كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

الاثنين ذكرى النكبة !

كرم جبر

الثلاثاء، 09 مايو 2023 - 10:33 م

سؤال لكل إسرائيلى عاقل: إلى متى ستظل الحرب المسعورة ضد الشعب الفلسطينى، وهل تعتقدون أن ذلك يحقق لكم الأمن والاستقرار، والتعايش الطبيعى مع دول وشعوب المنطقة؟

الدم لا يغسله الدم، بل الماء المثلج، الذى يضمد الجراح ويوقف النزيف ويمهد للشفاء والتعافى والحياة الطبيعية.

أما الانتقام والقتل والضغينة، فلا تؤدى إلا لمزيد من العنف والكراهية، وتجعل حياة إسرائيل وسط جيرانها العرب محفوفة بالمخاطر، مثل الفتوة الذى يفرض سيطرته على جيرانه ويخضعهم بالقوة والبلطجة.

وأثبتت الأحداث منذ 75 عاماً أن الشعب الفلسطينى لن يركع ولن يتهاون ولن يفرط فى قضيته ولن يستسلم أبداً، بل تزيده الأيام صبراً وعناداً وإصراراً على الحياة واسترداد دولته وفقاً للقوانين الدولية.

وكل يوم يولد طفل جديد وفى شرايينه تجرى دماء الكراهية لإسرائيل بسبب دماء أهله وأقاربه التى تسيل فى الشوارع وتروى الثرى الفلسطينى، فيُكبر وتشب فى أعماقه رغبة للانتقام، بسبب استمرار السياسات العدوانية وحروب التهجير وهدم المنازل والاعتقالات العشوائية والتصفية الجسدية.

هل تعتقدون أن القوة يمكن أن تحقق العيش الآمن، وأن اغتصاب الحقوق المشروعة يمنح الشرعية والبقاء فى المنطقة دون قلاقل أو اضطرابات؟

انتظروا يوم الاثنين القادم، الذكرى 75 ليوم النكبة الفلسطينية، التى أدت فى 15 مايو 1948 إلى تشريد أكثر من 700 ألف فلسطينى وطردهم من بيوتهم، وتدمير مئات القرى الفلسطينية، ويقوم الفلسطينيون بمناسبة هذا اليوم بتنظيم فعاليات وتظاهرات فى إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة وفى كثير من الدول العربية وأنحاء العالم.

أما يوم 14 مايو الذى يسبق ذكرى النكبة بـ 24 ساعة، فهو ذكرى إعلان إسرائيل استقلالها، ومن المنتظر أيضاً أن تنطلق مظاهرات الإسرائيليين، والمتطرفين خصوصاً للاحتفال بهذا اليوم.

إذن.. ننتظر الأسبوع القادم «الأحد» أو «الاثنين» أحداثاً صاخبة ومظاهراتٍ وإطلاق نيران وعمليات تصفية جسدية، بدأتها إسرائيل منذ أمس بحملة اعتقالات ضد الفلسطينيين، وغارات جوية على غزة أسفرت عن وقوع عددٍ كبيرٍ من الشهداء الفلسطينيين.

الدم لا يغسله الدم.. وكل إسرائيلى عاقل يجب أن يسأل نفسه: ألم يحن الوقت لإسكات البنادق وعزف أنشودة السلام، وإسقاط الأسلحة واستبدالها بأغصان الزيتون؟

منذ 75 عاماً والمنطقة تركض فوق صفيح ساخن بسبب تعنت إسرائيل وسياستها العدوانية وإصرارها على استخدام القوة فى مواجهة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى.

وأثبتت الأحداث أن السلام لن يأتى محمولاً فوق الطائرات والمجنزرات والدبابات، وإنما بالتصالح والتسامح وإعطاء كل ذى حق حقه.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة