محافظ شمال سيناء ووزيرة الثقافة خلال افتتاح مكتبة ضاحية السلام
محافظ شمال سيناء ووزيرة الثقافة خلال افتتاح مكتبة ضاحية السلام


الأسواق مكتظة والشواطئ كاملة العدد

الفرحة تعم أرض الفيروز| «الأخبار» في العريش ورفح بعد القضاء على طيور الظلام

رضوى حسني

الأربعاء، 03 مايو 2023 - 07:28 م

أكثر من 800 كيلو قطعتها جريدة الأخبار «رايح جاي» بين القاهرة ومدينة العريش، كان همنا الأول في هذه الرحلة هو نقل الصورة ميدانية لما يحدث في شمال سيناء وتحديدا في العريش ورفح والشيخ زويد خاصة بعد إعلان القيادة السياسية القضاء على الإرهاب وخلوها من المتطرفين والتكفيريين.

«حاجة تفرح».. هكذا يمكن وصف المشهد العام في شمال سيناء ، فطيلة الطريق كنت أتساءل عن الناس هناك وأحوالهم ومدارسهم ومستشفياتهم وما إن وصلنا لأرض العريش إلا ان الاجابات جاءت سريعة للغاية ..

فلا مكان للإرهاب هناك حيث تم القضاء عليه نهائيا ..السيناوية يسيرون في الشوارع بكل أمن وأمان ..المحلات عامرة بالبضائع والأسواق مكتظة بالبائعين والمشترين من أهل سيناء الحبيبة ..

المدارس تعمل والأطفال يرددون تحية العلم المصري « تحيا جمهورية مصر العربية « ..»الأخبار» ترصد مظاهرعودة الحياة في مدن شمال سيناء.

عاشت مدينة العريش حالة من السعادة والفرحة، الفترة الماضية ، خلال احتفالها بعيدها القومى الـ٤١فى ذكرى تحرير محافظة شمال سيناء من الاحتلال الإسرائيلي ، وعودتها مرة أخرى فى أحضان أرض الكنانة لتتوج أراضيها الرملية الذهبية بالعلم المصرى مرفرفا عليها معلنا عن شموخ وعظمة أبناء العريش،فهنا لأول مرة منذ سنين طويلة تقارب١٣عاما تعود الموسيقى العسكرية لتجوب شوارع المدينة معلنة عن عودة الأمن والأمان بالعريش بعد سنين مريرة عاشتها فى الحرب على الإرهاب فكانت مشاهد الأحداث واحدة أصوات القنابل والقذائف تدق هنا وهناك هى الوحيدة القادرة على كسر صمت ساعات حظر التجوال الطويل والخوف والقلق يملأ العيون والقلوب ترتجف بين طرفة وأخرى ،والجميع يترقب الأحداث وعيون الأهالى لا ترى سوى مدرعات وقوات عسكرية تتناقل ليلا نهارا بين الشوارع لتصطاد الإرهابيين وتدق معاقلهم،أما اليوم فسيناء تعيش كعروس تسترجع شبابها وجمالها من جديد،تحت مظلة الجيش والشرطة رجال أمن مصر وحصنها المنيع.

«الأخبار»ترصد ملامح عودة الحياة من جديد بمدينة العريش.

أرض الفيروز

هنا فى قلب أرض الفيروز بالعريش استرجعت المدينة رونقها وتألقها من جديد،فبدأت الحياة تدب في شوارعها ،بمجرد أن تطأ قدمك للمدينة الباسلة،ترى كفاح « العريشية « ومدى صبرهم الطويل على تحمل الحياة الصعبة خلال السنوات الجفاف الطويلة التى أثرت عليهم بالسلب واليوم يحاولون استعادتها من جديد، فقاعات الأفراح بدأت تستقبل العرائس من جديد ،والأهالى يتراقصون بحرية فرحة بزفاف أبنائهم تارة وفرحة أخرى بالحرية والأمان التى حرموا منهما لفترة طويلة بسبب ساعات الحظر الطويلة والقتال الدائر لدحر الإرهاب.

ومن قاعات الأفراح والليالي الملاح الى سوق الرفاعى أكبر الأسواق التجارية بالمدينة حيث تجده يعج بحركة البيع والشراء، فالمحال التجارية تتزين بما لذا وطاب من الفاكهة والخضراوات الطازجة ذات الروائح الطيبة من الأرض الطاهرة سيناء، كما ترى روائح الدخان الصادرة من شوايات المطاعم المختلفة تعانق السماء مما تعكس حركة البيع بالسوق فى إعداد أشهى المأكولات المحببة للعرايشية وهى «الحواوشى» والأسماك « بمختلف أنواعها خاصة انها اتية من بحيرة البردويل التي تقع على أطراف مدينة العريش ، ليتغنون بأنواع السمك المختلفة التى فازت بها شباكهم ويعرضونها للبيع ،ليقاطعها أصوات سيارات نقل الركاب «الميكروباصات» وتصدح أصوات الإذاعة بالأغانى السيناوية الجميلة تطرب لها الأذان لسماع توافقات الآلات المقرونة والشبابة والربابة والسمسمية مع أصوات المطربين الذين يتحدثون اللغة العربية الفصحى بلكنة بدوية.

المشهد العام يجعلك تشعر بالأمن والأمان في بلد ظل يحارب الإرهاب لمدة 10 سنوات ماضية

ومن سوق الرفاعي انتقلنا إلى أشهر قرية في شمال سيناء تلك القرية التي قتل شبابها ورجالها بدم بارد على أيدي مجموعة من التكفيريين اثناء صلاة الجمعة في مشهد أقل ما يوصف به هو الخسة و الغدر والخيانة والوحشية .

قرية الروضة تبعد عن مدينة العريش بمسافة ٥٠كم ،تجد نسائم الحياة هناك تداعب الجميع الكبار والصغار معا،ولا يملوا من الحركة ، فهناك من يقف في محل بقالة ليبيع لسكان الروضة وآخر يفترش الأرض ببعض أنواع الخضراوات والفاكهة وأطفال يلهون بالكرة، وأوضح عياد حسن أحد المواطنين بالقرية بأن الحياة تسير بصورة طبيعة والأطفال يرتادون المدارس بحرية دون خوف أو قلق،كما كان الوضع سابقا،واشار إلى انهم يعملون الآن على إعادة تعمير الأراضى بزرع شجرة الزيتون لتتلالأ الأرضى من جديد بلون الأخضر لون الحياة.

وأوضح أشرف حلاوة أحد أعضاء مجلس قبائل وعوائل سيناء بأن محافظة شمال سيناء أصبحت الآن ملاذا آمنا لكل المصريين بعد أن نجحت قواتنا المسلحة في القضاء تماما على البؤر الإرهابية التي جعلتنا نعيش في قلق وتوتر طيلة 10 سنوات سابقة.

وطن واحد

ويدلل حلاوة على ذلك بتنظيم سباق الهجن والذي يأتي إليه وافدون وزائرون من داخل وخارج مصر خاصة دول الخليج ، فهذا الحفل أقيم تحت شعار «وطن واحد» علي مسرح مكشوف بجامعة سيناء، وان جميع أهل سيناء حرصوا على التواجد به، حتى أن شوارع المدينة ازدحمت لمسافة أكثر من ٢كيلو بالطريق المؤدى للحفل،حتى أن نسبة الاإشغالات فى الفنادق والشاليهات بالمدينة ارتفعت وبدأت حركة العمل تنتعش بها.

وأشار إلى ان ما شهدته سيناء خلال الأيام الماضية من احتفالات وسباقات وبناء وإعمار هو المشهد الذى ستكون عليه المحافظة لاحقا فلا مجال للانكسار والانهزام ، وهى تلك الصورة التى يود أبناء المحافظة بثها للعالم بأسره هو ان «سيناء كما يجب أن تكون»

وأكد حلاوة أن العريش وجهة مناسبة لجميع الأسر المصرية من حيث الأسعار والمدة الزمنية للوصول والتى لا تزيد على ٣ساعات من القاهرة، لانتشار الأمن وإحكام السيطرة لقوات الجيش بالطرق المؤدية إليها، وأضاف أن مهرجان الهجن أقيم بدافع الحب والانتماء الوطنى فجميع من شاركوا فى نجاحه من شباب وفتيات متطوعين ، والهدف منه بث رسالة واحدة وهى أن سيناء آمنة و تستعد لاستقبال الزوار ،وأكد أن هناك حالة من الامتنان والشكر تسود بين أبناء قبائل سيناء للمجهودات التى تبذلها القيادة السياسية  للقضاء على أعوان الشر ومخربي الديار واهتمام الرئيس السيسي الدائم بأبناء سيناء والعمل على تعميرها وتنميتها من جميع المحاور الثقافية والفنية والاقتصادية باعتبارها أهم الأسلحة فى مواجهة الإرهاب

رمضان و الهضبة

و صرح حلاوة لـ «الأخبار» بأنه جار الاستعداد لإقامة حفلات غنائية خلال الفترة المقبلة بشمال سيناء على أن تكون مبهرة للجميع وخير ممثل لأمن مصر عالميا، فسيقام حفل للمطرب احمد سعد خلال الشهر الجارى كما سيقام حفلان للفنانين محمد رمضان والهضبة عمرو دياب خلال إجازة عيد الأضحى المبارك بشهر يونيو القادم ليتسع لـ١٠آلاف من الجماهير ومن المقرر إقامته على أحد الشواطئ بمنطقة المساعيد بشمال المدينة.

ابدأ حلمك

وأكد العميد محمد نبيل رئيس إقليم القناة الثقافى أن سيناء تشهد نقلة ثقافية واعدة تهدف لبناء مواطن سيناوى مصرى مثقف واع، قادر على مكافحة الإرهاب بكل أنواعه وأكثرها خطورها وهو الإرهاب الفكرى، وأضاف أن كل ما يتم الآن على أرض الواقع من تعمير عمرانى وثقافى هو انتصار لأرواح الشهداء الذين سالت دماؤهم على الأرض الطاهرة.

وأشار إلى أنه تم افتتاح مكتبتين الأولى مكتبة ضاحية السلام والمكتبة العامة والتى افتتحتها وزيرة الثقافة خلال الاحتفال بالعيد القومى لسيناء الـ 41، واكد بأن هناك انجازات ثقافية على مدار الفترة الماضية اهتماما بالأمن القومى الثقافى فكان أهمها تنظيم المؤتمر الأدبى لمحافظات سيناء والقناة بالعريش بعد غياب لأكثر من 12 عاما.

كما تم تنظيم 24 قافلة ثقافية بوديان سيناء والتى تقام للتجمعات البدوية البعيدة عن المدن، فضلا عن تنظيم 30 قافلة ثقافية بالمدارس لغرس روح الانتماء والولاء لدى الأطفال منذ نعومه أظافرهم ، وأشار إلى ان القوافل تشمل العديد من الورش « الادبية والفنية واكتشاف المواهب، وتعليم الحرف السيناوية حتى لا تندثر ، ومنها حرفة صناعة الثوب السيناوى والذى يعد أمنا قوميا ثقافيا لا بد من الحفاظ عليه.

وأوضح أن هناك خطة ثقافية جارٍ تنفيذها الفترة المقبلة بانشاء فرق للموسيقى العربية وكورال للأطفال وذوى الهمم، والانشاد الدينى بمنطقة بئر العبد ورفح والشيخ وزيد، لأن هؤلاء الأطفال هم رجال سيناء القادمون درعها وحصنها المنيع الأول من الإرهاب، بالإضافة الى أنه جارٍ تطوير دور الثقافة التالية: بيت قاطية، بيت ثقافة المساعيد، قصر ثقافة نخل، قصر ثقافة الشيخ زويد قصر ثقافة بئر العبد.

وأشار إلى أن إعادة إنشاء قصر ثقافة رفح هو الحدث الأهم لان تلك المنطقة عانت الكثير من ويلات الحرب منذ العملية الشاملة التى عاشتها العريش، وأضاف أنه خلال الأيام المقبلة ستعلن الوزارة عن برنامج «ابدا حلمك» للموهوبين من ابناء شمال سيناء وجنوبها والذى سيكون له أهمية خاصة لانه موجه لابناء المحافظات الحدودية.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة