حكايات التحنيط وأسرار الخلود وحماية الموتى لدى القدماء المصريين
حكايات التحنيط وأسرار الخلود وحماية الموتى لدى القدماء المصريين


«طار الصقر إلى السماء».. كيف قدس المصريين القدماء «موتاهم»؟

مي سيد

الإثنين، 08 مايو 2023 - 10:05 م

 


الموت هو الحقيقة الوحيدة المطلقة الذي يؤمن بها الإنسان؛ وضمن ملف حرمة الموتى الذي فتحته بواب أخبار اليوم، كان لابد لنا من البحث في تاريخ أجدادنا المصريين القدماء، لمعرفة كيف كانوا يتعاملون مع موتاهم.. وهل نبعت فكرة التحنيط من احترامهم للموتى؟.. وهو ما أجاب عليه الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار.

إقرأ أيضا| «حرمة الموتى».. ملف شامل عن أبرز الانتهاكات وأهم القوانين والتشريعات

اقتصاد الموت وفكرة التحنيط 

إقرأ أيضا| «حرمة الميت» أمانة.. كل ماتريد معرفته «شرعا» من الوفاة لـ «العزاء»

في البداية أكد د.مجدي شاكر أن المصري القديم كان يقدس الحياة الأخرى أو الحياة الأبدية، واعتبر الموت هو الشىء الذي ينقل الإنسان من حياة الدنيا إلى الحياة الأخرى أو الابدية والخالدة كما أطلق عليها المصري القديم.

وتابع شاكر أنه نظرا لأهمية الحياة الأخرى أو الخالدة عند المصري القديم، أصبح للموت اقتصاد منفصل، بمعنى أن المصري القديم اهتم بالمقابر التي سوف يدفن بها و الاحتفاظ بجسد المتوفى، لذلك اخترع فكرة التحنيط وكل ذلك الأشياء كانت لها مستويات، بمعنى ان الملوك لهم مقابرهم الخاصة المصنوعة من الذهب وعامة الشعب على حسب القدرات الماضية، لذلك أصبح له اقتصاد مخصص في حياة المصري القديم الأخرى.

 

وظائف على شرف الموت

إقرأ أيضا| القانون لا يحمي «جسد نيرة».. تشريعات برلمانية لتجريم انتهاك «حرمة الموتى»

واوضح شاكر ان ايضا للموت وظائف فتجد الندابة و هي المرأة التي تبكي على المتوفي.. تلك الوظيفة من أيام المصري القديم، كما تجد الرسام الذي يرسم على المقابر تعويذة لحماية المتوفى.

وايضا النصوص الدينية ورسم بعض يوميات المتوفى، لأن المصري القديم كان يعتقد بأنه بعد الوفاة ينتقل الى الحياة الابدية والخالد، بنفس الوظيفة والإسم و العائلة فيها لذلك كانوا يرسمون ويكتبون على المقابر كل تفاصيل المتوفي. 

وأشار شاكر إلى أن المصري القديم، اهتم بالحياة الخالدة أكثر من حياة الدنيا لذلك تجد أن كل الآثار المكتشفة هي آثار جنائزية.. تحكي لنا عن حياة بعد الموت عند المصري القديم، حتى معظم البرديات الفرعونية هي برديات جنائزية مثل المكتشفة حديثا و الذي تم إطلاق اسم وزيري عليها .


دفن كل المقتنيات

وأضاف د.مجدي شاكر أن المصري القديم كان يقوم بدفن كل مقتنياته معه في القبر حتى تنتقل معه للعالم الأخر و ايضا كان يقدمها قرابين للإله للحفاظ على جثمان المتوفي و الانتقال للعالم الآخر .

 

طار الصقر إلى السماء 

 

إقرأ أيضا| «منتحلو الصفة ونقص الخبرة والبلوجر».. ثالوث أزمة تغطية جنازات المشاهير

يقول شاكر أن المصري القديم كان يقدس الحياة بعد الموت، لذلك اعتبر الموت أمر طبيعي فهو لم يخشى الموت ابدا بل كان يقول عندما يموت الملك أو أحد الرجال «طار الصقر الي السماء».

أكبر دليل - حسب قول د.مجدي شاكر- على قدسية المصري القديم للمتوفي والحياة الأبدية، هي عملية التحنيط التي تحافظ على جسد المتوفي للابد، وكان يوجد الكثير من ورش التحنيط و احتل التحنيط مكانة عالية عند المصري القديم . 

فالتحنيط هو أمر بالغ الأهمية عند المصري القديم، لأنه هو الشيء الذي يحافظ على جسد المتوفي، حتى ينتقل الى الحياة الأخرى أو الخالدة، لذلك اهتم المصري القديم بعملية التحنيط.

وأوضح أن التحنيط كان مستويات على حسب القدرات الماضية للمتوفي، فهناك تحنيط تم استخدام الذهب فيه، لو المتوفي ملك،وهناك أخر تم استخدام خلاله الفضة.

طقوس الموت عند القدماء المصريين 

اقرا ايضا| القانون لا يحمي «جسد نيرة».. تشريعات برلمانية لتجريم انتهاك «حرمة الموتى»

واختتم د.مجدي شاكر بان الكثير من طقوس الموت الحالية تم اكتسابها من المصري القديم، كزيارة المقابر منذ أيام المصري القديم.. كتابة النصوص الدينية على القبر.. من أيام المصريين القدماء.

 وحتى الحج على روح المتوفي كانت من أيام المصريين القدماء فهم كان لديهم رحلة مثل الحج في الأيام الحالية وهي زيارة معبد أبيدوس و الذي يوجد فيه المعبود الأكبر، وهو أوزوريس؛ كما اعتقد المصري القديم في وجود الجنة والنار.. لذلك كان يحاول الابتعاد عن السيئات و التقرب الى الافعال الطيبة حتى يصل إلى الجنة كما يعتقد.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة