الجمعة، 05 مايو 2023 - 06:49 م

فى بلد ترتفع فيه معدلات الطلاق بصورة كبيرة، تتزايد أهمية تصدى الدراما لقضايا العلاقات الزوجية، والمشاكل الأسرية التى تؤدى إلى الطلاق، ومن أجمل المسلسلات التى تعرضت لتلك القضايا بواقعية وصدق، مسلسل «مذكرات زوج» ومسلسل «الهرشة السابعة» الذى ظلمه اسمه.

نجح كلا العملين فى الكشف عن أزمات تختفى تحت الرماد فى بيوتنا، لا ننتبه إليها إلا حينما تشتعل نيرانها، وتتصدع جدران البيوت. تناول مسلسل «الهرشة السابعة» نماذج من العلاقات الزوجية فى المجتمع، والتغيرات التى تطرأ عليها، وقدم المخرج كريم الشناوي صورة عن طبيعة مشاكل كل مرحلة من مراحل الحياة الزوجية، وتبعات الزيجات الفاشلة، وتأثيراتها على علاقة الأبناء بالآباء والأمهات، واستطاعت الكاتبة المبدعة مريم ناعوم رسم الشخصيات وتحولاتها بسلاسة وواقعية، وتقديم سرد جذاب وغير تقليدي، لفصول من رحلة زوجين، بدءاً من حلاوة البدايات، مروراً بتدهور منحنى السعادة وتفاقم الصراعات، وصولاً إلى عتبة الانفصال، نتيجة لتشابك المشكلات، والاختلافات الجوهرية التى تعرقل الحياة الزوجية، كما دارت الخيوط الفرعية للقصة المحورية فى فلك القضية ذاتها، ولكن بتنويعات وتفاصيل وأعمار مختلفة، قدمها ببراعة مخرج يجيد اختيار القضايا الاجتماعية، ويتناولها بهمس وعمق فى أعماله. 

جسّدت أمينة خليل شخصية «نادين» وتحولاتها بسلاسة وتلقائية، وإحساس متدفق لمشاعر الحبيبة الرومانسية، والزوجة الطامحة فى زواج يحقق أحلامها، وعمل تملأ به وقت فراغها، والأم التى تعانى بعد إنجاب توأم يقلبان حياتها رأساً على عقب، والمرأة الناضجة التى تحقق ذاتها من خلال عمل تستعيد به ثقتها بنفسها، فى حين جسد محمد شاهين أفضل أدواره من خلال شخصية «آدم» الزوج المحب الذى يشكو من إهمال زوجته بعد الإنجاب، وفى الوقت نفسه يحصرها فى مسئوليات الأمومة، لتتحول الحياة لسلسلة من العناد والاعتراضات على رغبات الطرف الآخر! كذلك أجاد أبطال المسلسل فى تجسيد أدوارهم.. على قاسم، أسماء جلال، محمد محمود، عايدة رياض، حنان سليمان، عماد رشاد، ومحمد الكيلانى.

فكرة العمل تقوم على نظرية تشير إلى أن السنوات السبع مفترق طرق يعيد خلالها الزوجان تقييم العلاقة، لكن وجود سنة حرجة تمر خلالها العلاقات الزوجية بذروة الخطر، نظرية غير علمية، بل تشير الأبحاث إلى أن معدلات الطلاق ترتفع بعد الزواج مباشرة، وتبلغ ذروتها فى العام الخامس، ثم تنخفض مع زيادة السنوات.. وللحديث بقية.