صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


روسيا تسابق الزمن لاستبدال التكنولوجيا الغربية وزيادة صادرات الغاز

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 04 مايو 2023 - 07:24 م

تبذل روسيا جهودًا حثيثةً لزيادة قدرتها على تصدير الغاز الطبيعي عن طريق البحر، في محاولة منها لإيجاد أسواق جديدة للكميات الهائلة التي كانت ترسلها إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب.
المسألة المهمة هنا هي أنها تحتاج إلى تطوير تقنيات خاصة بها للقيام بذلك، وبسرعة.
تريد روسيا زيادة صادراتها من الغاز الطبيعي المسال ثلاثة أمثال بحلول نهاية العقد، وهو هدف طموح سيجعلها مورِّداً رئيسياً، والأهم من ذلك، أنه سيسمح لصاحبة أكبر احتياطيات غاز طبيعي في العالم، بالاستفادة من الأسواق الاستهلاكية الجديدة التي تشتد الحاجة إليها.

اقرأ أيضًا| تحطم طائرة مسيرة على أرض منشأة للمنتجات النفطية في إقليم روستوف الروسي‎‎

ولتحقيق هذه الغاية، تعمل موسكو على تسريع تقنيات التسييل الخاصة بها لتكون على قدم المساواة مع أفضل صانعي معدات الغاز الطبيعي المسال، من فرنسا إلى الولايات المتحدة، والذين غادروا جميعهم روسيا بعد غزو أوكرانيا في فبراير 2022.
في أبريل المنصرم، حصلت شركة "نوفاتك" (Novatek) الروسية الخاصة لتصدير الغاز، على براءة اختراع لتحديثها تقنية تسييل الغاز المعروفة باسم "أركتيك كاسكيد موديفايد" (Arctic Cascade Modified)، أو "إيه سي إم" (ACM). تعتمد هذه التقنية على تصميم يُستخدم بالفعل في المحطة الرابعة بمنشأة يامال، وهي أول مشروع للشركة لإنتاج وقود شديد البرودة، وحتى الآن أكبر محطة للغاز الطبيعي المسال في روسيا.
مشروع يامال للغاز الطبيعي المسال الذي تقوده شركة "نوفاتك"، يعمل دائماً بما يفوق طاقته المستهدفة. إلا أن المحطات الثلاث الأولى، بُنيت بمعدات أجنبية. وفي حين قالت "نوفاتك" في تقريرها السنوي لعام 2022 إن المحطة الرابعة "أثبتت موثوقيتها وكفاءتها العالية في استخدام الطاقة"، واجهت الشركة مشكلات بعد تشغيل الخط في 2021.
قالت "نوفاتك"، في رد عبر البريد الإلكتروني على أسئلة، إن العمل مع الشركات المصنعة الروسية "بدأ في إفراز نتائج جيدة. نحن نعرف كيفية حل المشكلات الفنية".
تجسد تكنولوجيا الغاز الطبيعي المسال أزمة البحث والابتكار الأوسع التي نجمت عن عزلة موسكو. فإسالة الغاز أمر معقد للغاية، كما إن منشآته تعد روائع هندسية ضخمة يمكن أن تمتد على مساحة المئات من ملاعب كرة القدم، وتتكلف مليارات الدولارات. ويستغرق بناء مصنع نموذجي من ثلاث إلى أربع سنوات، ويتكون من متاهة من الأنابيب التي تنقل الغاز وتعالجه ثم تبرّده إلى 160 درجة مئوية تحت الصفر (-260 درجة فهرنهايت) قبل تحميله على سفن مصممة خصيصاً لذلك الغرض.
مشروع "نوفاتك" الجديد ، المعروف باسم "أركتيك إل إن جي 2"، يستند إلى مفهوم بناء يستخدم الهياكل القائمة على الجاذبية، وأنشأ مركزاً جديداً لتصنيع معدات الغاز الطبيعي المسال في بيلوكامينكا، بالقرب من ميناء مورمانسك في القطب الشمالي.
قالت "نوفاتك" إن الجدول الزمني يسير وفق المخطط له، مع تدشين أول محطة العام الجاري، والثانية في 2024، والثالثة في 2026. غير أن صناعة الغاز الطبيعي المسال الأوسع، لا تزال متشككة.
قال كلوديو شتيور، مدير "سينرجي كونسلتينغ" (SyEnergy Consulting)، وهي شركة استشارية في مجال الطاقة مقرها المملكة المتحدة ولديها خبرة تقارب 30 عاماً في العمل على مشروعات الغاز الطبيعي المسال العالمية: "لن نعرف الإمكانات الحقيقية لتقنية (أركتيك كاسكيد) الخاصة بـ(نوفاتك) إلا بعد أن تعمل محطات الإسالة لفترة من الزمن.. وفي صناعة الغاز الطبيعي المسال، لا سبيل للاعتراف بتكنولوجيا جديدة أو بمورّد جديد، قبل إثبات القدرة على العمل على نحو يمكن التعويل عليه".


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة