خالد رزق
خالد رزق


مشوار

زمن المُسيّرات

خالد رزق

الأحد، 07 مايو 2023 - 07:18 م

قبل أيام انتبه العالم فجأة على نبأ استهداف مجمع قصور الكرملين ومقر إقامة الرئيس الروسى فى قلب موسكو بطائرات مسيرة انتحارية وصلت بالفعل إلى أهدافها وأعطبتها وسائل الدفاع الجوى فى اللحظات الأخيرة التى سبقت تفجرها على أسطح المبنيين، المفاجأة لم تكن فقط فى إقدام الرئيس الأوكرانى زيلينسكى على مقامرة كبرى كاتخاذ قرار على هذا القدر من الجرأة.


المفاجأة الأعظم كانت هى حقيقة تمكن مسيرات بدائية التكنولوجيا من اختراق الدفاعات الجوية الهائلة بالغة التقدم التى تحيط بموسكو مشكلة جدار الحماية الأكثر كثافة والأعلى تطوراً حول مدينة بالعالم، فالثابت أن روسيا وهى البلد صاحب ترسانة الدفاع الجوى الأشد تطوراً بالعالم تحيط عاصمتها بشبكة بالغة التعقيد و التطور من وسائل الدفاع الجوى بداية من المدفعية الصاروخية المحمولة كتفاً وبنادق ومدافع الأعيرة الثقيلة السريعة وحتى منظومة اس 500 الصاروخية التى لا نظير لها ولقدرتها بالعالم كمضادات أرضية كان يعتقد بأنها يمكنها التعامل مع كل أنواع الأهداف الجوية المعادية هذا إضافة إلى وسائط الإعاقة والشوشرة والسيطرة واختراق التحكم فى المسيرات التابعة للحرب الالكترونية.


وإذا كان هناك ما تثبته حقيقة اختراق المسيرات الأوكرانية لشبكة الدفاع الجوى تلك، فالأكيد أنه لا بلد واحد فى العالم شرقاً وغرباً يمكن أن ينظر إليه ويصنف كبلد محصن ضد المسيرات، هذه الآلة الحربية البسيطة التى يمكن ليس لخبراء وعلماء تصنيعها وإنما حتى فريق من صبية الكشافة الجوية ومن درسوا الأساسيات البدائية لصناعة الطيران لديهم الخبرة اللازمة لصناعتها و تطويرها.
وبعيداً عن استهداف موسكو وهو حدث عالمى جلل فإننا سبق ورأينا المسيرات حاملة القذائف والمفخخة والانتحارية تضرب أهدافا أخرى حول العالم وتعجز أنظمة دفاع جوى غربية كباتريوت الأمريكية عن صدها، والذى أراه أن التكنولوجيا الدفاعية المعاصرة أمامها فترة ليست بالقصيرة، لتصل إلى وسيلة قادرة على حماية الأهداف بنسبة 90% إن كنا متفائلين وعليه فلا بلد إلا وعليه أن يحتفظ فى توقعاته باحتمالية التعرض إلى هجوم من هذا النوع و طوال الوقت.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة