فتل الحبال
فتل الحبال


حكايات| «فتل الحبال».. مهنة تقاوم الاندثار في المنيا

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 03 مايو 2023 - 09:44 ص

حمد الترهوني

ورث تلك المهنة عن أجداده وعشقها منذ الصغر وقرر أن تكون مصيره ومصدر رزق أولاده، يعمل «عماد سلمان» صاحب الـ40 عامًا ابن مدينة ملوي بمحافظة المنيا في مهنة «فتل الحبال» الليف منذ أكثر من 30 عامًا إذ اتخذها ورثًا عن أبيه وأجداده الذين كانوا يعملون بها أيضًا لسنوات طويلة.

حكايات| أول مطربة شعبية بالصعيد.. «إحنا القناوية يا خال وبلدي أصلي»

كانت البداية عندما تجولت «بوابة أخبار اليوم» بين شوارع قرية البراجيل المعروف عنها تصينع أحبال الليف، والتي يزيد عمرها داخل القرية عن قرابة 1400 عام، حتى تحولت مصدر الرزق الوحيد لدى سكان القرية دون التخلي عنها حتى الآن. 

وعلي بعد حوالي 5 كيلو متر من طريق المحيط المار بين قرى مركز ملوي جنوبي المنيا تقع قرية البراجيل المشهورة بصناعة أحبال الليف، فتجد جميع أبناء القرية توارث هذه المهنة الفريدة منذ مئات السنين.

و يقول عماد لـ«بوابة أخبار اليوم»: «توارث مهنة فتل الحبال أبًا عن جد فأتقنتها والحمد لله وتعلقت بها منذ طفولتي عندما كنت طفل في سن الثامنة من عمري كنت أذهب مع والدي أثناء أوقات العمل طوال اليوم سعيد ومبسوط جدًا بالتجربة دي وأصبحت جزءًا من تكويني وعشقي وقررت أن تكون مهنتي الوحيدة». 

وأوضح أن صناعة أحبال الليف تجمع بين الرجال والنساء وذلك لاكتمال مرحلة التصنيع التي يمر بها بداية من شراء الليف بالقنطار من أصحاب النخيل والذي يتراوح سعره من بين 90 إلى 120جنيهًا، ثم «تشوينة» داخل المخازن لعملية التليين في المياه حتى يصبح عبارة عن أنسجة متماسكة وتوزيعه على النساء لبدء تجهيز الطلبات للزبائن.

ويضيف: «بعد أن يصبح الليف جاهزًا يوزع على نساء القرية في منازلهم، حيث يقومون بفتله و برمه حتى يتحول إلى أحبال ويتم محاسبتهن على حسب نسبة الإنتاج والتي تقدر بـ100 حبل مقابل 15 جنيهات يعتبرونها أجر يومي لمساعدة أزواجهن في تلبية مطالب أولادهم».

وأشار إلى أن الزبائن يتوافدن من جميع المحافظات إلى القرية لشراء أحبال الليف التي تستخدم في تربيط محصولي القمح والأرز، حيث يعتبر الحبل الليف من أجود الوسائل في تربيط المحاصيل الزراعية عن باقي أنواع الأحبال الحديثة، ويزداد الطلب على أحبال الليف في هذه الأيام تزامنًا مع موسم حصاد القمح، حيث يحرص أبناء القرية في تصنيع أحبال الليف بكميات كبيرة تساعد في تلبية احتياجات المزارعين خلال حصادهم للذهب الأصفر.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة