيد العمال في 1 مايو

سامح فواز

الأحد، 30 أبريل 2023 - 09:45 م

يتم الاحتفال بيوم العمال العالمي، المعروف أيضًا باسم عيد العمال، وعيد الربيع والعمال ، واليوم الدولي للتضامن مع الطبقة العاملة، في الأول من مايو من كل عام، وهو عطلة وطنية في اكثر من 100 دولة حول العالم، ولكن ما القصة وراء الاحتفال بهذا اليوم .

كانت بداية الاحتفال بعيد العمال من القرن التاسع عشر في أستراليا، إذ انه قبل ذلك التاريخ، ومع بداية الثورة الصناعية في بريطانيا، كان المناخ الصناعي في المصانع الكبرى بمسابة جحيم للعمال، حيث كان يوم العمل يتراوح بين 10-16 ساعة، وأسبوع العمل يصل إلى 6 أيام في الأسبوع، وكانت عمالة الأطفال أمراً شائعا، دون أي اعتبارات للأمن الصناعي أو الصحي أو انتشار الآفات والأوبئة بين العمال خاصة الأطفال منهم، مما أدى إلى ظهور حركة "8 ساعات يوميا"، إحدى الحركات الاجتماعية التي تهدف لتنظيم يوم العمل ومنع التجاوزات والانتهاكات.

كان أول من طالب بذلك أحد مؤسسي "الاشتراكية الطوباوية"، روبرت أوين، حيث صاغ شعار: "8 ساعات عمل، 8 ساعات راحة، 8 ساعات ترفيه"، ومنحت النساء والأطفال في انجلترا ميزة 10 ساعات يوميا عام 1847، أما في فرنسا فقد حصل العمال الفرنسيون على 12 ساعة يوميا بعد ثورة فبراير عام 1848.

وكانت في نفس الوقت تعيش الولايات المتحدة بداية الثورة الصناعية حيث ان العمال الأوروبيون المهاجرون إلى العالم الجديد يمثلون الشريحة الأكبر في القوة العاملة في أمريكا.

نتج كل تلك الظروف الصعبة عدد من الاضرابات العمالية في العقد الثامن من القرن التاسع عشر.

وكان من بين قادة الحركة العمالية الأمريكية عدد كبير من الاشتراكيين والشيوعيين وغيرهم من اليساريين الذين كانوا يؤمنون بضرورة القضاء على النظام الرأسمالي من أجل انهاء الاستغلال، إذ كان العديد من هؤلاء القادة مهاجرون من أصول المانية، الذين تأثروا برأي كارل ماركس، في كتابه "رأس المال"، الذي أشار فيه الى أهمية حيوية لصحة العمال، فكتب عام 1867: "إن الإنتاج الرأسمالي يتسبب، من خلال تمديد يوم العمل، لا في تدهور قوة العمل البشري، عن طريق سلبه الظروف المعنوية والمادية الطبيعية للنمو والنشاط فحسب، وإنما يتسبب أيضا في استنفاد وموت هذه القوة العاملة نفسها".

في عام 1884، قرر اتحاد النقابات المنظمة والنقابات العمالية في شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية، في اتفاقيته، أن "8 ساعات عمل تشكل يوم عمل قانوني اعتبارا من 1 مايو 1886 وصاعدا، مع توصية كافة المنظمات العمالية بجميع أنحاء الولاية القضائية بتوجيه القوانين التي تتوافق مع هذا القرار"، داعين لأضراب شارك فيه أكثر من 300 ألف عامل في المصانع التي يعملون فيها في جميع أنحاء البلاد.

وفي عام 1889 كتب رئيس اتحاد نقابات العمال في أمريكا إلى المؤتمر الأول للأممية الثانية الذي عقد في باريس، داعيا الى توحيد نضال العمال حول العالم لتحديد عدد ساعات العمل بثماني ساعات في اليوم.

وقرر المؤتمر الاستجابة لهذا المطلب عبر الدعوة إلى "مظاهرات حول العالم" في الأول من شهر مايو في العام التالي، 1890، وأصبح هذا اليوم منذ ذلك العام عيدا للعمال حول العالم.

وكان اختيار هذا اليوم من قبل الأممية أيضا بمثابة تكريم لضحايا ساحة هيماركيت في شيكاغو وغيرها من الاحتجاجات والاضرابات العمالية التي شهدتها المدينة عام 1886.

ومنذ ذلك التاريخ لم يتوقف نضال الحركة العمالية في الولايات المتحدة الأمريكية، وبلغ ذروته عام 1894، حينما قتل الجيش الأمريكي عددا من العمال المتظاهرين، وهو ما شكل ضغطا كبيرا على الرئيس الأمريكي، غروفر كليفلاند، ودفعه إلى التصالح مع حزب العمال، بتشريع عيد العمال، وإعلانه عطلة رسمية في البلاد، تخليدا لذكرى أوغست سبايز ورفاقه.

جدير بالذكر أن المسمى الرمسي لهذا العيد في روسيا الاتحادية قد اختلف عما كانت عليه أيام الاتحاد السوفيتي، حيث تم تغير اسمه عام 1992 لتصبح "عيد العمل والربيع"، بعد ان كان سابق "اليوم العالمي للتضامن مع الطبقة العاملة".

ويعتبر عيد العمال من الأعياد الأكثر انتشارا في العالم، حيث يتم الاحتفال به في 130 دولة تقريبا، ويعتبر في معظم دول العالم عطلة رسمية.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة