رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية خلال حواره مع «الأخبار»
رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية خلال حواره مع «الأخبار»


البحر الأحمر وخليجا السويس والعقبة مناطق نشطة زلزالياً

د. جاد القاضى: مصر ليست فى حزام الزلازل وغرق الدلتا والإسكندرية لن يحدث| حوار

حافظ محمدي

السبت، 06 مايو 2023 - 06:44 م

اصطدام كوكب بالأرض مستحيل وحساباتنا الفلكية دقيقة 100% 
مرصد فلكى كبير بجنوب سيناء بديل  لـ «القطامية»
اكتشاف كوكب مناظر للأرض.. لا يستطيع أحد الوصول إليه

على هضبة عالية فى جنوب قاهرة المعز وتحديدا بمنطقة حلوان ومنذ أكثر من 100 عام ترسو قواعد المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية والمعروف بمرصد حلوان الفلكي..

هذا المرصد الذى تم إنشاؤه منذ عام 1903 ليكون مركزا للبحوث والاكتشافات والمتابعة لكل ما يدور فى سماء الدنيا وما فوقها وما فى الأرض وباطنها وغلافها الجوى ليصبح فى الوقت الحالى بمثابة أقدم بيت خبرة فى هذه المجالات والتخصصات على المستوى المحلى والإقليمى ..

أعمار وأزمنة طويلة تقدر بمليارات السنين هى عمر الأرض سٌطرَ خلالها تاريخ طويل من الأحداث وتغيرت فيها جغرافيا كثيرة للمكان وما بين الزمان والمكان علاقة وصلة بالأحداث التى وقعت وتحققت والتى فى طريقها لذلك..

الأخبار التقت مع الدكتور جاد القاضى رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية ليجيب لنا عن عدد من الأسئلة خلال هذا الحوار..

والتى منها ما يثار باستمرار عن غرق الدلتا والإسكندرية، وعن الزلازل ودور أجهزة الرصد لها أو التنبؤ بها، وهل هناك كوكب سيصطدم بالأرض حقا، وما هى إمكانية العيش فى كواكب أخرى غير الأرض، وغيرها كثير من الأسئلة..وإلى تفاصيل هذا الحوار.

بداية.. ما هى الاختلافات أو التغيرات التى رصدها المعهد أو وصل إليها عن الأرض خلال متابعته لمراحل الحقبات الزمنية المختلفة؟

عمر الأرض التى نعيش عليها 4500 مليار سنة مقسمة إلى أعمار جيولوجية، والعمر الذى نعيشه الآن والذى بدأ منذ حوالى 30 مليون سنة، يسمى « بالهولوسين أو العصر الحديث « الذى تكون فيه النيل ودلتا النيل وأشياء أخري، والأعمار التى قبل ذلك أيا كانت مسمياتها « أيوسين أو ألوجوسين « الذى تكون فيه البحر الأحمر يقدر منذ 65 مليون سنة وما زال يتسع، لوجود زلازل فى البحر الأحمر تحديدا شماله ولأن به اتساعا وحركة، والجانب الشرقى والغربى يتم التباعد بينهما بمعدل 1 سنتيمتر فى السنة، وقبل ذلك كان العمر « الطباشيرى أو الكريتاسى « وكان البحر الأبيض المتوسط يغطى مصر بالكامل ويصل إلى قبل الخرطوم فى السودان بقليل، وهضبة المقطم وهى أعلى مكان فى القاهرة كانت قاع البحر، والهضبة التى نحن عليها الآن وهى هضبة المعهد بحلوان من الحجر الجيرى وبها محريات وقواقع ترسيب قاع البحر وليس الشاطئ.

تعزيز قدرات الرصد

هل لدينا إمكانيات وتكنولوجيا داخل مرصد الفلك تتواكب مع العصر؟

لدينا إمكانيات فى مرصد القطامية الفلكى يستطيع من خلالها أن يرى إلى 25 مليون سنة ضوئية والأعمار فى الفلك تقاس بالمسافات الضوئية، ومؤخرا يقوم العالم بتعزيز قدرات الرصد، فمثلا كان التليسكوب الفضائى «هابل» يرى إلى 4 ونصف مليار سنة فى عمق الكون وعندما ظهر «جميس ويب» زادت هذه المسافة الضوئية إلى ما يقرب من 14 مليار سنة ضوئية بمعدل زيادة 3 أضعاف المسافة التى كنا نعرفها قبل ذلك وهذا كشف أشياء وأمورا لم نكن نعرفها ولم نكن نعلم عنها شيئا فى هذه المسافة التى أصبحنا نراها مثل أجرام سماوية أخرى ومجموعات نجمية جديدة، وبدأ الحديث عن وجود ثقوب سوداء جديدة غير الثقب الأسود الذى تم اكتشافه، وحاليا نقوم بإنشاء مرصد فلكى كبير فى جنوب سيناء بمرآة قطرها 6.5 متر ليحل مكان مرصد القطامية الذى قطر مرآته 1.9 متر.

هذه المسافات الضوئية المتعلقة بقياس الفلك والسنوات المتعلقة بقياس الجيولوجيا والأرض.. ما العلاقة بينها ؟ وهل هناك اكتشافات جديدة متعلقة بالفلك والأرض؟ .

الفلك هو كل ما هو خارج الغلاف الجوى للأرض، أما الجيولوجيا فيكون الكلام متعلقا بداخل الأرض، والفلك تحديدا وبداية من عام 1959 ومع إطلاق أول مركبة فضائية من الإتحاد السوفيتى وكان على متنها أول رائد فضاء شهير وهو « يورى جاجارين « ومنذ هذا التاريخ أصبح الفضاء صفحة جديدة وكل ما كنا نعرفه عن الفضاء كان من خلال معادلات « أينشتاين « والنسبية، وبعدما صعد الإنسان للفضاء بدأنا نرى أشياء أخرى، وفى عام 1969 نزل « نيل أرمسترونج « ومشى على سطح القمر، تطورت بعد ذلك رحلات الفضاء وأصبحنا نرسل مسبارا مثل «الأمل» وأنواعا أخرى إلى سطح كوكب المريخ وبدأنا نعلم الكثير عن الفضاء، وكل هذه التفاصيل وخلال ما يحدث من سباق لكى نعلم هل هناك موارد طبيعية على هذه الكواكب موجودة أو كائنات فضائية وهل يمكن للإنسان ان يعيش على مثل هذه الكواكب نظرا لما يحدث على الأرض من صراعات من أجل السيطرة على الموارد المحدودة بعد ارتفاع عدد سكان الأرض ووصوله إلى ما يزيد على 7 مليارات نسمة، والآن أصبح لدينا برامج فضاء لهذه الكواكب وأصبح من الممكن ان يتم إرسال رحلات إلى أى كوكب تتشابه ظروف المعيشة فيه مع الأرض ويوجد فيه مياه وأكسجين وإذا توافر ذلك تكون المعيشة فيه متوافرة وممكنة.

سباق اكتشاف الفضاء لايتوقف، وكل يوم اكتشافات جديدة خارج المجموعة الشمسية ما أهم ما تم التوصل إليه؟

تم مؤخرا منذ حوالى شهرين اكتشاف كوكب مناظر لكوكب الأرض لكن مسافته بعيدة ولا يستطيع أحد الوصول إليه حاليا.

يوجد اكتشافات 

وهل هناك اكتشافات خاصة بالأرض تم الوصول لها؟

على الأرض القصة مختلفة كثيرا فنحن نقول إن الأزمان التى تقدر بملايين السنين، وكل يوم يوجد اكتشافات ونقول إنه يوجد هنا كائنات ومنذ عامين أحد الباحثين فى جامعة المنصورة تقريبا اكتشف عظام هيكل ديناصور كان فى مدينة الفيوم واكتشف آخر عند الواحات البحرية والمعروف أن الديناصورات كانت تعيش فى الأماكن البرمائية مثل بحيرات المنزلة والبرلس وغيرها وهذا يعنى ان البحر المتوسط كان موجودا فى هذه الأزمنة بهذه الأماكن عندما كان محيطا.

ما تأثير الكواكب والأجرام السماوية والنجوم على الأرض وعلى حياة البشر؟

توجد علاقة للكون بالكامل مع بعضه من خلال الجاذبية التى افترضها أينشتاين فى نظرية الجاذبية النسبية التى بدأت تتحقق من خلال اكتشافات وبرامج الفضاء، لكن دعنا نتكلم عن المسافة القريبة لنا وهى مجموعتنا الشمسية ومركزها الشمس والكواكب التسعة التى تدور حولها، ونتيجة قربها أو بعدها من الشمس تختلف الأيام والأزمنة، فاليوم على الأرض 24 ساعة والسنة 365 يوما وهذا غير اليوم على كوكب الزهرة وعطارد أو المريخ فى طول اليوم والسنة، وبناء عليه الكواكب القريبة من الشمس تكون درجة حرارتها عالية جدا ولا يمكن الحياة عليها، أما الكوكب الوحيد الذى به تشابه مع الأرض فهو المريخ ثم المشترى وهو كوكب غازى لا يوجد به هواء ولا ماء ولا أرض، والمجموعة الشمسية بما فيها الشمس والتسعة كواكب هى مجموعة نجم واحد، أما فى درب التبانة يوجد به 200 مليون نجم مثل الشمس وباختلاف أحجامها وهذا فى درب التبانة، والكون جميعه به عدد كبير من المجرات مثل مجرة درب التبانة.

إلى أى مدى تتأثر الأرض بكسوف الشمس أو خسوف القمر ؟

هذه العلاقة والتى تتعلق بدوران هذه الأجرام حول النجم الخاص بها مثل المجموعة الشمسية حول الشمس هى علاقة جذب وعلاقة طاقة قادمة من الشمس يخصنا نحن على الأرض الكسوف والخسوف وهما ظاهرتان عكس بعضهما مرتبطتان بالشمس والقمر والطبيعى أنه إذا جاء القمر فى المسافة بين الشمس والأرض فهذا يحجز الشمس عن الأرض ويعتبر كسوف الشمس أيا كان حجم الحجب للشمس، هل كسوف كلى أو جزئى أو أصبح القمر بداخل الشمس وهو الكسوف الحلقي، ودائما كسوف الشمس يتزامن مع بداية الشهر العربى وهذه قاعدة فلكية، والكسوف يعنى مولد الهلال، والقمر هو أصغرهم وهو جسم معتم ونراه نحن جسما مضيئا لأن أشعة الشمس تسقط عليه فتجعله جسما مضيئا، والأرض تغطى على القمر وتحجب عنه أشعة الشمس التى تجعله جسما مضيئا وهذا يحدث أول يوم وآخر يوم فى الشهر العربى بحيث يكون القمر «محاقا» أو هلالا..

ويبدأ يزيد بناء على حركة ويبعد قليلا عن الأرض وبناء على كمية الأشعة الساقطة عليه من الشمس فيبدأ حجمه يزيد فى الظهور أكثر ويصبح تربيعا ثم بدرا كاملا ثم يتناقص ويقل ليعود محاقا.

الحسابات الفلكية 

من المؤكد أن هناك حسابات دقيقة يتم استخدامها لحساب المواقيت الفلكية يتم تأكيدها والتثبت منها بأجهزة الرصد؟ ما نسبة نجاح هذه الحسابات؟

الحسابات الفلكية للعام الهجرى فقط والأرض تلف أمام الشمس وبسرعة كذا وبناء عليه اليوم مدته كم ساعة ودقيقة وثانية، والقمر كذلك ومن خلال هذه الحسابات نستطيع ان نحسب أوقات الاقتران للقمر والأرض والشمس وميلاد القمر ومتى سيكون هلالا وهذا بحساباتنا على مدار الشهر وعندما أصبح يوجد تليسكوبات بدأنا نرصد ونقارن بين الشهور وميلاد القمر ومتى سيحدث الاقتران الأول مع الشمس وكم سيظل من الوقت وعندما يتم رصد ذلك بالتليسكوب فهذا مضبوط وإذا جد جديد أبدأ فى تعديل الحسابات، وعندما نقول إنه سيحدث يوم كذا كسوف للشمس هذا يعنى أننا نعلم بذلك منذ 20 عاما وممكن القول بما سيحدث بعد 100 عام بالنسبة لبداية الهلال فى الأشهر الهجرية وفترة مكثه، وكل هذا يمكن ان يصل إلى 1000 عام وهذا بالحسابات وبرامج الكمبيوتر ونسبة نجاحها 100%.

ما جدول الظواهر الفلكية التى تحدث على مدار العام؟

إذا تحدثت عن ظاهرة فلكية ستحدث ولم تحدث إذًا هناك خطأ فى الحسابات الفلكية، ويوجد عندنا كسوف كلى للشمس سيحدث فى أغسطس 2027 وسوف نراه فى منطقة الأقصر والبر الغربى وحتى الصحراء الغربية، وعام 2006 تمت رؤيته فى السلوم، ولدينا كتاب يصدر من المعهد بدأنا فى إصداره سنويا منذ 20 عاما ويوجد على مواقع الإنترنت وعلى موقع المعهد، ويوجد به مواقيت بداية الأهله وفترات مكثها فى القاهرة وكل المحافظات والعواصم العربية والإسلامية، وكل يوم يتم التصوير والقياس بالتليسكوبات وحساب سطح القمر ونسبة الاستطالة والاستدارة ونسبة الإضاءة، ويوجد فرق بين رؤية الهلال بالأعين المجردة ورؤية العقل والعلم، وهذا يعود إلى الشبورة وحجب الرؤية بسبب العوامل الجوية والتلوث والغبار والأتربة أو الغيوم والسحب.

التطور التكنولوجى فى الأجهزة التى يمتلكها المعهد.. كيف نقارنها بالغرب؟

نحن كل ما لدينا من أجهزة ومعدات داخل المعهد مثلها مثل أحدث الأجهزة فى الغرب ولدينا تحديث مثل الغرب وخاصة بالنسبة لأجهزة رصد الزلازل وحساسيتها، ولا يوجد أى فرق والخبراء والباحثون لدينا مثل نظرائهم بالخارج وعندما نتنافس معهم أحيانا نعدل لهم بعض الأمور والموضوعات وهذا بفضل دعم الدولة للمعهد ماديا وبالدورات التدريبية بالخارج وشراء الأجهزة وتحديثها باستمرار.

ما رأيكم فيما يثار عن خطورة الزلازل المجاورة على مصر؟

مصر ليست فى حزام الزلازل لكن يوجد لدينا نشاط زلزالى موجود فى أماكن كثيرة على رأسها البحر الأحمر وخليجا السويس والعقبة وأكثر من 80% من هذا النشاط الزلزالى لا يشعر به المواطنون وبعضهم أحيانا يشعر به لكن لا يوجد به خطورة مثل الزلازل العالقة فى أذهان المواطنين وخاصة زلزال عام 1992، وهذا ليس نتيجة قوة الزلزال وإنما نتيجة تصرفات الناس، والعمارات التى سقطت كان بها غش فى مواد البناء مثل عمارة مصر الجديدة وما دون ذلك لا توجد أى مشكلات، وقد عشت فترة فى اليابان قوة الزلزال بها كانت تصل إلى 9٫2 ريختر وهذا يكون مثل « المرجيحة «، والمبانى هناك يتم تصميمها بمعايير ومواصفات تتحمل قوة الزلازل وتستطيع التعامل معها ولا تسقط.

هل وجود المياه حول اليابان باعتبارها مجموعة جزر له دور أو سبب فى كثرة الزلازل بها أو قوتها؟

لا، هى منطقة أحزمة زلازل مثلها مثل منطقة تركيا فهى مركز نشاط زلزالى وليس له علاقة بالماء وليس الماء يحيط بتركيا مثل اليابان وهو على فالق شرق الأناضول.

الزلازل الصغيرة التى لا نشعر بها أو ليس لها تأثير هل تكون مقدمات لزلزال أو زلازل كبيرة أو مدمرة؟

الزلازل الكبيرة أو المدمرة نوعان إما زلازل يسبقها زلازل مقدمات، أو توابع بعد الزلزال، وحسب النشاط الزلزالى أو البصمة الزلزالية لكل منطقة يتم التوقع أو التحذير من وقوع زلزال كبير، وبمتابعة النشاط الزلزالى على وجه الأرض، وكلما تم تكثيف محطات الرصد أكثر أمكن معرفة السلوك والنشاط الزلزالى لمنطقة معينة، ومنطقة شمال البحر الأحمر إذا حدث بها زلازل متكررة ما بين 2 إلى 3 ريختر خلال يوم أو يومين قد يتوقع حدوث زلزال أكبر من ذلك، وتوجد أماكن أخرى تفاجأ فيها بزلزال كبير فى صمت مثل زلزال تركيا ثم يعقبه توابع تصل إلى 8 آلاف تابع.

التوقع ومراحل التوقع 

لماذا لا توجد أجهزة تتوقع أو تتنبأ بحدوث الزلزال عن طريق الحسابات مثل ما يحدث فى حساب المواقيت الفلكية؟

بدأنا الآن فيما يسمى التوقع ومراحل التوقع وليس التنبؤ، وأصبح لها اسم جديد هو « الإنذار المبكر «، والآن لا يستطيع أحد أن يمنع زلزالا من الحدوث وأيا كان موقع الزلزال فهو ليس له حدود جغرافية ولا سياسية وإنما كل ما نستطيع فعله هو تقليل الخسائر وقت الزلزال ووقت وقوع الكارثة، وعندما يحدث زلزال يكون له عدد من الموجات والموجة المهمة بالنسبة لى هى الموجة المسالمة بعد الزلزال بثوان وتختلف من زلزال لآخر ومن منطقة لأخري، والمهم بعدما يتم تسجيل الموجة الزلزالية الأولى أستطيع أن أستعد وأغلق وأعطل القطارات السريعة، ومحطات ومفاعلات الطاقة النووية يتم غلقها أتوماتيكيا بحيث عندما تأتى الموجة المدمرة من الزلزال لا تتسبب فى وقوع كارثة نووية أكبر، واليابان يحدث بها زلازل بشكل كبير ومتكرر ولم نر حوادث فى القطارات السريعة، وهذا بسبب الإنذار المبكر الذى يتم من خلاله فصل التيار الكهربائى عن القطار وغلق المحطات النووية، والإنذار المبكر نحن قمنا بتطبيقه فى مصر فى أكثر من مشروع بالتعاون مع جهات أخرى مثل هيئة الطاقة الذرية بحيث لا قدر الله إذا حدث زلزال يتم غلق المفاعل أو المكان أتوماتيكيا.

يتحدث الغرب منذ سنوات عن كوكب يسمى « نيبرو « وأنه سيصطدم بالأرض ويتسبب فى دمار.. هل هذا الكلام دقيق؟

كل يوم نكتشف أشياء كثيرة فى الكون ولكن عندما خلق الله الأجرام السماوية والآية تقول « وكل فى فلك يسبحون «، كل جرم سماوى له الفلك الخاص به الذى يسبح فيه واستحالة يحدث تصادم، والحادث فى الفترة الأخيرة أن الفلك تم تقسيمه إلى مجموعات، المجرات الخارجية والجزء القريب من الأرض والأشياء الموجودة فى الغلاف الجوى للأرض والطقس والمناخ وغيرها، والجزئية الخاصة بالأجسام القريبة من الأرض ومنها المذنبات والنيازك والكويكبات معروف لها خرائط ولها مسارات وأستطيع ان أقول لك بعد عدد من السنين أنه يوجد كويكب سيقترب من الأرض ولكن الإصطدام لن يحدث أبدا، النيازك فقط، يحدث كثيرا سقوط لنيازك على الأرض وهى عبارة عن غبار، وعلى حسب طاقة هذا الغبار يسبح فى الفضاء ويسقط كزخات شهب.

التغيرات المناخية

ما ردك على من يتكلمون باستمرار عن غرق الإسكندرية والدلتا بسبب التغيرات المناخية أو الإحتباس الحرارى وغيرها من الأسباب؟

من يتكلم عن غرق الإسكندرية وغرق الشواطئ وعلاقة ذلك بالتغيرات المناخية والإحتباس الحرارى هذا ليس له علاقة، ومنذ 250 مليون سنة لم يكن يوجد الإحتباس الحرارى ولا ثورة صناعية، ولكن ذلك يحدث نتيجة دورة تكنولوجية طبيعية نتيجة « الجزء الفلكى « المتعلق بدوران الأرض حول محورها أمام الشمس وهذا الدوران لما خلق الله الأرض منذ 4500 مليون سنة كانت اليابسة كتلة واحدة والمياه جزء واحد ونتيجة هذا الدوران بدأت تتحرك وأصبحت توجد قارة ثانية كبيرة وتسمى « جندوانا «، وأيضا فى وقت من الأوقات البحر المتوسط الموجود حاليا كان محيطا ويسمى محيط « التيثس «، وهذا المحيط يزيد ويقل نتيجة حركة الدوران ويسمى هذا الدوران أو الحركة حركة « الألواح التكتونية أو إزاحة القارات « وكل هذا الدوران والحركة له علاقة بالفلك وإنما الأعمار علاقتها بالجيولوجيا، والفلك لا يحدد أزمانا داخل الأرض وإنما يحدد أزمانا للأجرام السماوية.

ما علاقة المد والجزر بحدوث الفيضانات أو التسونامي؟

يوجد لدينا فى المعهد المنظومة الوطنية للأرصاد وهى عبارة عن الشبكة القومية للزلازل والشبكة القومية للعجلة الزلزالية أو عجلة التسرع الزلزالى والشبكة القومية للجيودسية وتشوهات القشرة الأرضية وشبكة محطات المد البحرى وهذا بخلاف محطات الإشعاع الشمسى ومراصد الفلك ورصد الحطام الفضائى والأقمار الصناعية، بالنسبة للمد والجزر وهى العلاقة الفلكية الثابتة بين الأرض والقمر ومرتبطة بمنسوب سطح البحر وهذه القصة ليس لها علاقة بالزلازل وليست مرتبطة بالاحتباس الحرارى ولا التغيرات المناخية، هى مرتبطة فقط بالأرض والقمر وعلاقة الجاذبية بينهما، ونتيجة الإحتباس الحرارى والتغيرات المناخية أصبح يوجد ارتفاع لسطح البحر ولدينا نحن فى مصر يوجد هبوط لدلتا النيل لأن القارة الإفريقية تغوص أسفل القارة الأوروبية ونتيجة لذلك، الجزء الخاص بدلتا النيل به هبوط، والشبكة القومية لتحركات القشرة الأرضية لدينا ترصد هذا الهبوط، ومعدلاته متوسطة من 3 إلى 4 مليمترات فى السنة فى أماكن مختلفة من الدلتا وعندما وضعنا محطات لقياس معدل ارتفاع منسوب سطح البحر على جميع السواحل أصبح هناك معدل الارتفاع للمنسوب ما بين 2 إلى 3 مليمترات فى السنة، وهذان العاملان سواء هبوط الدلتا أو ارتفاع البحر ومتوسطه 4 أو 5 مليمترات فى السنة، وهل هذا سيؤدى إلى غرق الدلتا والإسكندرية مثلما يروج البعض؟ أقول إن هذا لن يحدث قبل 500 عام وإذا استمرت هذه المعدلات بالنسبة للأرض أو البحر.

هل هذا المد والجزر له علاقة بظهور قمر عملاق أو متغير اللون؟

بغض النظر عن حجم القمر عملاقا أم لا فإن المد والجزر هو علاقة الأرض والقمر والجاذبية فقط، وحجم القمر متى نسميه عملاقا أو غير عملاق، هذه الأجرام تدور حول نفسها أو حول الأرض والشمس وليس فى مسارات دائرية ولكن فى مسارات بيضاوية، يعنى توجد مسافة قريبة ومسافة بعيدة، المسافة القريبة تسمى « حضيض « و» الأوج « البعيد، وعندما يكون القمر فى أقرب مسافة منه للأرض وهى حوالى 340 ألف كيلو متر نراه حجمه كبيرا ونسميه القمر العملاق ولكن حجمه واحد، والقمر الأوج يبعد 365 ألف كيلو متر والفرق بين الحضيض والأوج 25 ألف كيلو متر فى الرؤية البصرية وتجعل هناك فرقا فى حجم القمر وليس له تأثير فى المد والجزر.

بالنسبة لدرجات الحرارة ومعدلاتها وقياسها وتوقعها والغلاف الجوى وما فيه، ما هو دور محطات الرصد الجوى فى ذلك؟

لدينا فى محطة الأرصاد الجوية وهى محطة البالون يتم إطلاق بالون كل يوم للسماء مليء بغاز الهليوم يقيس وهو يسير كل سنتيمتر فى الهواء درجة الحرارة والضغط والغازات وكل شيء ومن خلال كل هذه القياسات للخريطة الجوية التى تم رسمها تستطيع أن تحذر من المطبات فى الهواء والمرتفعات والمنخفضات الجوية وهذا ما يقوم به الطيار أثناء قيادته للطائرة، ومن خلال ما تم رسمه له فى هذه الخرائط ويكون على علم بتفاصيل الغلاف الجوى الذى يسير فيه وبناء عليه يستطيع أن يسير فى أقرب الطرق وأسلمها للوصول لأى مكان.

الأدوار البحثية 

ما دور المعهد فى البحث عن المياه الجوفية؟

المعهد له دور أصيل من الأدوار البحثية التى يقوم بها فى هذا المجال باستخدام الطرق الجيوفيزيائية المختلفة وهذا معناه التعرف على ما تحت سطح الأرض بخواصه الفيزيائية، والمياه الجوفية مخزونة فى طبقات تحت الأرض وعلى أعماق مختلفة وبنوعية صخور مختلفة وباستخدام الطرق الجيوفيزيائية المختلفة سواء الكهربائية الأرضية أو الكهرومغناطيسية أو التساقلية نستطيع أن نعرف تتابع هذه الطبقات ومحتواها سواء مياها أو بترولا أو معادن أو آثارا، والكشف عن المياه الجوفية له بعض الطرق وبناء عليه نستطيع عمل خرائط لحساب الطبقة الحاملة للمياه وكمية المياه بها ونستطيع ان نعطى توصية بحفر بئر مياه فى هذه المنطقة وعلى عمق كذا، وخزان المياه به يحتوى على كمية تقدر بكذا متر وما هو معدل السحب منه يوميا بالمتر المكعب، وبعمل خرائط كاملة للخزان مثل الخزان الجوفى النوبى أو الخزان الكريتاشى نستطيع القول إن هذا الخزان ممتد على مسافة كذا وحجمه كذا وكمية المياه به كذا ومعدل السحب وعليه استطيع حساب كمية النباتات والزراعات التى تتم زراعتها وحساب الفدادين، وهناك تعاون بيننا وبين وزارة الزراعة وهذا التعاون مهم جدا للتنمية المستدامة فى الزراعة والمحافظة على المياه الجوفية ومواردنا.

وما دور المعهد فى الكشف عن الثروات الطبيعية والمعادن؟

نفس الفكرة التى نعمل بها فى اكتشاف المياه الجوفية أستطيع بها البحث والكشف عن الخامات المعدنية، والرمل على سبيل المثال له توصيلة كهربائية غير الجرانيت غير الحجر الجيرى غير الطين غير الذهب، وكل ما يتم البحث عنه له ظروف تواجد وهذه الظروف والقياسات معروفة وببعض المعطيات الجيولوجية والجيوفيزيائية أستطيع القول إن هذه المنطقة على عمق كذا يوجد بها كذا أو كذا والطن المستخرج من هذه المنطقة به كميات تقدر بكذا من الذهب أو المنجنيز أو غيرها، وتستطيع حسابه اقتصاديا وحجم الاستفادة ومدى الجدوى من ذلك.

إقرأ أيضاً|رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية: مصر ليست فى حزام الزلازل

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة