صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


رغم الأزمة الاقتصادية .. تكلفة باهظة لحفل تتويج الملك تشارلز

ياسين سعيد

الجمعة، 05 مايو 2023 - 10:23 ص

فيما تستعد بريطانيا، السبت القادم الموافق 6 مايو 2023 -، لبداية فصل ملكي بتتويج الملك تشارلز الثالث، في واحد من أضخم الأحداث التي تشهدها البلاد منذ عقود، يشغل أذهان الكثيرين في الوقت نفسه تكاليف الحفل ومن سيدفعها في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها المملكة.

ففي الحفل الفاخر الذي سينطلق السبت 6 مايو، سيتم تتويج الملك إلى جانب زوجته الملكة كاميلا، في حدث دُعيت له شخصيات هامة حول العالم، علاوة على تجنيد أكثر من 11 ألف عنصر أمن سينتشرون في أماكن متفرقة بالعاصمة لندن التي سيمر فيها الموكب الملكي.

اقرأ أيضًا: إنفوجراف| 12 صلاحية لملك بريطانيا تشارلز الثالث

وبحسب قصر باكنجهام، فإن تتويج الملك تشارلز سيكون على مدار ثلاثة أيام من الاحتفالات، تبدأ يوم السبت 6 مايو المقبل، و"غداء التتويج الكبير" و"حفلة التتويج" في اليوم التالي، بالإضافة إلى عطلة مصرفية يوم الإثنين.

مجوهرات بمليارات الإسترليني

قالت تقارير بريطانية إنه من المقرر أن تصل قيمة المجوهرات التي ستظهر في حفل تتويج الملك تشارلز إلى 3،5 مليار جنيه استرليني. 

وأضافت التقارير إنه من المقرر أن تصل قيمة المجوهرات التي ستظهر في الحفل التاريخي إلى 3.5 مليار جنيه إسترليني.

ووفقًا لـصحيفة إكسبريس فمن المؤكد أن يضم الاحتفال التاج الإمبراطوري للدولة وقيمة مجوهراته 2.5 مليار جنيه استرليني، والذي شوهد آخر مرة فوق نعش الملكة.
وحاول تاجر المجوهرات في المملكة المتحدة "ماكسويل ستون" تقدير قيمة شعار التتويج، قائلاً:" أقدر أنها تستحق 3.5 مليار جنيه استرليني فهي مذهلة".

ووفقا للتقارير، أُعيد تصميم التاج عام 1660 للملك تشارلز الثاني، فيما يعود شكله الحالي  إلى عام 1936 ، عندما أعيد صنعه لتتويج جورج السادس، جد الملك تشارلز، من قبل صانع المجوهرات الملكية آنذاك "جارارد أند كو". 

وإبان توليه العشر، طلب جورج السادس إنقاص وزن التاج قدر الإمكان.

ويبلغ وزن التاج 1.06 كجم ويحتوي على 2868 ماسة، بما في ذلك ماسة كولينان 2 التي يبلغ وزنها 317 قيراطًا والتي يمكن فصلها وارتداؤها كبروش.

ووفقًا لستون، فإنه يُعتقد أن تاج سانت إدوارد، الذي اعتاد على استخدامه في تتويج كل ملك جديد منذ عام 1661، يساوي 3.6 مليون جنيه استرليني.

أما صولجان الصليب الشهير، فيتميز بقطعه الماسية وتزيد قيمته المقدرة لتصل إلى 700 مليون جنيه استرليني. وفي الوقت نفسه ، تبلغ قيمة صولجان دوف حوالي 250 ألف جنيه استرليني.

تكلفة حفل التتويج وسط الأزمة 

لكونه حدثًا حكوميًا سيتم دفع تكاليفه من قبل حكومة المملكة المتحدة بالإضافة إلى قصر باكنجهام، من خلال المنحة السيادية والمحفظة الخاصة.

غير أنه مع عدم الكشف عن ميزانية المناسبة التاريخية ، وعدم تعليق الحكومة على التكلفة الإجمالية المتوقعة يظل مبلغ الأموال العامة المقرر إنفاقها محل ، حتى وإن كانت تقارير إعلامية قد تحدثت عن 100 مليون جنيه استرليني.

وفي هذه الأثناء، ترددت شائعات عن احتمال "تقليص حجم الحدث" بسبب الوضع الاقتصادي، بحسب ما ذكرته "بي بي سي" البريطانية.

ونقلت وسائل إعلام بريطانية عن متحدث باسم قصر باكنجهام: "نظرا لأن التتويج هو مناسبة وطنية للدولة، فإن مصادر التمويل ستشمل المنحة السيادية وحكومة المملكة المتحدة".

ويُعتقد أن تتويج الملكة الراحلة إليزابيث الثانية عام 1953 قد كلّف حوالي 1.5 مليون جنيه استرليني، أي ما يعادل حوالي 50 مليون جنيه استرليني اليوم.

في حين أن حفل تتويج الملك جورج السادس الذي جري في 11 ديسمبر 1936 - يعادل حوالي 24 مليون جنيه استرليني من أموال اليوم.

لكن الأمر غير ذلك في تتويج تشارلز الذي سيكون أعلى، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأمن ومخاطر الهجمات الإرهابية المحتملة.

وقال مصدر لصحيفة "ذا صن" البريطانية "في أموال اليوم، كلف حفل تتويج عام 1953 حوالي 50 مليون جنيه استرليني ، لكن تقديرات الملك تشارلز هي ضعف ذلك بسبب أشياء مثل الأمن، والتي لم تكن مشكلة كبيرة في ذلك الوقت".

لكن حقوق البث التلفزيوني في جميع أنحاء العالم ستغطي أكثر من التكلفة وستكون بمثابة دفعة هائلة للسياحة في المملكة المتحدة، حيث تم بالفعل حجز الفنادق لعطلة التتويج.
وهناك توقعات بأن يجلب تتويج الملك حوالي 1 مليار جنيه استرليني للاقتصاد البريطاني. ويري خبراء ومحللون بريطانيون، فإن التكلفة الإجمالية للحفل ستعلن بعد شهور من الحدث.


التتويج و أزمة الغلاء

ووسط أزمة غلاء المعيشة التي تسبب البؤس للكثيرين في المملكة المتحدة، هناك انتقادات مفادها أنه لا ينبغي تمويل الحدث من القطاع العام.

إذ أظهر استطلاع للرأي أجرته شركة YouGov الدولية مؤخرًا أن 52% من سكان لندن يعتقدون أن التتويج يجب أن لا يدفع من قبل دافعي الضرائب.

وذكر الاستطلاع أن هناك فئة من الناس في جزء واحد من غرب لندن لديهم آراء مختلطة بحسب بي بي سي. 

وقالت سيدة بريطانية في حديث تقرير صحفي أجرته ال بي بي سي البريطانية  "إننا نكافح من أجل التدفئة وتناول الطعام وهم ينفقون كل هذه الأموال".

وتعتقد غرفة التجارة والصناعة بلندن، أن التتويج من الناحية الاقتصادية "أمر جيد".

فمع نزول الحشود إلى العاصمة لمشاهدة الحدث التاريخي ستستفيد العديد من الشركات، لا سيما في قطاع الضيافة، من تجارتهم العابرة، كما يقول جيمس واتكينز من غرفة التجارة والصناعة بلندن.


 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة