اللواء قدري أبو بكر مع محرر بوابة أخبار اليوم
اللواء قدري أبو بكر مع محرر بوابة أخبار اليوم


حوار| رئيس هيئة الأسرى: جرائم الاحتلال مشهودة.. وبن غفير جاء للتنكيل بالأسرى

أحمد نزيه

الإثنين، 08 مايو 2023 - 03:44 م

-اللواء أبو بكر: اغتيال الأسير خضر عدنان جريمة كاملة الجوانب

-نحن نبذل كل الجهود وعلى أعلى مستوى لإطلاق سراح الأسير وليد دقة

-مصر تعمل في صمت لصالح قضيتنا.. وهي بوابتنا دائمًا

 

قضية الأسرى الفلسطينيين من أبرز القضايا الفلسطينية على مر عصور القضية الأولى للعرب، حيث يقبع آلاف الفلسطينيين دون ذنب في سجون الاحتلال الإسرائيلي المعتمة، دافعين من سنوات أعمارهم ثمنصا لنضالهم من أجل وطنهم.

ومع اقتراب الذكرى الـ75 للنكبة الفلسطينية، والتي تُصادف 15 مايو من كل عام، بمناسبة ذكرى قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين التاريخية في عام 1948، لا تزال سجون الاحتلال تعج بآلاف الأسرى، الذين يرزخون تحت وطأة السجان الإسرائيلي.

وبين حين آخر تكون المستجدات حاضرةً فيما يتعلق بقضية الأسرى، حيث تدخل الحركة الأسيرة ذكرى النكبة الـ75، وقد فقدت أحد أبرز أفرادها، وهو الأسير خضر عدنان، الذي قضى نحبه في سجون الاحتلال الإسرائيلي يوم الثلاثاء المقبل.

وحول آخر تطورات قضية الأسرى، أجرت «بوابة أخبار اليوم» حوارًا مع اللواء قدري أبو بكر، رئيس هيئة الأسرى والمحررين الفلسطينية، خلال زيارته الرسمية، التي يُجريها إلى مصر في الوقت الراهن.

 

في البداية.. نحن بصدد جريمة اغتيال الأسير خضر عدنان داخل سجون الاحتلال.. كيف رأيت هذه الجريمة؟

الاحتلال الإسرائيلي يعدم الفلسطينيين كل يوم سواء كان داخل السجون أو خارج السجون.. وكلها إعدامات ميدانية.

اغتيال خضر عدنان هي جريمة كاملة الجوانب، فعندما استشهد خضر عدنان تم الاتصال بوزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير فقيل له أن الأسير قد توفي، فكان جوابه: كان يجب أن يموت لأني أوصيت بعدم دعم أي أسير مضرب عن الطعام، سواء كان بالتغذية أو أي مواد مدعمة.

أيضًا حينما استشهد الأسير حضر عدنان استشهد في زنزانته بدون أن يكون هناك إشراف طبي، رغم أن حالته كان يجب أن يكون في الإنعاش خصوصًا أنه كان في حالة إغماء، واستشهد في زنزانته. هم فعليًا وواقعيًا يمارسون الإعدام المنظم في السجون أو في خارج السجون في المخيمات والمدن الفلسطينية، وحينما يطلقون النار على شاب أو فتاة فلسطينية يمنعون سيارة الإسعاف من الوصول إلى المصاب حتى يتأكدوا من موته أولًا.

هذه الجرائم يشهد عليها العالم كله، وهم لا يخفونها، وهناك جرائم أخرى تُرتكب، ولدينا الأسير وليد الدقة وهو مصاب بالسرطان داخل سجون الاحتلال، وهم يرفضون علاجه وينتظرون حتى يستشهد، وهناك حالات مرضية داخل السجون وحالتهم تتطور حتى يصابون بالسرطان. في العام الفائت كان هناك 8 حالات مرضى بالسرطان، حاليًا لدينا 24 حالة في سجون الاحتلال.


وزير الأمن الداخلي بن غفير اتخذ إجراءات عقابية ضد الأسرى ويريد إعادة تطبيق حكم الإعدام ضدهم.. كيف يمكن للحركة الأسيرة أن تتعامل في ظل وجوده في الحكم ضمن الائتلاف الحاكم؟

بن غفير قبل أن يترشح في انتخابات الكنيست أعلن أنه سيترشح من أجل تسلم حقيبة وزارة الأمن الداخلي، فسأله الصحفيون حينها لماذا، فقال لأنكل بالأسرى ولأجعل حياتهم جحيمًا، فحينما جاء لم تكن مفاجأة ما يفعله وبدأ في تطبيق برنامجه، وبدأ في إجراءاته ضد الأسرى في السجون وضد منجزاتهم، فبدأ يقترح قوانين جديدة في الكنيست كالإعدام وعدم الإفراج المبكر عن أي أسير.

كما اتخذ إجراءات مثل الاكتظاظ داخل غرف السجون وتقليل المواد الغذائية المتاحة للأسرى إلى الأقل من الربع، وأيضًا للتفتيشات المتكررة، ومن أخطر القرارات سحب الجنسية من فلسطيني 48، وسحب الإقامة من فلسطيني القدس، عند القيام بأي عمل يعتبرونه ضد الجيش وضد المستوطنين.

هناك إجراء آخر هو أن أي أسير يمرض داخل السجون يريد الأطقم الطبية ألا تعالجه ومن يريد العلاج يكون على حسابه الخاص، وهذا ضد القوانين الدولية لكن إسرائيل تتعامل على أنها دولة فوق القانون، وما يشجعها في ذلك هو الدعم الأمريكي والأوروبي اللامحدود، والذي لولاه لما تمادت إسرائيل في أفعالها.

اقرأ أيضًا: خاص| رئيس هيئة الأسرى الفلسطينية: نحن نتوجه للعالم العربي دائمًا عبر بوابة مصر

بالنسبة للأسير وليد دقة الذي تسوء حالته الطبية ويواجه حاليًا نفس مصير الأسير خضر عدنان، ما التحركات الحالية للحيلولة دون أن يلقى مصير خضر عدنان؟

نحن نبذل مجهودات على أعلى مستوى في القيادة الفلسطينية بدءًا من الرئيس (محمود عباس) وذلك من أجل إطلاق سراحه، خاصةً أن وليد دقة أنه أسير من القياديين والمثقفين داخل السجون، خاصةً أنه أمضى فترة حكمه، هو محكوم عليه بالسجن 37 سنة، وقد أمضى فترة محكوميته، ولكن قبل انتهاء حكمه صدر بحقه حكمًا بالسجن سنتين بحجة تهريب أشياء من الخارج.

المفروض أن يتم إطلاق صراحه، خاصة أنه مريض بالسرطان ومريض في الرئتين، وهناك مساعي لإخراجه وأن يتم علاجه في إحدى الدول العربية، فنأمل في القريب العاجل أن يتم الاستجابة لهذا الطلب.

 

الإحصائية التي خرجت عن هيئة الأسرى في نهاية 2021 كان تشير إلى تواجد 4560 أسيرًا فلسطينيًا في سجون الاحتلال، لكن مع نهاية عام 2022 خرجت الإحصائية النهائية للعام بتواجد 4900 أسير.. ما مدلول هذه الزيادة في عدد الأسرى داخل سجون الاحتلال؟

 

الزيادة ليس في عدد الأسرى فقط، الزيادة الملحوظة في عدد الأسرى الإداريين، فالأسرى الإداريون لم يكن عددهم يتجاوز 500 أسير، لكن هناك الأسرى الإداريين في سجون الاحتلال أكثر من 1000 أسير في الوقت الراهن، وهؤلاء الأسرى ليس لديهم تهمة، ويمكن أن يمدد لهم لست أو سبع سنوات، كل ستة أشهر.

وحالة الأسير الإداري أصعب من حالة الأسير المحكوم، فالأسير المحكوم يعرف موعد خروجه من السجن، لكن الأسير الإداري قبل أن ينهي الستة أشهر يتم إبلاغه أنه سيتم تمديد اعتقاله لستة أشهر، وهناك أسرى أمضوا 8 أو 9 سنوات وهم قيد الاعتقال الإداري.

أيضًا هناك زيادة في عدد الأطفال داخل سجون الاحتلال، ولدينا الآن 170 طفلًا ما دون 18 سنة، وهناك أطفال دون 10 سنوات في سجون الاحتلال من القدس.

 

هل هناك تحركات تمت لملاحقة الاحتلال على جريمة اغتيال خضر عدنان؟

نحن فور استشهاده قدمنا طلبًا من محاميه الخاص بضرورة تسليم جثمانه إلى أهله من أجل دفنه بما يليق بوضعه، وتقاليدنا كعرب وفلسطينيين، نحن نأمل في أن يتم تسليم جثمانه.

وهناك مساعٍ لتقديم قضيته وجريمة اغتياله إلى أجانب الجرائم المتراكمة الأخرى إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة إسرائيل على جرائمها.

 

بالنسبة للدور المصري.. كيف تراه تجاه قضية الأسرى؟

مصر دائمًا مؤيدة وداعمة لقضية الأسرى وحقوق الأسرى وكذلك حقوق الشعب الفلسطيني، مصر كانت ومازلت لها مواقف معروفة للعيان، وكان لها دور أيضًا في قضية الأسرى.

حتى ولو لم تعلن (مصر)، نحن نعرف ذلك.. مصر تعمل في صمت من أجل قضيتنا، ونحن نعتز بالدور الذي تقوم به، ودائمًا ما أقول أننا حينما نتوجه إلى الدول العربية أو العالم العربي يكون ذلك من خلال مصر.

مصر بوابتنا الأساسية، ونحن جئنا إلى هنا وإلى جامعة الدول العربية من أجل طرح مسألة الأسرى وطرح الجرائم الإسرائيلية، التي تُرتكب بحق الأسرى، سواء كان على صعيد جامعة الدول العربية أو المؤسسات الموجودة في مصر من حقوق إنسان وقانونيين ومن صحافة. نحن نجد من مصر ترحابًا لا نجده في أماكن أخرى.

 

هل هناك تنسيق في الوقت الراهن مع مسؤولين مصريين فيما يتعلق بقضية الأسرى؟

بالتأكيد.. التنسيق دائم وعلى أعلى المستويات، سواء كان من السلطة الوطنية الفلسطينية وكذلك مع المسؤولين المصريين.

 

وزير الخارجية المصري سامح شكري التقى أكثر من مرة زوجة الأسير مروان البرغوثي، أحد أبرز الأسرى في سجون الاحتلال، وأكد دعمه لقضية الأسرى، ما مدلول ذلك الأمر؟

مصر لها وزن مهم جدًا، وحينما يتحدث وزير الخارجية المصري فله وزن، ونحن لا نترك أي وسيلة إلا ونطرقها، ومصر داعمة لكل التحركات الخاصة بنا.

 

هناك أخبار خرجت من الحركة الأسيرة أن هناك تخطيطًا لإضراب جماعي عن الطعام في الفترة المقبلة.. ما مدى جدوى تلك الخطوة في ظل احتلال يتعمد الإهمال الطبي بحق الأسرى؟

خيار الإضراب عن الطعام هو آخر خيار يمكن أن يلجأ إليه الأسرى في سجون الاحتلال، في الأول يرجعون وجبات طعام، أو يعتصمون داخل الغرف أو خارج الغرف ويصير هناك عصيانًا، لكن إن لم تنجح تلك الوسائل، فهم مضطرون إلى اللجوء

قبل شهر رمضان كان هناك تخطيط لإضراب مفتوح لكن صار هناك تدخلات مصرية وعربية ودولية وتراجعت وقتها إسرائيل وبن غفير مجبرًا تحت تأثير الضغوط، وأعلن الأسرى تعليق الإضراب.

قرار الإضراب هو ما يقرره الأسرى داخل السجون وليس نحن، هم أدرى بواقعهم ومصلحتهم منا، وصمودهم وصلابتهم هي ما تستطيع إفشال كل مخططات إسرائيل.

 

في الختام.. لماذا لا يزال الجمود يخيم على قضية الأسرى في مسألة تدويلها وتناولها على الصعيد العالمي ولدى دوائر الغرب؟

هذا يرجع إلى سياسة الكيل بمكيالين لدى الغرب وأمريكا، ففي الوقت التي بدأت الحرب الروسية الأوكرانية وضعوا كل إمكانياتهم تجاه أوكرانيا، أما نحن في فلسطين 75 عامًا يُعتدى علينا ومجازر تُرتكب.

الدول الغربية تنطلق من مصالحها، ويعتبرون إسرائيل تخدم مصالحهم، وهذا أيضًا بالنسبة للولايات المتحدة بطبيعة الحال.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

مشاركة