آلاف السودانيين يفرون من الحرب
آلاف السودانيين يفرون من الحرب


المصلحة الوحيدة للقاهرة هى إنهاء الصراع.. والاتجاه للحل السياسى

مصر تقتسم معاناة الحرب مع السودانيين

آخر ساعة

الثلاثاء، 02 مايو 2023 - 01:34 م

أحمد جمال

تتحـرك الدولة المصرية فـــى اتجـاهات عديدة لإطفاء نار  الصراع المشتعل فى السودان مـنذ انطلاقه فـــى منتصف الشهر الماضي، وهـو ما ترتبت عليه توالى التحركات والجهود التى تستهدف تقديم مبادرات سلمية تمهـد لوقــف القـتال الدائـر بين أبناء الوطن الواحد.

تردى الأوضاع الإنسانية

برهن النشاط المصرى وحالة الاستعداد السريعة للتعامل مع تردى الأوضاع الإنسانية فى السودان على أن مؤسسات الدولة المصرية لم تدخر جهداً للتخفيف عن الأشقاء السودانيين، واقتسمت المعاناة معهم بعد أن أرغمتهم الحرب على ترك بلادهم، وهو ما يفتح المجال أمام أدوار مصرية أكبر على مستوى الحل السياسى، وأضحى هناك قناعة من الأطراف السودانية بأن القاهرة مصلحتها الوحيدة فى إنهاء النزاع القائم والعودة إلى مربع العملية السياسية وتطويرها بما يحقق أهداف التحول الديمقراطى.

ووقف الأهالى فى مناطق ادابودب وادراوب واوادى كركرب بمحافظة أسوان، أمام الحافلات التى تنقل السودانيين لاصطحابهم إلى منازلهم وتوفير كل الخدمات من الطعام والشراب وسبل الراحة للتخفيف عنهم، ولم يتردد أهالى قرى أبوسمبل فى فتح جمعيات تنمية المجتمع لتكون مأوى للأشقاء السودانيين، ووقف جيش من المتطوعين لخدمتهم وتوفير كل مطالبهم واحتياجاتهم، لينسى السودانيون ما مر بهم من مشاهد عصيبة.

ويؤشر إقدام العديد من الدول نحو التنسيق مع مصر لإجلاء رعاياها من السودان عبر معبر أرقين البرى على الحدود المصرية - السودانية، الذى كان شاهداً على عودة الجزء الأكبر من المصريين وكذلك استقبل الجزء الأكبر من السودانيين الفارين من الحرب، على نجاح أجهزة ومؤسسات الدولة المصرية فى تأمين عودة رعاياها سواء فى أوقات السلم والحرب والأزمات، كما حدث فى السابق بأزمات مختلفة طرأت فى دول مجاورة للحدود المصرية.

العلاقات المصرية السودانية

وقال السفير على الحنفى، نائب وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية، إن العلاقات المصرية السودانية تاريخية متجذرة كما أنها تتسم بأنها علاقات متنوعة وتشمل كافة الجوانب التى تتسم بها العلاقات القوية بين الدول، كما أن هناك علاقات مصاهرة كبيرة، ويكفى الإشارة لوجود ملايين السودانيين المقيمين فى مصر ويتمتعون بنفس المعاملة التى يحظى بها المواطن المصرى، وفى المقابل هناك آلاف المصريين الدارسين والممثلين لمختلف القطاعات وعلى رأسها قطاع الأعمال فى السودان.

وأشار إلى أن الدولة المصرية أدارت الأزمة الأخيرة بكل احترافية وبما تقتضيه الأعراف الدولية وبما هو معروف عن مصر التى تحترم القوانين الدولية، وبالتالى كان لزاماً على الدولة المصرية توفير كافة السبل للمواطنين المصريين للعودة، فسخرت بالتنسيق مع الأجهزة المعنية فى السودان مسألة إجلاء المصريين وتأمين عودتهم عبر الحدود البرية أو النقل الجوى ونسقت مع دول أخرى فيما يتعلق بنقل بعض المصريين عن طريق البحر، وأن الجهود مازالت مستمرة لإعادة من لديهم الرغبة فى العودة إلى بلدهم.

وشدد على أن مصر لم تميز بين مصرى عائد أو أجنبى راغب فى العودة إلى دولته عن طريق مصر وسهلت اللجوء عن طريق الحدود المصرية لمواطنى عشرات الدول الأخرى سواء تم ذلك عن طريق البر أو الجو، وكان ذلك محل تقدير واحترام العديد من دول العالم التى أعربت عن امتنانها للدور الذى قامت به جهات مصرية عديدة ساهمت بخروج هذا المشهد بالشكل اللائق بمصر وتاريخها.

ولفت إلى أن مصر تستضيف ملايين المواطنين لجأوا إليها بفعل اضطرابات وأزمات وحرائق هنا وهنا فى المنطقة، ودائما ما يكون الباب المصرى مفتوحًا، ولا تتعامل مع هؤلاء باعتبارهم لاجئين سياسيين لكنها تساوى فى كثير من الأمور بينهم وبين المواطنين المصريين، ولذلك فإن مصر تتمتع بهذه السمعة الطيبة ويشعر العالم بقدر كبير من التقدير لمصر لما تقوم به من أدوار إنسانية دونما أن تُحمِّل أى دولة سواء الدولة التى وفد منها من يلجأ إلى مصر أو المؤسسات الدولية أى تكاليف، كما أنها لم توظف الأمر سياسيًا أو تستغله لابتزاز المجتمع الدولى كما تفعل دول أخرى.

المبادرات المصرية

ومن جانبه أكد الكاتب والمحلل السياسى السودانى، مكى مغربى، أن القاهرة مؤهلة للعب دور الوساطة فى الأزمة السودانية، وذلك لسبب جوهرى وهى أنها الدولة التى اقتسمت مع السودانيين معاناتهم، وأنه من الأفضل للسودانيين أن يكونوا أكثر تجاوبًا مع المبادرات المصرية للحل، وأن مصر بإمكانها استضافة الفرقاء باعتبار أن القاهرة تعتبر بيئة صديقة للجميع، ولا تنحاز لطرف على حساب الآخر.

وأشار لوجود تدخلات خارجية تستهدف ضرب العلاقات المصرية السودانية من جانب أطراف لديها مصلحة فى استمرار الصراع القائم، لكنه شدد على أن العلاقات بين البلدين أكبر من تلك المحاولات التخريبية، وأن مصر هى الشريك الأول الإقليمى للسودان من الناحية السياسية وعلى مستوى الشعبين أيضا.

وأوضح أن السودانيبن يلجأون لمصر للاستقرار وإقامة الاستثمارات، أكثر مما يذهبون إلى أماكن أخرى، وهناك تعويل شعبى سودانى على مصر لإعانتهم حتى فى الاستقرار الأسرى، وعدد الطلاب السودانيين الذين يدرسون  فى جامعات مصرية يزداد كل يوم، والسودانيون الذين يمتلكون عقارات عددهم  الأكبر فى مصر، والعلاقات بين مصر والسودان، أقدم تاريخيا من كل الدول، وهذا ما يعزز موقف مصر ووزنها فى الإقليم ،وعليه فإنها الشريك الإقليمى الأول.

نقلا من عدد أخر ساعة بتاريخ 3/5/2023

اقرأ أيضًا : التحرير المصري: مصر والسعودية تجمعهما علاقات وطيدة تاريخيا

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة